النهار

لا آثار حول "مسار خروج بني اسرائيل من مصر"
غسان حجار
المصدر: النهار العربي
يقول الباحث العراقي المُتخصص في تاريخ الأديان والحضارات القديمة خزعل الماجدي إن "احتلال التاريخ أخطر من احتلال الأرض..."، وينطبق هذا القول على الادعاءات الإسرائيلية بأحقية الشعب اليهودي بأرض فلسطين
لا آثار حول "مسار خروج بني اسرائيل من مصر"
منطقة سانت كاترين في جنوب سيناء.
A+   A-

يقول الباحث العراقي المُتخصص في تاريخ الأديان والحضارات القديمة خزعل الماجدي إن "احتلال التاريخ أخطر من احتلال الأرض..."، وينطبق هذا القول على الادعاءات الإسرائيلية بأحقية الشعب اليهودي بأرض فلسطين، كما بروايات أخرى يتداخل فيها التاريخي بالديني، ما يؤدي غالباً إلى تراجع العِلم لمصلحة ما يُعتبر مقدساً، ولا يمكن المسّ به.

استعادة هذا الكلام مردّه الى إعلان مصر أنها تخطط لإحياء مسار خروج "بني إسرائيل" في سيناء، ليصار لاحقاً إلى تنظيم رحلات سياحية إليه فور الانتهاء من أعمال تطوير موقع "التّجلي الأعظم"، في مدينة سانت كاترين في جنوب سيناء.

لكن إعلان الحكومة المصرية جاء من دون تحديد واضح لمعالم هذا المسار، ما أثار جدلاً، تحديداً بين الأثريين والمؤرخين، إذ يعتبر البعض أن هذا الحدث لا صحة لوجوده نظراً إلى عدم ظهور ما يثبته تاريخياً حتى الآن، فيما يعتقد آخرون أنه حقيقة لا يمكن إنكارها واتفقت عليه الأديان الإبراهيمية الثلاثة رغم الخلاف في التفاصيل التاريخية.

يؤكد الماجدي أن السجل الأثري لأرض كنعان أتى خالياً من أي أثرٍ يثبت قصة الخروج كما جاءت في الكتاب المقدس اليهودي.

أما أستاذ علم المصريات والخبير الأثري بجامعة القاهرة أمجد عبدالكريم، فيعتبر أن "الكتب السماوية تُجمع على وجود بني إسرائيل في أرض ما، والمرجح بشكل كبير أنها سيناء". لكنه أوضح أنه "بعيداً عن الجانب الديني، لا توجد حتى الآن آثار تاريخية أو دلائل علمية واضحة لمسار الخروج"، مشيراً إلى أن "المثبت حتى الآن هو أن آخر نقطة في هذا المسار هي مكان التجلي في سيناء".

وأضاف أنه "وقت احتلال الإسرائيليين لسيناء، أرسلوا العديد من البعثات الاستكشافية من مختلف الجامعات الإسرائيلية للمسح الجغرافي من أجل البحث عن مسار الخروج، ولم يعثروا على دليل".

وكان عالم الآثار والمصريات ووزير الدولة السابق لشؤون الآثار في مصر زاهي حواس، أول من أعلن أنه "لم نعثر على أي آثار تثبت وجود اليهود في مصر القديمة". وقال حواس إن "مومياء رمسيس الثاني ظلت في فرنسا لسنوات حتى يثبتوا أنه فرعون موسى ولم يصلوا إلى دليل، وكذلك كان هناك عالم آثار إسرائيلي ظل 30 عاماً يدرس الآثار على أنه عالم نمسوي ولم يصل الى دليل".

وقوبل حواس باتهامه بمعاداة السامية، ونشر موقع "هيدابروت" العبري أن "زاهي حواس ينكر كل ما هو مذكور عن مصر في "العهد القديم"... والمشكلة ليست في ما هو مدفون تحت الرمال من آثار مصر، ولكن في ما هو تحت يد ذلك الكاره لإسرائيل".

ودافع عنه الأستاذ في جامعة الأزهر سعد الدين الهلالي قائلاً: "ما نُقل عن زاهي حواس باجتزاء قد يؤدي إلى فتنة في الدين بسبب عدم دقة العبارة... شاهدت فيديوات عالم المصريات الذي تحدث من ناحية الآثار والحفريات والبرديات والثبوتيات الفرعونية حيث لا يوجد أي ذكر لاسم نبي أو دخول سيدنا موسى وإبراهيم لمصر، وهو صادق في ما يقول، وفقاً للاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها حتى الآن".

وأضاف الهلالي: "الدكتور زاهي حواس أكد أنه لم يتم اكتشاف سوى 30% من الآثار حتى الآن، والـ70% لا تزال تحت الأرض، لذلك من الوارد بعد إتمام الاكتشافات الأثرية والحفريات والبرديات والنقوش بنسبة 100% حسم قضية دخول سيدنا موسى وإبراهيم لمصر".


اقرأ في النهار Premium