النهار

دبي وجهة أولى للسياحة التجميلية في الشرق الأوسط
دبي - ربيع دمج
المصدر: النهار العربي
يوماً بعد يوم، ترسّخ دبي مكانتها على خريطة السياحة العالمية، بمنتجات وخدمات سياحية تخرج عن المألوف، مدعومة باستراتيجية مميزة بدأت في عام 2014،
دبي وجهة أولى للسياحة التجميلية في الشرق الأوسط
جراحة تجميلية في أحد المراكز المتخصصة في دبي.
A+   A-
يوماً بعد يوم، ترسّخ دبي مكانتها على خريطة السياحة العالمية، بمنتجات وخدمات سياحية تخرج عن المألوف، مدعومة باستراتيجية مميزة بدأت في  عام 2014، حين أعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، عن فتح الإمارة أبوابها واسعة لسياحة صحية تتولّى هيئة صحة دبي الإشراف على تنفيذها. 
 
واليوم، أصبحت دولة الإمارات مركزاً إقليمياً للعلاج التجميلي، بفضل الرعاية الصحية العالية الجودة، وفترات الانتظار القصيرة، والأسعار التنافسية، ووجهة مثالية لمن يسعون للاستفادة من شبكة واسعة من المستشفيات والمراكز التجميلية في جميع أنحاء الدولة، تقدّم أفضل الخدمات في الجراحة التجميلية.
 
 
10 دقائق فقط
يقول جرّاح التجميل باسم الحلبي، إن الأمان الذي تنعم به الإمارات، وتوافر العناصر المطلوبة من تطوّر في المواصلات والبنى التحتية، "عوامل جذب مهمّة، تُضاف إليها أسماء لامعة في عالم التجميل استقرت في دبي"، علماً أن في الإمارة نحو 2000 جرّاح تجميل، "وهذا عدد كبير، ومؤشر قوي إلى ريادة دبي في مجال السياحة التجميلية". 
 
ويضيف لـ"النهار العربي": "يأتي رواد السياحة التجميلية من الجنسين من دول الخليج في الدرجة الأولى، ومن الدول العربية في الدرجة الثانية، ثم من الدول الأوروبية ومن أميركا اللاتينية، تجذبهم التقنيات الموجودة في مستشفيات دبي". فبحسبه، أزاحت دبي اسطنبول عن عرش زراعة الشعر، "فهنا نعتمد تقنية ’بيوفايبر‘ الإيطالية المتطورة التي لا تستغرق أكثر من 10 دقائق، من دون ألم ومن دون إراقة نقطة دم، والتي تعتمد على الزراعة شعرة شعرة من دون الحاجة إلى قطف البصيلات أو إلى جراحة كبيرة، إنما يقتصر أمرها على اختيار لون الشعر لتعبئة الفراغات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تجميل الأنف، فثمة تقنية حديثة لترميمه أو تجميله، لا تستغرق أكثر من 10 دقائق".
 
يتابع الحلبي: "أهم ما في الأمر هو الأمان الطبّي الذي تفرضه دولة الإمارات العربية المتحدة لحماية المريض، وهذا يزيد ثقته"، مضيفاً أن الأسعار التنافسية في دبي تؤدي دوراً مهمّاً في جعل الإمارة مركزاً عالمياً للجراحة التجميلية".
 
تكلفة زراعة الشعر الطبيعي تتراوح بين 1630 دولاراً و5500 دولار، بحسب الحالة ومساحة الرقعة المطلوب تغطيتها، فيما تتراوح تكلفة زراعة الشعر بتقنية "بيوفايبر" بين 1060 دولاراً و136,500 دولار، "وترتفع تكلفة هذه الجراحة في حال الصلع التام الناتج من أمراض جلدية ووراثية"، كما يقول الحلبي. أما تكلفة ترميم الأنف فتبدأ بنحو 1400 دولار للعملية التقليدية، وتنتهي بنحو 6800 دولار للعملية التي تتضمن تعديلاً جذرياً في شكل الأنف.
 
وتجمع المصادر في المراكز التجميلية في دبي على أن عملية شفط الدهون هي الأكثر طلباً من الرجال والنساء، تتراوح أسعارها بين 1100 و5500 دولار، وهذه أسعار تعدّ مقبولة مقارنة بأسعار تطلبها دول أخرى. أما عمليات شدّ الوجه التي تعتمد على تقنيات متنوعة فتتراوح تكلفتها بين 2700 دولار في الحالات الطبيعية و8000 دولار حين يكتسي الوجه بطبقات عدة من التجاعيد. 
 
 
رافعة للنمو
بحسب موقع وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، شهدت دبي نمواً ملحوظاً في قطاع الرعاية الصحية، وبينها التجميلية، إذ ارتفع عدد العيادات والمستشفيات 25% بين عامي 2018 و2024. 
 
في هذا الإطار، يقول الخبير الإقتصادي عدنان المانع لـ"النهار العربي"، إن نمو سوق الجراحة التجميلية في دولة الإمارات العربية المتحدة قفز من 27% في عام 2021 إلى 34% في العام الجاري، ومتوقّع أن يزيد إلى 45% في عام 2028، إذ تشهد الدولة ارتفاعاً كبيراً في الطلب على العمليات التجميلية منذ انقضاء جائحة كورونا. 
 
ويضيف المانع: "برز قطاع التجميل واحداً من أهم المساهمين في نمو السياحة العلاجية في الإمارات، مدفوعًا بالزيادة الكبيرة في عدد المرضى الدوليين والإقليميين، وبتوسيع المجموعة المحلية من المتخصصين في هذا المجال، والذين يتمتعون بمؤهلات دولية. وتعدّ الجراحة التجميلية اليوم واحدة من أهم 5 عمليات جراحية يبحث عنها السياح في دبي". 
 
أُجريت في الإمارات أكثر من 30 مليون عملية تجميلية جراحية وغير جراحية في عام 2022، بزيادة قدرها 19.3% عن عام 2021. وأشارت بيانات الإستطلاع السنوي للجمعية الدولية لجراحة التجميل إلى أن قطاع الجراحة التجميلية لم يتعافَ من عامين متتاليين من الانخفاض المرتبط بالجائحة فحسب، بل نما إلى ما هو أبعد من مستويات ما قبل الجائحة، إذ ارتفع إجمالي عدد العمليات الجراحية بنسبة 33% بين عامي 2017 و2022، بينما زادت الإجراءات غير الجراحية (أشهرها الحقن بالبوتوكس) بنسبة 54% خلال الفترة ذاتها. 

وبحسب المانع، يساهم هذا القطاع بنحو 18% من النمو الاقتصادي الإماراتي، "فثمة أكثر من 4500 مركز تجميل في الإمارات، وهذا أحد عوامل زيادة عدد السيّاح، إلى جانب زيادة تشغيل الفنادق وتنشيط حركة اليد العاملة في القطاع الطبّي، وهذا ينعكس إيجاباً في قطاعات أخرى، مثل المطاعم ومنافذ البيع الاستهلاكية"، خصوصاً في موسم الصيف حين يستفيد السيّاح من عطلهم السنوية لإجراء عمليات التجميل والترميم في الإمارات.

اقرأ في النهار Premium