لطالما كانت العطلات فرصة للاسترخاء والاحتفال والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية. ولكن، مع مرور الزمن وتطور المجتمع، شهدت عادات العطلات تغييرات ملحوظة أثرت على كيفية قضاء الناس لوقتهم في هذه الفترة.
فقد تغيرت عادات وطقوس السفر والعطلات تغيراً كبيراً بين الماضي والحاضر، وخاصة نتيجة لتطورات عديدة في مجالات التكنولوجيا ووسائل النقل وأساليب الحياة. فناهيك عن سهولة التجوّل حول العالم في يومنا هذا، لا شكّ بأن التحولات الكبرى في المجتمع والاقتصاد والثقافة غيّرت كثيراً في عادات وتقاليد العطلات.
إليكم في ما يأتي بعض من هذه العادات التي تغيّرت:
1. اختيار فندق من كتيّب السفر
قليلون هم من يعرفون ما هو كتيّب السفر، فهو قد أصبح ذكرى من الماضي. فبنقرة واحدة على الإنترنت يمكنكم الآن ايجاد المئات من الفنادق في أي من المناطق لاختيار ما يناسبكم منها.
2. عدم إمكانية الاتصال الهاتفي
قبل ثلاثين عاماً، كانت عبارة الوداع "أراك بعد أسبوعين" تعني هذا بالضبط. أما الآن، فعدا إمكانية مشاركة خطواتكم لحظة بلحظة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فباستطاعتكم أن تُطلعوا ذويكم بكل تحركاتكم من خلال الرسائل النصية العادية.
3. توديع الأشخاص عند بوابة المغادرة
في الماضي – أو في منتصف التسعينات - كان بالإمكان أن يصطحبكم شريككم إلى باب الطائرة، وقد شاهدنا ذلك عملياً في كل حلقة أخرى من مسلسل Friends. ولكن في أيامنا هذه، لا يسمح للأشخاص عبور بوابات التفتيش إلا إذا كنتم تحملون تذكرة سفر. لذلك، آخر مكان تودعون فيه عائلتكم وأصدقاءكم هو البوابة الخارجية للمطار.
4- التدخين على متن الطائرات
لحسن الحظ، أصبح التدخين على متن الطائرات وفي المطارات من الماضي. فالتعديلات في سياسات التدخين على الطائرات والمطارات تعكس التزاماً بالصحة والسلامة، وتعتبر خطوة هامة نحو تحسين تجربة السفر للجميع.
5. مشاهدة الفيلم نفسه على متن الطائرات من قبل جميع الركّاب
في مطلع القرن العشرين، حيث لم تكن "أنظمة الترفيه خلف المقعد" تقنية قياسية. في ذلك الوقت، كان أفضل ما يمكن أن تأمله في رحلتك التي تستغرق ثماني ساعات هو سلسلة من شاشات التلفزيون الصغيرة تنزل من سقف الطائرة، ويتم عرض فيلم واحد، سواء كنت ترغب في مشاهدته أم لا. أما الآن فيمكن لكل مسافر أن يستمتع بمشاهدة فيلم من اختياره.
6. إرسال بطاقات بريدية
من يتذكر آخر مرة أرسل فيها بطاقة بريدية؟ لقد قضت الهواتف الذكية ووسائل الاتصال الفوري على العديد من الأشياء الجيدة في الحياة، وبخاصة على أحد أهمّ وأصغر تقاليد العطلة وهو البطاقة البريدية التي كانت تساهم في توصيل الرسائل المعبّرة. هل كانت هناك أي فائدة من البطاقة البريدية؟ هي صورة بسيطة لشاطئ أو كنيسة أو قصر، تحمل رسالة "نحن نقضي وقتاً جميلاً؛ الطقس جميل"، ويوصلها نظام بريدي محلي بطيء للغاية لدرجة رسالتك تصل بعد عودتك بأسابيع!
7. العملات المتعددة المربكة
في الثمانينات، كانت الرحلة البرية إلى أوروبا بمثابة رحلة رائعة عبر مشاهد خلّابة لم تعد مألوفة بسبب شبكة الرحلات الجوية الاقتصادية والرحلات القصيرة السهلة. ولكن بسبب وجود عملة مختلفة لكل بلد، كان عليك دوماً احتساب سعر الصرف بين بلد وبلد. أمّا اليوم مع توحيد العملات ووجود العملة الرقمية، فأصبح الأمر أسهل بكثير.
8. استعمال دليل إرشادي
قبل عشرين عاماً، كانت الطريقة الوحيدة للاستفادة القصوى من زيارة أي مكان جديد هي كتاب ورقي ثقيل الوزن، والذي بالإضافة إلى إثقال أمتعتكم، وكان يزودكم بكل الفنادق والمطاعم ضمن دائرة نصف قطرها خمسة أميال، بالإضافة إلى رقم هاتف لكل منها. في الوقت الحاضر، وبنقرة زر واحد يمكنك أن تحصل على أي معلومة تريدونها بفضل نعمة الإنترنت والمواقع المخصصة لاستعراض الفنادق والمطاعم.
9. لن تتوهوا بعد اليوم
في التسعينات، كان من السهل أن تتوهوا في أي منطقة، الأمر الذي كان يسبب توتراً كبيراً خلال الرحلة. ولطالما احتاج المسافرون إلى اللجوء إلى الشرطة لتوصلهم إلى فندقهم. أمّا اليوم وبوجود خرائط غوغل وغيرها من الوسائل الإلكترونية فتستطيعون أن تحدّدوا مكانكم بسهولة والتنقل براحة أينما كنتم.
10. تحميض الصور
ما أجمل أننا كنا نحمل الكاميرا، ونبحث عن لقطة أو وجه في الشارع أو منظر غروب الشمس، وننقر على زر الغالق مخلّدين لحظات السفر الرائعة، والأجمل كان عندما ننتظر بفارغ الصبر الفيلم ليتم تحميضه ونرى الصور التي التقطناها والتي سنحتفظ بها لمدى حياتنا. أما الآن، فإننا نأخذ كماً هائلاً من الصور الرقمية، والتي لن نشاهدها مجدداً على الأغلب، لتبقى في ذاكرة الهاتف نائمة في سبات بلا حياة.
منذ اللحظة التي نبدأ فيها تخطيط رحلاتنا وحتى عودتنا محملين بالذكريات، أصبحت تجربة السفر تعكس التطور المذهل في التكنولوجيا والثقافة العالمية. التغيرات التي شهدناها لم تجعل السفر أسهل وأسرع فحسب، بل أضفت أيضاً أبعاداً جديدة على مغامراتنا.