تستضيف الرياض اليوم الأحد 28 نيسان (أبريل)، المنتدى الاقتصادي العالمي، تحت شعار "التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية". هنا تجتمع شخصيات مهمّة كرؤساء الدول والحكومات والوزراء والسفراء، إضافة إلى كبار المسؤولين في المنظمات الدولية والمجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية، ومراكز الأبحاث، ووسائل الإعلام. أما "السالفة"، فهي مناقشة القضايا والتطورات وتعزيز الشراكة مع دول الشرق الأوسط، وإيجاد الحلول الخلاّقة لمواجهة التحدّيات الاقتصادية.
لماذا تمّ اختيار الرياض لاستضافة هذا الاجتماع الهام؟ بداية، تمّ الإعلان في واشنطن عن اختيار البنك الدولي للمملكة مركزاً للمعرفة ولنشر ثقافة الإصلاحات الاقتصادية على المستوى العالمي. كذلك تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين السعودية والصين لجلب قدرات الشركات الصينية التصنيعية واستثماراتها إلى السعودية، تزامناً مع توطين الرياض تكنولوجيا صناعة السيارات الكهربائية. في نفس الفترة، تمّ افتتاح جناح "صناعة سعودية" في المانيا، وهو الحدث التقني المهم الذي يستهدف مقدّمي الخدمات الصناعية من مختلف أنحاء العالم.
أما "نيوم"، المدينة المستقبلية المبتكرة في شمال المملكة التي تعمل بنسبة 100% بالطاقة المتجددة، فهي تقوم باستعراض فرص الاستثمار والشراكات أمام مجتمع المال والأعمال في هونغ كونغ. هذا ليس كل شيء، بل تستقبل الرياض في 14 و15 أيار (مايو) المقبل، أكثر من 300 رجل أعمال بريطاني لإقامة استثمارات جديدة في السعودية، كما نقول "هلا وغلا" لشركتي محاماة أميركيتين تفتتحان مكاتب لهما في المملكة.
إضافة لما سبق، حقّقت المملكة المرتبة الـ17 عالمياً من أصل 64 دولة الأكثر تنافسية، لتصبح من الدول الـ20 الأولى في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية. كذلك تقدّمت المملكة 7 مراتب في نسخة عام 2023، مدعومة بالأداء المالي القوي في عام 2022. من ضمن التطورات الهامة أيضاً، حرص برنامج تنمية وتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية السعودي (ندلب)، على خلق الفرص الوظيفية، وتطوير الكفاءات الوطنية، وجذب الاستثمار الأجنبي للمملكة. كذلك نَمت أصول صندوق الاستثمارات العامة من 971 مليار ريال سعودي في عام 2018، إلى ما يزيد على 3.7 تريليونات ريال سعودي، وها هو قطاع الطيران المدني السعودي ينوي طرح إستثمارات بقيمة 100 مليار دولار.
لعلي أضيف أنّ مساهمة الناتج المحلي السعودي غير النفطي ارتفعت إلى 50% في إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، بعد مضي أقل من عقد من الزمن، ما يدلّ إلى أنّ الرؤية السعودية ماضية في تحقيق مستهدفاتها الاستراتيجية ضمن برامجها ومبادراتها، للارتقاء بأداء الاقتصاد الوطني بعيداً من النفط. النتائج الأولية تبشّر بالخير، فقد اكتملت نسبة 87% من رؤية 2030، وها هو القطاع السياحي "يقلط" فرحاً لتحقيقه العام الماضي 2023 إيرادات بلغت 250 مليار ريال سعودي.
آخر الكلام. استضافة الرياض لمنتدى الاقتصاد العالمي اليوم وغداً، دليل جديد على المكانة المرموقة التي تحظى بها المملكة في تعزيز التعاون الدولي، للدفع بالنمو حول العالم. السعودية باتت منارة ومنصة للقيادة والابتكار، ولا شك أنّ هذا المنتدى فرصة فريدة لصنّاع القرار من جميع أنحاء العالم، لإيجاد أرضية مشتركة ناجحة لإحداث تأثيرات إيجابية للجميع.
*كاتب سعودي