النهار

لكن ماذا لو بقي بايدن... سنضحك كثيراً ونبكي كثيراً
راغب جابر
المصدر: النهار العربي
في موازاة الاندفاعة القوية لترامب يعيش بايدن أسوأ أيام حملته الانتخابية التي تلقت ضربة قويا بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترامب، وكأنه ما كان ينقص المعسكر الديموقراطي الا هزة جديدة تخلخل مفاصل حملته الانتخابية ومفاصله كلها اذا استمر تدهورها على الشكل القائم حاليا.
لكن ماذا لو بقي بايدن... سنضحك كثيراً ونبكي كثيراً
الرئيس بايدن يجري مسرعا من مكتبه في البيت الأبيض الى الحديقة الجنوبية للمقر الرئاسي (أ ف ب)
A+   A-
حتى الآن يبدو أن دونالد ترامب عائد إلى البيت الأبيض الأميركي في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل التي يواجه فيها، مبدئيا، الرئيس الحالي جو بايدن. استطلاعات الرأي والآراء المتداولة في الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي تكاد تجزم بأن الجمهوري الشعبوي يحصد النقاط واحدة تلو أخرى في مواجهة الشيخ المتعب جو بايدن.
 
في المنطق والظاهر هذا الكلام واقعي وموضوعي، والرئيس السابق الاستعراضي يتابع "سيركه" كل يوم، تؤازره ظروف وأحداث غير متوقعة كحادث إطلاق النار عليه في مهرجان انتخابي قبل أيام، هذا الحادث الذي انتشرت صوره في كل مكان في العالم ويبدو فيها ترامب تمثالاً للحرية على غرار التمثال الشهير الذي قدمته فرنسا هدية لأميركا بعد استقلالها عن السلطات البريطانية.
 
في موازاة الاندفاعة القوية لترامب، يعيش بايدن أسوأ أيام حملته الانتخابية التي تلقت ضربة قوية بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الأول، وكأنه ما كان ينقص المعسكر الديموقراطي إلا هزة جديدة تخلخل مفاصل حملته الانتخابية ومفاصله كلها إذا استمر تدهورها على الشكل القائم حالياً.
 
بقدر ما هي مرجحة عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بقدر ما هي مفزعة ومثيرة للجدل. فالرجل مفاجئ وغير قابل للضبط. كل التحليلات حالياً تركز على حملته الانتخابية الصاخبة وعلى تداعيات فوزه برئاسة ثانية قد تكون أكثر شعبوية ويمينية من ولايته الأولى التي كانت حليفة أميركا التاريخية، أوروبا، ضحيتها الأولى، فضلاً عن الضحايا التقليديين للسياسات الأميركية، لا سيما في فلسطين والشرق العربي.
 
 
 
يتخبط المعسكر الديموقراطي تخبطاً لا مثيل له، ويتلقى الضربة تلو الضربة من رئيسه العجوز الذي تتكرر هفواته و"خطاياه" في كل مرة يطل فيها على الجمهور، سواء مباشرة أم عبر التلفزيون، حتى بات السياسيون والجمهور العريض ينتظرون ظهوره ليحصوا هفواته التي صارت مادة للتّندر وإبداء الشفقة، وكذلك للطعن بأهليّته وقدرته على الفوز، وعلى أهليّته للحكم إذا فاز.
 
يتصرف العالم اليوم وكأن ترامب أنجز المهمة منذ الآن وبات انتخابه مسألة وقت فحسب، يكتب المعلقون والمحللون، وتعد الدول عدّتها لمرحلة ترامب المقبلة، يبدو أن الجميع سلّم بهزيمة بايدن إلا إذا حصلت أعجوبة. كان يمكن للرصاصة مثلاً أن تخترق دماغ ترامب بدل مسحها أذنه وإسالة بعض الدماء التي جعلت منه أيقونة ورمزاً في عيون كثير من الأميركيين. لكن ماذا لو انقلبت الصورة وفاز جو بايدن الذي يرفض حتى الآن إخلاء الساحة الديموقراطية لمرشح أكثر شباباً وأفضل صحة بدنية وذهنية؟ 
 
لنفترض أن بايدن لم ينسحب من السباق إلى البيت الأبيض لأسباب شخصية وحزبية، وهو احتمال ما زال وارداً رغم ميل كثير من الديموقراطيين إلى الإسراع في تنحية الرئيس المرشح القليل الحظ في مقارعة خصم قوي ديماغوجي يبدو حيوياً وواثقاً بنفسه أكثر، رغم أنه أيضاً عجوز ثمانيني وصاحب "نتعات" وهفوات أيضاً.
 
ولنفترض أيضاً أن الشعب الأميركي أدرك خلال الأشهر المقبلة خطورة عودة ترامب وعاد إلى مبدأ أهون الشرّين وانتخب المرشح الديموقراطي بايدن نفسه: العجوز الممسوس بطرف من زهايمر ما زال يؤكد "براءته" منه. 
 
يُروى أن قروياً كان يرمي اللبن في النهر من دلو، فمرّ به قروي آخر وسأله ماذا تفعل فأجاب: أروّب النهر، فضحك صاحبه حتى كاد يقع على ظهره قائلاً: أوتظن فعلاً أن اللبن الرائب يروّب الماء؟ فنظر إليه وقال: أعرف أنه لا يروّبه لكن "إذا زبطت خوذ عالبن".
 
يعرف الديموقراطيون أن الماء لا يروّب اللبن وأن بقاء بايدن صعب جداً، لكنهم سيجهدون لجعله ممكناً، أو الدفع بأي ديموقراطي آخر.
 
لكن إذا حصلت المعجزة وعاد بايدن فسنضحك كثيراً، وربما سنبكي كثيراً بعد ادارته الكارثية لملفات كثيرة منها الحرب الاسرائيلية الهمجية على غزة. رجل على عتبة الزهايمر يقود أعظم دولة في العالم، ينسى كثيراً ويخلط الأمور بعضها ببعض ولا يتذكر أسماء الرؤساء، يسمي زيلينسكي بوتين ونائبته كامالا هاريس ترامب ويتحجج بالمرض والتعب عند كل سقطة. ومن يدري قد يسمي نتنياهو يحيى السنوار ويهدد بقصف باريس رداً على قصف روسيا كييف، أو يأمر بغزو الصين رداً على ايران!

رجل يفقد التركيز سيملك "باسوورد" إطلاق الصواريخ النووية وإعلان حرب نهاية العالم. يقابله رجل آخر لا يتورع كثيرون عن وصفه بالمجنون.
الصورة كاريكاتورية، لكن أليس الوضع في العالم اليوم كاريكاتورياً وسريالياً!؟



 

اقرأ في النهار Premium