يبدو أن البعض يفضّل عند السفر زيارة المتاجر (سوبرماركت) المحلية، على زيارة المتاحف مثلاً. ويحظى هذا النوع من السياحة بحضور وازن على شبكات التواصل الاجتماعي بخاصة "تيك توك"، حيث يتعامل عدد من المدوّنين في استكشاف محلات البقالة، بنفس الاحترام الذي قد يحتفظون به لمتحف اللوفر. فالسائح يمكنه معرفة الكثير عن ثقافة ما من الطريقة التي يُباع فيها البيض في محلاتها، وفق تفسيراتهم.
وتؤكّد هذه الشريحة السياحية، أن شراء رقائق البطاطس من متجر محلي، تجربة ثقافية لا تقلّ عن زيارة المعالم الأثرية والشهيرة. بالنسبة لها، هناك مشاهد في المتجر قد تبدو عادية لكنها تخبر الكثير عن البلد المقصود، على غرار سبب العثور على رقائق كوكتيل الجمبري على رفوف المتاجر البريطانية وليس في أي مكان آخر، أو هوس ألمانيا بالوجبات الخفيفة بنكهة البابريكا.
يقول مستخدم على "تيك توك": "إذا كانت هذه هي المرّة الأولى لك في باريس، فلا بدّ أن ترى برج إيفل، ولكن ماذا يعلمك ذلك عن الثقافة والتقاليد الفرنسية؟ ليس كثيراً، إذا سألتني! من ناحية أخرى، فإن المشي في متجر بقالة أو سوق باريسي محلي يمكن أن ينير لك المطبخ الفرنسي، ويعلمك نكهة بلد بأكمله من خلال الروائح والأطعمة والتوابل الجديدة. وبطريقة ما، لا يختلف الأمر عن زيارة سوق مغربي، على سبيل المثال، ويُعتبر ذلك تجربة ثقافية".
ويشير مدوّن آخر، إلى أن المنتجات غير العادية مثل رقائق البطاطس بنكهة اللازانيا (المتوفرة في تايلاند) ليست وحدها التي تمنح مذاق مكان ما فحسب، فحتى تصميم السوبر ماركت يمكن أن يقول الكثير عن بلد ما. ويضيف: "انظروا إلى البيض على سبيل المثال. في المملكة المتحدة، يوضع على الرف، أما في الولايات المتحدة فيصفف في الثلاجة. وبسبب اختلاف استراتيجيات إدارة السالمونيلا، يغسل الأميركيون البيض، مما يزيل القشرة الواقية. لذا يعوّضون ذلك عن طريق رش البيض بالزيت لمنع تسرّب البكتيريا، وبعد ذلك يضطرون إلى تبريده. في المملكة المتحدة، وفي كثير من أنحاء أوروبا، يتمّ تطعيم الدجاجات البيّاضة ضدّ السالمونيلا، ويوضع بيضها بقذارته على رفوف السوبر ماركت غير المبرّدة".
وبالطبع، أفضل شيء بالنسبة إلى "سيّاح المتاجر" هو عدم وجود "سياح مزعجين" يلتقطون صوراً "سيلفي".