خلال مشاركة الوفد السعودي في اجتماع الطاولة المستديرة مع كبرى الشركات الأميركية في الولايات المتحدة، وجّهت الرياض دعوة إلى رجال الأعمال لاستغلال الفرص الاستثمارية النوعية التي تتيحها القطاعات الصناعية السعودية الواعدة.
كعادتها في تلك المناسبات المهمّة، حملت الرياض في جعبتها خارطة طريق عن تنويع مصادر الدخل وتعزيز تنافسيتها عالمياً. أقصد، تحديداً، الفرص الواعدة للاستراتيجية الوطنية للصناعة التي تتركّز في 12 قطاعاً صناعياً استراتيجياً، من أهمّها الأغذية والأدوية والسيارات والطائرات، والطاقة المتجددة، والصناعات العسكرية. وقدّمت المملكة في لوس أنجليس عرضاً وافياً للمستثمرين عن المُمكّنات والحوافز لتسهيل رحلة استثماراتهم في قطاعي التعدين والصناعة.
إضافة إلى ما سبق، عقدت الرياض اجتماعات ثنائية مع قادة شركات أميركية كبرى في ولاية كاليفورنيا، تشمل مواضيع عن حلول الطاقة النظيفة في قطاع التعدين، وفرص الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات وتوطينها، وتقنيات الطاقة المتجددة. تشمل العوامل الإيجابية موقع المملكة الاستراتيجي الذي يساعدها لتصبح مركزاً صناعياً ولوجستياً محورياً، مع توفر الموارد الطبيعية، والبنى التحتية المتقدّمة، للوصول الميسر إلى الأسواق الرئيسة.
بفضل تلك المعطيات والجهود الطيبة، تمكنت منظومة الصناعة والثروة المعدنية السعودية من توفير حزمة من الحوافز التي تسهّل رحلة المستثمر في قطاعي الصناعة والتعدين، منذ المرحلة الأولى في دراسة الجدوى والترخيص، وحتى دخول المشروع خط الإنتاج. كذلك، تعمل المملكة على استكشاف الثروات المعدنية الكامنة في أراضيها، والتي تقدّر قيمتها بنحو 2,5 تريليون دولار. هكذا، تعمل الرياض على تحقيق مستهدفات رؤية 2030، بأن يصبح قطاع التعدين ركيزة ثالثة في الصناعة، ومصدراً مهماً من مصادر تنويع الدخل للاقتصاد الوطني.
هذه ليست نهاية المطاف، بل أجرت السعودية أيضاً مباحثات مع عدد من الشركات الأميركية الكبرى لاستكشاف الشراكات المحتملة في قطاع صناعة الطيران، وتعزيز فرص التعاون في مجال الفضاء. كذلك، تعمل الرياض على تطوير سلاسل التوريد المحلية لمكونات الطيران، والاستفادة من الثروة المعدنية داخل أراضيها الطيبة، لتعزيز قدرات التصنيع المحلية، خصوصاً في قطاع صناعة الطيران، الذي يُعدّ أحد القطاعات الصناعية المستهدفة في الاستراتيجية الوطنية للصناعة.
من ضمن أهم الشركات الأميركية التي تبحث معها الرياض فرص تطوير صناعة الفضاء، شركة "سبيس إكس" التي أطلقها رائد الأعمال الشهير إيلون ماسك، والتي تتمثل رؤيتها الطموحة في تطوير تقنيات رائدة في مجال الصواريخ الفضائية. وهذا الأمر ليس بجديد، فشركة "سبيس إكس" أطلقت العديد من الأقمار الصناعية التجارية السعودية، لخدمة العديد من الأغراض المتنوعة المهمّة، مثل الاستشعار عن بُعد والاتصالات والأبحاث العلمية.
آخر الكلام. إعلان وزارة المالية السعودية هذا الأسبوع البيان التمهيدي للميزانية العامة للدولة للعام المالي 2025، يبشر بالخير. والمتوقع أن يبلغ إجمالي النفقات ما يقارب 1,285 مليار ريال، وإجمالي الإيرادات نحو 1,184 مليار ريال، وأن تكون نسبة العجز 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.6%.