في عالم الأبطال الخارقين، غالباً ما ننبهر بقوة "سوبر مان" أو قدرة "هالك" الخارقة على رفع الأشياء الثقيلة وإنقاذ العالم. ولكن ماذا عن الأبطال الحقيقيين الذين يمشون بيننا؟ إيدي هول، المعروف باسم "الوحش"، هو أحد هؤلاء الأبطال؛ فقد حاز لقب أقوى رجل في العالم بفضل قوته البدنية المذهلة، التي تجعلنا نتساءل: ما هو السر وراء قوته الاستثنائية؟
في دراسة جديدة مدهشة نشرت في صحيفة إنديبندنت، كشف العلماء عن بعض الأسرار التي قد تكمن وراء هذه القوة الخارقة. تجمع الدراسة بين العلوم الرياضية الحديثة وأسرار التغذية والتحمل الذهني، لتسلط الضوء على ما يجعل إيدي هول، بطل رفع الأثقال، قادراً على تحقيق أرقام قياسية تبدو كأنها خرجت من قصص الأبطال الخارقين. في هذا التقرير، سنستعرض تفاصيل هذه الدراسة ونفكك ألغاز "الوحش" الذي لا يهاب أي تحدٍ.
تشير نتائج تلك الدراسة إلى أنّ قوّة هول نابعة من عضلات طويلة ثلاثيّة موجودة في ساقيه وتسمّى بـ"حبل الرَجل" (guy ropes) تساعد على تثبيت الحوض والفخذ، وهي شبيهة بالحبال التي تُستعمل لتثبيت خيمة.
وخلال سلسلة الفحوصات والاختبارات، قارن الباحثون بنية عضلات وأوتار إيدي بتلك لدى العديد من الرياضيين، بمن في ذلك المتدرّبون وغير المتدرّبين. وكانت النتائج مفاجئة كاشفةً عن عضلات الساق التي كانت أكبر بنسبة 120% مقارنة بالرجال غير المتدربّين. ووجد الفريق أيضاً أن الوتر الرضفي أكبر بنسبة 30% فقط، رغم أنّ عضلات الفخذ تكبرها بأضعاف. فوفقاً للعلماء، تتكيّف العضلات مع التدريب تكيفاً أفضل من الأوتار. وأضاف الباحثون أنّ العضلات المرتبطة بثني الورك أظهرت تطوّراً عادياً مقارنة بغير المتدرّبين.
ولفت الأستاذ في الأداء العصبي العضلي في جامعة لوفبرا جوناثان فولاند إلى أنّ عضلات هول الكبيرة قد تساهم في فهم مصدر قوّته، غير أنّ العضلات الطويلة الثلاثيّة الموجودة في ساقيه قد تكون سبباً لقوّته أيضاً، على الرغم من أنّ الأبحاث العلميّة لم تشر إلى أهميّة دورها قطّ. ولكن من الواضح أنّ هذه العضلات أساسيّة في عمليّة رفع الأثقال.
وكما يملك كل بطل خارق قواه الفريدة وأسراره الخاصة، يكشف لنا إيدي هول أن القوة لا تأتي فقط من العضلات، بل من العزيمة، والالتزام، والتحضير العقلي والجسدي الذي يتطلبه تحقيق المستحيل. أسرار "الوحش" تكمن في مزيج من التغذية السليمة، التدريب المكثف، والقوة الذهنية التي لا تعرف حدوداً، ما يجعل إنجازاته تتجاوز مجرد الأرقام القياسية وتلامس عالم الأساطير.
في النهاية، يُظهر لنا إيدي هول أن كل واحد منا يحمل بداخله بطلاً خارقاً في مجاله، وأنّ سر القوة الحقيقية يكمن في القدرة على تحدي الحدود والاستمرار في المحاولة رغم كل العقبات. فهل نحن على استعداد لاكتشاف "البطل الخارق" داخلنا؟
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
