أذكر في مقال اليوم دلائل عدّة على نجاح البرامج التي حقّقتها الرؤية السعودية خلال الثماني سنوات الماضية بفضل جهود كبيرة، وتنفيذ وتعديل وتحسين إصلاحات غير مسبوقة لما هو أفضل.
من التطورات الإقتصادية الهامة مؤخّراً، تصنيف 9 أسهم سعودية ضمن أعلى 10 أسهم خليجية من حيث قيمة التداولات في الربع الأول من العام الجاري. نجحت المصارف العاملة في السعودية برفع استثماراتها بالسندات الحكومية بنسبة 6.2% في نهاية شهر آذار (مارس) 2024 على أساس سنوي. لعلّي أكون أكثر دقّة، فقد وصل إجمالي استثمارات المصارف بالسندات الحكومية وشبه الحكومية إلى 550.73 مليار ريال سعودي (146.83 مليار دولار) وهو أعلى مستوى تصل إليه على الإطلاق، بحسب بيانات المركزي السعودي (ساما). كذلك نجحت الرياض في استقطاب استثمارات تخطّت حاجز الـ 4 مليارات ريال سعودي (أكثر من مليار دولار) ما يؤكّد جاذبية السوق السعودي.
تعمل السعودية على تنمية الصناعات الواعدة، وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص النمو لرواد الأعمال، وفرص العمل للأفراد لتحقيق إنجازاتها الاقتصادية والصناعية. من الأدلة على ذلك، نجاح سهم شركة "أرامكو" السعودية بجدارة بتصدّره أداء أسواق الأسهم في الخليج بقيمة تداولات على سهم الشركة عند 7.7 مليارات دولار، وتبعها سهم (مصرف الراجحي) بتداولات قيمتها 6.3 مليارات دولار، وسهم شركة "سال" السعودية للخدمات اللوجستية بقيمة 6.1 مليارات دولار. هذه أدلة واضحة أخرى إلى موقع السعودية الاستراتيجي وقوتها الاستثمارية. السهم الوحيد غير السعودي ضمن القائمة، كان من نصيب (الشركة الدولية القابضة) المدرج في بورصة أبوظبي، بتداولات ربع سنوية قيمتها 3.7 مليارات دولار خلال الربع الأول من 2024.
هذا ليس كل شيء، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أكّد في جلسة حوارية خلال الاجتماع الخاص في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، أنّ وتيرة نمو الاقتصاد الرقمي في السعودية أسرع بـ 3 مرات من معدل النمو العالمي. الطموح السعودي لن يتوقف هنا، ولي العهد السعودي أيضاً شدّد على ضرورة ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات البحث والتطوير.
كذلك ساهمت شركات التقنية المالية في السعودية أيضاً في تحقيق نتائج إيجابية، حيث أثمرت خيراً، وارتفع عددها من 89 شركة في عام 2022 إلى نحو 200 شركة في عام 2023. من ضمن أبرز المؤسسات المصرفية في العالم التي انتقلت، أو تخطّط لحجز مقاعد رئيسية لها في السعودية؛ دويتشه بنك، وروتشيلد، والبنك الاستثماري التابع لشركة "أتش.أس.بي.سي"، و "نورثرن ترست كورب"، و شركة "بلاك روك" الأميركية لإدارة الأصول و"لازارد" للخدمات المالية.
آخر الكلام. هكذا نجحت المملكة كأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلّا أنّ الفرص والمشاريع الاستثمارية الجديدة لا تسعى فقط لتحقيق الربحية المادية. السعودية وقّعت اتفاقات ومذكرات تفاهم مع مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" الخيرية، تهدف إلى زيادة قدرات المملكة في صناعة اللقاحات، ورفع ملايين الأشخاص من حالة الفقر، بالإضافة إلى نقل مقرّها الإقليمي إلى العاصمة الرياض. الملياردير الأميركي، بيل غيتس، المؤسس المشارك لـ"شركة مايكروسوفت" أوضح أنّ السعودية خصّصت 500 مليون دولار للقضاء على مرض شلل الأطفال، واستئصاله في معظم البلدان، بل والتأكّد من عدم إصابة أي طفل بالشلل مرّة أخرى.
*كاتب سعودي