النهار

علماء الآثار يكشفون أسرار مدن أرض الميعاد
المصدر: النهار العربي
الكنعانيون هم إحدى أقدم الشعوب السامية التي استوطنت منطقة الشرق الأدنى القديم، وتحديداً في بلاد الشام وجنوب لبنان وفلسطين. يعود تاريخهم إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث أسسوا مدناً وممالك مزدهرة على طول السواحل والسهول الخصبة. اشتهر الكنعانيون بمهاراتهم في الزراعة، التجارة، والبناء، وتركت حضارتهم بصمة دائمة على الثقافات اللاحقة.
علماء الآثار يكشفون أسرار مدن أرض الميعاد
آثار تعود إلى 3000 عام
A+   A-
الكنعانيون هم أحد أقدم الشعوب السامية التي استوطنت منطقة الشرق الأدنى القديم، وتحديداً في بلاد الشام وجنوب لبنان وفلسطين. يعود تاريخهم إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث أسسوا مدناً وممالك مزدهرة على طول السواحل والسهول الخصبة. اشتهر الكنعانيون بمهاراتهم في الزراعة، التجارة، والبناء، وتركت حضارتهم بصمة دائمة على الثقافات اللاحقة. 
 
والأهم من ذلك هو أن الكنعانيين كانوا رواداً في تطوير الأبجدية الكنعانية التي ساهمت في تطور الكتابة لاحقاً، وبفضل التحليلات الجديدة، وجد علماء الآثار أنه من المحتمل أنها تعود للكنعانيين، وتمكنوا أخيراً من تتبع أبجدية مفقودة حيرت العلماء لعقود من الزمن، تعود إلى هذه الحضارة التي تعود إلى 3000 عام. 
 
كان الكنعانيون يعيشون في جميع أنحاء جنوب بلاد الشام، وغزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وأجزاء من سوريا، إلى أن خاض بنو إسرائيل سلسلة من الحروب ضد الكنعانيين واستولوا في نهاية المطاف على معظم أراضيهم، وقد حدث هذا الفتح في النصف الثاني من القرن الثالث عشر قبل الميلاد. 
 
وبحسب تقرير ديلي ميل، يعود تاريخ الألواح الطينية الغامضة التي عُثر عليها إلى ذلك الوقت. ووجدت دراسة نشرت في مجلة الجمعية الأميركية لأبحاث ما وراء البحار، أن النص مكتوب من اليسار إلى اليمين، ويضم 29 رمزاً فريداً من نوعه من النقاط والأشرطة العمودية وغيرها من التصاميم المجردة. 
 
أظهرت الألواح أيضاً بعض مجموعات العلامات الفريدة من نوعها، بما في ذلك اثنتان منها مع أخرى تشبه العين، وقد حدد العلماء هذه العلامة على أنها حرف "ع"، وهي أيضاً الكلمة العبرية التي تعني "عين". وقد ساعدت هذه التشابهات والأنماط العلماء على تحليل معنى رموز الألواح، والبدء في فك رموز رسالتها الغامضة. 
 
تحتوي الألواح أيضاً على ما يبدو على "أقوال طقسية قصيرة" و"أمثال شعرية"، وهذا يشير إلى أن الألواح كانت تُستخدم في الطقوس العبادية التي كانت تقام في معبد دير علا.
 
كشف أسرار المدن التوراتية 
كان علماء الآثار قد كشفوا عن أسرار مدينة من المدن التوراتية التي كانت تقع ضمن "أرض الميعاد" التي استقر فيها بنو إسرائيل بعدما قادهم موسى للخروج من مصر، وتتمثل في جدران حجرية وفخاريات وقطع أثرية أخرى يعود تاريخها إلى أكثر من 3200 عام.
 
ويذكر الكتاب المقدس أن بني إسرائيل وصلوا إلى أرض الميعاد، والمعروفة أيضاً باسم كنعان، حوالي عام 1406 إلى 1407 قبل الميلاد بعد تيههم 40 عاماً في الصحراء. اكتشف الفريق أيضاً مقبض جرة مكسورة تحمل اسم ملك مذكور في الكتاب المقدس، ما يوفر المزيد من الأدلة إلى قصة موسى التوراتية.
 
وذكر تقرير "ديلي ميل" أن الاكتشافات شملت أواني فخارية محفوظة من الأرض، وكانت إحداها تحمل ختماً على المقبض مكتوباً عليه "من الملك"، وهو كان تكريماً لحكم الملك حزقيال في يهوذا عام 701 قبل الميلاد. وكانت شظايا الفخار التي تعود إلى الأواني الفخارية المحفوظة من الأرض متناثرة في المكان، حيث يعود حوالي 20 في المئة منها إلى الوقت الذي قيل إن بني إسرائيل وصلوا فيه بعد 40 سنة من التيه في البراري، أما البقية فقد صُنعت على مدى الـ900 سنة التالية.
 
وكان علماء الآثار قد اكتشفوا في وقت سابق من هذا العام خمسة أدلة أثرية تشير إلى أن قصصاً وتفاصيل مذكورة في الكتاب المقدس صحيحة: 
 
توقيع إشعيا 
وفقاً للدكتورة إيلات مزار من الجامعة العبرية في القدس، فإن ختماً طينياً اكتُشف في القدس في عام 2019 يعود تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد قد يحمل توقيع النبي إشعيا الذي قد تنبأ بمجيء المسيح.
 
زلزال القدس القديمة
تصف أسفار عاموس وزكريا في العهد القديم زلزالاً هزّ مدينة أورشليم قبل حوالي 2800 عام، وقد عثر علماء الآثار على أدلة إلى الحدث التوراتي في عام 2021.
 
الكسوف الذي جعل "الشمس تقف ساكنة"
عندما قاد يشوع، قائد أسباط بني إسرائيل بعد وفاة موسى، شعبه إلى النصر، شهد أن "الشمس وقفت والقمر توقف" في السماء. ويعتقد الباحثون أن "سكون الشمس" كان حدثاً حقيقياً، وهو كسوف للشمس قبل ثلاثة آلاف سنة، وقد تمكنوا من تحديد تاريخه بدقة في 30 أكتوبر 1207 قبل الميلاد. وقال الباحثون إن نصاً مصرياً، وهو شاهدة مرنبتاح، يقدم دليلاً مؤكداً إلى أن بني إسرائيل كانوا في كنعان بين عامي 1500 و1050 قبل الميلاد.
 
حصار أورشليم
عثر الباحثون في عام 2019 على مزيج فريد من القطع الأثرية التي تشير إلى أن الحصار الناري للمدينة قد حدث بالفعل، حيث وجدوا رؤوس سهام برونزية وحديدية من النوع السكيثي، ورؤوس سهام من الفخار والفخار والمصابيح والخشب المحروق والرماد، ويعتقدون أن هذا دليل إلى غزو بابل للقدس عام 587/586م.
 
مناجم الملك سليمان
في عام 2017، كشف علماء الآثار في جامعة تل أبيب عن مواد عضوية عمرها 3000 عام في وادي تمناع في صحراء أرافه في إسرائيل، ويشير العمل العلمي والمواد التي عُثر عليها في المنطقة إلى أن المناجم كانت تُدار من قبل الأدوميين الذين كانوا يديرون مناجم تعود إلى فترة الملك سليمان. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium