من خلال الإعلان عن نهاية علاجها الكيميائي في مقطع فيديو متقن يُظهرها مع أفراد عائلتها، حرّرت الأميرة كايت نفسها من القواعد التقليدية الملكية في مجال التواصل، محاولة تكريس صورتها العصرية في خضمّ كفاح صعب ضد السرطان.
وقال المعلّق الملكي ريتشارد فيتزويليامز لوكالة "فرانس برس" "إنه ببساطة أمر غير مسبوق"، مشيداً بالفيديو "الاستثنائي الذي يستهدف جمهوراً شاباً ومتّصلاً" بالشبكات الاجتماعية.
وأعلنت كايت ميدلتون (42 عاماً) مساء الإثنين انتهاء علاجها من السرطان، بعد أشهر من كشفها عنه في آذار (مارس) الفائت. وكما الحال مع إعلان مرضها، اختارت أميرة ويلز تصوير مقطع فيديو لتزف الخبر السعيد لمحبيها.
ومع ذلك، فإن أوجه التشابه بين الإعلانين تنتهي عند هذا الحد.
في آذار، أسرّت كايت أمام الكاميرا، وحيدة على مقعد، بملامح جدّية، للبريطانيين والعالم بأنها مصابة بمرض سرطاني لم تحدد مرحلته ونوعه قط.
في الفيديو المنشور الإثنين، خاطبت أميرة ويلز العالم من خلال تعليق صوتي هادئ، بدت فيه مبتسمة وهي تتجوّل في ريف نورفوك الإنكليزي مع أطفالها الثلاثة وزوجها ولي العهد الأمير وليام.
وانتشر الفيديو على نطاق واسع على الإنترنت خلال ساعات من طرحه، إذ حقّق أكثر من سبعة ملايين مشاهدة عبر منصّة "إكس" حتى صباح الأربعاء، أمّا على "إنستغرام" فقد تجاوز عدد الإعجابات المليونين.
وفي هذا الفيديو الملتقط بتقنيات سينمائية، بتوقيع المخرج المحترف في مجال الإعلانات ويل مار، قدّمت كايت رؤية غير مسبوقة لحياتها العائلية ويوميّاتها.
ويتخطّى المقطع المصوّر كونه مجرّد دعوة لنزهة مع عائلة ولي العهد البريطاني، إذ يركّز على لحظات عاطفية مشتركة بين الزوجين، بما يشمل لقطة يتبادلان فيها قبلة ويتعانقان.
وكتب المصوّر آرثر إدواردز في صحيفة "ذي صن": "خلال 40 عاماً من تغطية أخبار العائلة الملكية، لم أر مطلقا أمراً مماثلاً لفيديو كاثرين (الاسم الأول الرسمي لكايت)".
"ضبط العلاقات مع الإعلام"
بالنسبة لريتشارد فيتزويليامز، يشكّل الفيديو أيضاً وسيلة لوضع حد للتخمينات حول الحالة الصحية للأميرة. ففي آذار، اضطُرّت كايت إلى الاعتذار بعد نشرها صورة معدّلة، وقد سرت تكهنات كثيرة بشأن حالتها الصحية.
وأثناء زيارة إلى ويلز الثلاثاء، أشار الأمير وليام إلى أنّ "الطريق لا يزال طويلاً أمام" زوجته قبل التمكّن من العودة إلى صدارة المشهد.
ومن خلال التواصل بهذه الطريقة، يعتزم الزوجان الأميران "ضبط علاقاتهما بالكامل مع وسائل الإعلام"، وفق ما أوضح لوكالة "فرانس برس" روب جوبسون، مؤلف كتاب سيرة ذاتية للأميرة كايت.
في الأساس، تبدو رسالة أميرة ويلز مبتكرة أيضاً، كقولها مثلاً إن المرض جعلها تواجه "نقاط ضعفها".
وتقول كايت في الفيديو "قبل كل شيء، هذه المرة ذكّرتني أنا ووليام بالتفكير والامتنان للأشياء البسيطة ولكن المهمة في الحياة والتي غالبا ما يعتبرها الكثيرون منا أمراً مفروغاً منه، بكل بساطة".
بالنسبة للأستاذة في كلية لندن للاقتصاد شاني أورغاد،، فإن طريقة التواصل التي تعتمدها أميرة ويلز لا تزال "غامضة"، إذ إنها تتحدّث عن نقاط ضعفها باقتضاب من دون الغوص في التفاصيل.
إلى ذلك، تقول أورغاد لوكالة "فرانس برس" إن "الأجواء الخيالية في هذا الريف الإنكليزي الشاعري لا علاقة لها بالطريقة التي يتحدث بها مرضى السرطان عن مرضهم".
لا شك في أن الفيديو الذي نشرته أميرة ويلز يتباين مع الأسلوب التواصلي المعتمد عادة في أوساط الأسرة الملكية. ويؤكد ريتشارد فيتزويليامز أنه "ربّما لم يكن من الممكن للأمير تشارلز أن يفعل ذلك لأنه لم ينشأ بهذه الطريقة".
لكن هل هذا النمط سيستمر؟ "من الصعب الجزم بذلك"، يجيب المعلّق الملكي، مضيفاً "قد يقال إن هذا الأسلوب التواصلي اعتُمد خصيصاً للتطرّق إلى إصابة الأميرة بالسرطان وإنهم سيعودون إلى أساليب أكثر تقليدية. الجواب اليقين رهن بالتطورات المستقبلية".