النهار

صيف دبي... قمّة الأدرينالين!
دبي - ربيع دمج
المصدر: النهار العربي
من يظن أن الصيف حار في دبي، فلا يزورها، مخطئ قليلاً. صيفها حارٌ فعلاً... بما فيها من مواقع جذب وترفيه، ترفع فينا حرارة الحماسة والمغامرة... إنها عاصمة الأدرينالين في الخليج العربي.
صيف دبي... قمّة الأدرينالين!
دبي.
A+   A-
من يظن أن الصيف حار في دبي، فلا يزورها، مخطئ قليلاً. صيفها حارٌ فعلاً... بما فيها من مواقع جذب وترفيه، ترفع فينا حرارة الحماسة والمغامرة... إنها عاصمة أدرينالين السعادة في الخليج العربي.
 
ففي دبي، ينساق المرء لتجارب قلّما يجدها مجتمعة تحت سقف واحد في أي بلد آخر. فأين يمكنك أن تجمع في يوم واحد سماءً وماءً وصحراء؟ ما لا يُنسى أبداً هو أن يمشي المرء فوق المدينة، على ارتفاع 220 متراً، فوق منصّة Sky Views التي تتوّج أعلى جزء في برجي فندق Address Sky View، فيرى دبي تحته منبسطة في صورة جميلة تجمع في إطارها برج خليفة ووسط مدينة دبي وطريق الشيخ زايد، ماشياً في ممشى زجاجي يمتد 46 متراً بين البرجين. إنه مكان من خارج هذا العالم، وهذا طبعاً لا يلائم من يخاف المرتفعات.
 
 
وإثارة الصيف والأدرينالين لا تتوقف هنا. فمن يريد أن يشعر بقلبه ينبض في عنقه، فليوافني إلى Sky Views Edge Walk، فنمشي معاً على حافة العالم، ثم ننزلق من الطابق 53 في الفندق إلى الطابق 52 على زلاقة Sky Views Glass Slide الزجاجية الشفافة. نصيحة لمن يجربونها للمرّة الأولى: لا تنظروا إلى الأسفل أبداً. 
 
الترفيه الصيفي في دبي عائلي بامتياز. فالصيف هو موسم العطلات والسياحة والخلاص من هموم العمل، ولو قليلاً. لذا، تخصص "المولات" الكبيرة في دبي مساحات مبرّدة لألعاب لا تقلّ إثارة وضخاً للأدرينالين، تجذب الطفل والمراهق والبالغ في آن. لا شك في أن ركوب "سفينة العاصفة" في مول "دبي هيلز" من الأنشطة الترفيهية الواجبة. تقول رحاب سجواني، المتحدثة الإعلامية بإسم المول لـ"النهار العربي": "إنها أكبر سفينة افعوانية داخلية من نوعها، تمّ افتتاحها منذ عامين، وقد حطّمت الأرقام القياسية عالمياً". فهذه السفينة تستطيع الارتفاع عامودياً نحو 50 متراً، وتبحر في مسار يمتد 670 متراً، "ورسم المشاركة مقبول لا يتجاوز 65 درهماً (18 دولاراً)".
 
 
لا شك في أن IMG Worlds of Adventure واحدة من أفضل الحدائق الترفيهية في دبي صيفاً. إنها منزل كل شخصيات Marvel و Cartoon Network Life، في ترفيه عائلي يأتي بالعالم كله إلى دبي. شاهدنا هنا عروضاً مسرحيةً حية واجتمعنا بشخصيات "الأكشن" التى نعشقها كباراً وصغاراً، مثل الرجل الحديدي (Iron Man) و الفتيات الخارقات (The PowerPuff Girls)، ولعبنا ألعاباً جميلة محفوفة بالمغامرات الشيّقة ضمن ترفيه داخلي يقدّم إثارة بلا توقف لجميع الأعمار.
 
لتهدئة أدرينالين الجسد، يأتي دور الخيال الواسع والأحلام الكبيرة. في متحف "الألعاب التفاعلية" في منطقة "القوز" الموازية لطريق الشيخ زايد في دبي، الفرصة متاحة لخوض الصغار، والكبار أيضاً، تجارب مهنية ما حلموا بها يوماً. أنا نفسي جرّبت أن أصير مهندساً ميكانيكياً فصمّمت طائرتي الخاصة. شاهدت هناك أولاداً مع أهاليهم يصنعون سفينة، من ألفها إلى يائها، بكل تفاصيلها الدقيقة. تقول جويس اتكانزا، مسؤولة التواصل في المتحف، لـ"النهار العربي": "إنه الأدرينالين نفسه، لكن من نوع آخر. فمن هنا تبدأ المغامرة الذهنية، التي يمكن أن تتطور إلى ما لا يمكن أن يتوقعه خيال، فكل ما يفكر فيه الإنسان ممكن، في مغامرة لا يزيد رسم المشاركة فيها عن 19 دولاراً، وهذا ثمن زهيد جداً لحلم يتحقق أمامك بتفاعلية تقوم على أحدث تقنيات المحاكاة". كنت أود لو أستطيع أن أحمل طائرتي معي، فأحلّق بها في سماء دبي... والعالم!
 
 
ربما يتحول الخيال إلى حقيقة يوماً. لكن، ماذا عن الوهم؟ ففي حي السيف التراثي التاريخي في دبي، دخلت "متحف الغموض" (Museum of Illusions) أو الوهم كما يسمّيه بعضهم هنا. فهذا يعتمد على الأوهام والحيل البصرية والشاشات التفاعلية لخلق بيئة مرحة تجذب الزوار من جميع الأعمار. يقول ناصر المانع، وهو أحد المشرفين على المتحف، لـ "النهار العربي": "ليس لهذا المتحف مثيل في المنطقة العربية. إنه فريد من نوعه، يضمّ أكثر من 60 معرضاً مرئياً وتعليمياً فيها مجسّمات وخدع بصرية وغرف المصممة لإثارة الحواس". التجربة هنا مختلفة، وسعر التذكرة 90 درهماً (25 دولاراً) للبالغين، و60 درهماً (17 دولاراً) للأطفال.
 
وإن كانت الحرارة في دبي صيفاً لا تقلّ عن 43 درجة مئوية بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر)، فليس ما يمنع من أن تكون "تحت الصفر" في "دبي مول"! أخطروني بأنني أحتاج إلى ملابس سميكة إن دخلت إلى حلبة Dubai Ice Rink، فما اكترثت، وندمت. دفعت 120 درهماً (32 دولاراً) ودخلت. إنها حلبة تزلج أولمبية، تستقبل مسابقات عالمية ومنافسات محلية، لهواة النوع. تزلجت، فكانت المرّة الأولى أشعر بحمى الجليد على وجهي، إذ سقطت مرّتين قبل أن أتمكن فعلياً من الوقوف والانطلاق، بمساعدة مدرب أشفق على حالي. ما شجعني هو رؤية المتزلجين هنا، ربما تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و60 عاماً... أخبروني أن المركز يتيح لأمثالي المبتدئين تعلّم أصول التزلج في دروس خاصة. ربما في المرّة المقبلة. بقيت هنا ساعتين أو أكثر، أستمتع بمشاهدة عروض البطاريق وهي تتراقص وتقفز على وقع الموسيقى. سمعت رجلاً كان يقف إلى جانبي يقول بالإنكليزية لزوجته: "هذا العرض أجمل مما شاهدنا في أيسلندا... أتذكرين؟".
 
 
وفي "دبي مول" أيضاً، وتحديداً في الطبقة الثالثة، شاهدت أكبر وأروع حوض للأسماك في العالم. نصيحة ثمينة لكل من يزور دبي في هذا الصيف: لا تفوتوا زيارة Dubai Aquarium and Underwater Zoo. خزان كبير جداً يتخذ شكل النفق، طوله 51 مترًا، وعرضه 20 مترًا، وارتفاعه 11 مترًا، فيه 10 ملايين ليتر من الماء، تسبح فيه أكثر من 33000 حيوان مائي، وأكبر مجموعة من أسماك القرش النمرية الرملية يمكن أن يراها إنسان في مكان واحد. 
 
 
وصيف دبي هذا العام حافل بالمهرجانات الغنائية، تحييها أسماء عربية وعالمية كبيرة في مسرح "أوبرا دبي" و"كوكا كولا آرينا"، بينها إليسا وتامر عاشور وأنغام، إضافة إلى حفلات لمطربين معروفين من الهند كحفل "تشان سي" وفرقة "تشيك ذا انديا". يقول ربيع الهنيدي، المسؤول الإعلامي لشركة "بلاتينوم" التي تنظّم أبرز الحفلات في دبي على مدار السنة، لـ"النهار العربي": "ستشهد دبي حفلاً ضخماً يحييه النجم العالمي الإسباني إنريكي ايغليزياس، وآخر تحييه الفرقة العالمية باروكيا ني إدغار التي ستشعل صيف دبي". هذان الحفلان يقامان في أواخر آب (أغسطس) الجاري، لكن التذاكر نفدت كلها.
 
 
وتقول جمانة المذوذق، المسؤولة الإعلامية في مسرح "كوكا كولا آرينا" في الجميرا لـ "النهار العربي" إن زوار دبي في هذا الصيف على موعد مع سهرة عامرة تحييها "الست أم كلثوم" عبر تقنية الهولوغرام، "فيستمع الحضور إليها تغني بصوتها، ويشاهدها من مجسّم هلامي، لنقلهم معها إلى زمن الخمسينات والستينات". فهل سنسمع ثانية "عظمة على عظمة يا ست"؟ تجيبني المذوذق: "بالتأكيد".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium