تخيل أنك تمشي في أحد الأيام وتجد إبرة ملقاة على الأرض. عادي جدًا، صحيح؟ ولكن، ماذا لو أخبرتك أن تلك الإبرة الصغيرة قادرة على تحطيم العالم؟ لا، ليست هذه مقدّمة فيلم خيال علمي من الدرجة الثانية، بل دعونا نذهب في رحلة فيزيائية مليئة بالمفاجآت، حيث تصطدم إبرة بالأرض بسرعة... الضوء! نعم، تلك السرعة التي نستخدمها عادةً للحديث عن الفضاء والنجوم، يمكن أن تتحوّل إلى سيناريو كارثي جدًا إذا تورطت فيه إبرة بسيطة. 

مستعدّون للانفجارات، الزلازل، وربما بعض البراكين؟ دعونا نستكشف هذا السيناريو الافتراضي، ونرى كيف يمكن لإبرة صغيرة أن تتحول إلى قنبلة موقوتة أسرع من الضوء!

 

يرتكز مفهوم سرعة الإبرة على إمكانيّة جسم صغير كالإبرة أن يصطدم بالأرض مسبّبًا كارثة فظيعة. وعلى الرغم من أنّ هذه الفكرة مستحيلة بسبب قيود الطاقة، فإنّ هذا السيناريو يسمح لخوض عالم الفيزياء واستكشاف أعماقه.

وفقًا للنظريّة النسبيّة الخاصّة لأينشتاين، تعادل السرعة الضوئيّة حوالي 299,792 كيلومترًا في الثانية وهي السرعة الأقصى لأيّ جسم. وكلّما اقتربت سرعة الجسم من الحدّ الأقصى، ازدادت الكتلة واحتاجت إلى طاقة أكبر لكي تشتدّ سرعتها.

 

وبحسب ما ورد في تقرير "بزنس توداي"، تُعتبر نظريّة أينشتاين التي أُعلن عنها عام 1905 إحدى أكبر الإنجازات في الفيزياء. وتركّز هذه النظريّة على العلاقة بين الزمان والمكان، وتشير إلى أنّ قوانين الفيزياء هي عينها لجميع المراقبين، مهما كانت سرعتهم النسبية. وتشرح هذه النظريّة تغيّر الزمن، حيث يمرّ الزمن بشكل أبطأ بالنسبة إلى المراقب الذي يتحرّك بسرعة تناهز سرعة الضوء. وتفسّر النظريّة أيضًا تغيّر الطول، حيث تظهر الأجسام المتحرّكة أقصر في اتجاه حركتها بالنسبة لمراقب ثابت. تلك المفاهيم تشكّل أساسيّات السفر العالي السرعة.

 

وإذا عادلت سرعة الإبرة السرعة الضوئيّة، فقد تطلق كميّات هائلة من الطاقة الحركيّة. مثلًا، قد تعادل طاقة حبّة ملح في هذه السرعة جسمًا يزن مئة طن وهو يقع من الطابق الخامس عشر.

ومن المذهل أنّ اصطدام إبرة بسرعة ضوئيّة في الأرض قد يسبّب انفجارًا شبيهًا بقنبلة نوويّة. وينتج عن هذه الضربة دمار شامل وزلازل قد تؤدّي إلى انفجارات بركانيّة. وقد يطلق هذا الانفجار الافتراضي كميّة غبار كثيفة قد تغيّر المناخ وتجعله يشبه الشتاء النووي، كما أنّه يهدّد حياة العديد من الكائنات الحيّة ويخلق خللًا بالنظام البيئي. 

 

في حين أنّ اصطدام إبرة في الأرض بسرعة ضوئيّة هو سيناريو افتراضي، فهو يدفع إلى التقدّم العلمي والتكنولوجي. كم من المذهل أنّ هذه الفكرة الافتراضيّة تفتح أفقًا واسعًا للتفكير والتعمّق في عالم الفيزياء وتحفّز فضول العلماء في البحث في الاحتمالات وتدفعهم إلى تحقيق إنجازات غير مسبوقة ناجمة عن هذه الفكرة الافتراضيّة!