النهار

الذكاء الاصطناعي: ثورة تكنولوجية تعيد رسم ملامح المستقبل البشري
د. إلهام الشحيمي
المصدر: النهار العربي
في العقود الأخيرة، شهد العالم تطورات تقنية هائلة قلبت موازين الحياة اليومية، وكان للذكاء الاصطناعي (AI) النصيب الأكبر من هذه التطورات.
الذكاء الاصطناعي: ثورة تكنولوجية تعيد رسم ملامح المستقبل البشري
(تعبيرية)
A+   A-
في العقود الأخيرة، شهد العالم تطورات تقنية هائلة قلبت موازين الحياة اليومية، وكان للذكاء الاصطناعي (AI) النصيب الأكبر من هذه التطورات. ليس الذكاء الاصطناعي أداة تكنولوجية متقدّمة فحسب، بل هو محور رئيسي في تشكيل مستقبل البشرية، من هواتفنا الذكية التي تفهم احتياجاتنا وتتنبأ بما نريده، إلى السيارات الذاتية القيادة التي تعدنا بعالم خالٍ من الحوادث، ومن الأنظمة الطبية التي تشخص الأمراض بدقة فائقة، إلى الروبوتات التي تساهم في حل المشاكل العالمية المعقّدة.
 
يتميّز الذكاء الاصطناعي بقدرته على التعلم والتطور من خلال البيانات والتجارب، ما يمنحه ميزة فريدة لتحليل كميات هائلة من المعلومات واتخاذ القرارات بشكل يفوق قدرات البشر. هذه الميزة لم تكن ممكنة حتى وقت قريب، لكنها اليوم تمثل ثورة في كيفية تعاملنا مع التكنولوجيا ومع أنفسنا.
 
لكن، مع كل هذه الإمكانيات، تبرز تساؤلات جوهرية حول مدى تأثير هذه التقنية على مستقبلنا كبشر. هل يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفتاحاً لعالم أكثر ازدهاراً وعدالة، أم أنه قد يحمل في طياته مخاطر وتحدّيات غير مسبوقة؟ كيف يمكننا ضمان استخدام هذه القوة التقنية الهائلة بشكل أخلاقي ومسؤول؟ وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لمواجهة التحدّيات التي قد تنجم عن هذا التطور السريع؟
 
في هذا المقال، سنستكشف الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يجلبها الذكاء الاصطناعي للبشرية، من تحسين الرعاية الصحية وتعزيز الاقتصاد إلى تحسين جودة التعليم. كما سنناقش التحدّيات والمخاطر المحتملة، مثل فقدان الوظائف التقليدية، والقضايا الأخلاقية، وتحدّيات الأمن السيبراني. وسنسعى لتقديم رؤية شاملة ومتوازنة حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكّل مستقبلاً اكثر استدامة.
 
1- فوائد الذكاء الاصطناعي: نافذة على مستقبل ملفت 
 
أ‌- تعزيز الرعاية الصحية
يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة، ما يساعد الأطباء في تشخيص الأمراض وعلاجها بكفاءة أكبر. كما أن بعض التطبيقات مثل التعلّم الآلي يمكنها التعرف على أنماط معقّدة في الأشعة السينية ونتائج الاختبارات الطبية، ما يساهم في اكتشاف الأمراض في مراحل مبكرة.
 
على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل صور الأشعة السينية والمقطعية بدقّة عالية، ما يساعد في تحديد الأورام والكسور والعديد من الأمراض المزمنة، فأنظمة الذكاء الاصطناعي المدرّبة على مئات الآلاف من الصور يمكنها اكتشاف الأنماط التي قد يغفل عنها الأطباء بسبب حجم العمل أو التعقيد.
 
إضافة إلى ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تطوير العلاجات المخصصة، وذلك من خلال تحليل البيانات الجينية والبيانات السريرية للمريض. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد العلاجات الأكثر فعالية بناءً على الخصائص الفردية لكل مريض، ما يحسن بشكل كبير من فعالية العلاجات ويقلّل من الآثار الجانبية.
 
وتعدّ الروبوتات الجراحية إحدى التطبيقات الأخرى للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي. هذه الروبوتات يمكنها إجراء عمليات جراحية معقّدة بدقة متناهية وتقليل فرص الخطأ البشري، كما يمكنها العمل بالتنسيق مع الأطباء، ما يتيح لهم إجراء عمليات دقيقة ومعقّدة بتدخّل بشري أقل.
 
كما وفي مجال الرعاية الصحية الوقائية، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ باحتمالية تطور الأمراض بناءً على بيانات نمط الحياة والتاريخ الطبي للفرد، وهذا يمكن أن يساعد الأطباء في تقديم نصائح مخصصة للوقاية من الأمراض وتجنّب تطورها.
 
وأخيراً، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تحسين إدارة النظام الصحي بشكل عام، من خلال تحليل البيانات الكبيرة من المستشفيات والعيادات، بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد الاتجاهات وتحسين تخصيص الموارد وتقديم توصيات لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف.
 
بفضل هذه القدرات المتقدمة، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة لتحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة كفاءتها، ما يعود بالنفع على المرضى والأطباء والمجتمع ككل.
 
ب‌- تطوير الاقتصاد
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في التطور الاقتصادي، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف في مختلف الصناعات، ما يعد بتغيّر جذري في هيكلية الاقتصاد العالمي.
 
توقّع تقرير لـ"المنتدى الاقتصادي الدولي" الذي أعلن في نيسان (أبريل) 2023، أن تحقق منطقة الشرق الأوسط مكاسب اقتصادية تصـل إلى 320 مليار دولار بحلول عام 2030 من خلال الاعتماد على الذكاء الإصطناعي، وهو الرقم نفسه الذي جاء سابقاً في تقرير توقعته شركــة "ميرايس ووترهاوس كوبرز" في عام 2018، وهي شبكة خدمات مهنية متعددة الجنسيات تتخذ من لندن مقراً لها.
 
لكن كيف يمكن أن يحدث ذلك بشكل مبتكر؟
 
ففي قطاع التصنيع، يمكن للروبوتات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تنفيذ المهام الدقيقة والمعقّدة بسرعة ودقة تفوق البشر، ما يقلّل من الهدر ويزيد من الإنتاجية. هذه الروبوتات ليست فقط تعمل بفعالية أعلى، بل يمكنها أيضاً التكيّف مع التغييرات في خطوط الإنتاج وتحسين العمليات بشكل مستمر من خلال التعلّم الذاتي. تخيّل مصانع تعمل على مدار الساعة بلا توقف، حيث تقوم الروبوتات بتحليل بيانات الأداء في الوقت الحقيقي وتحسين العمليات من دون تدخّل بشري.
 
أما في مجال الخدمات المالية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الكبيرة واستخراج أنماط واستنتاجات دقيقة لتقديم نصائح استثمارية مخصصة. فالأنظمة المتقدّمة يمكنها التنبؤ بحركة الأسواق المالية وتقديم توصيات استثمارية تعتمد على التحليل الشامل للعوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. كما البنوك والمؤسسات المالية يمكنها استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات مخصصة للعملاء، مثل خطط التقاعد والاستثمارات الشخصية، بناءً على تحليل تفصيلي للبيانات الشخصية والمالية لكل عميل.
 
كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين إدارة سلسلة التوريد بشكل كبير، من خلال التنبؤ بالطلب وتحليل الأنماط السابقة، بحيث يمكن للشركات تنظيم المخزون بكفاءة أكبر وتقليل التكاليف المرتبطة بالتخزين والنقل. 
 
أما بالنسبة لقطاع التجزئة، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة التسوق من خلال تحليل تفضيلات العملاء وتقديم توصيات مخصصة. فالمحلات الذكية يمكنها استخدام تقنيات مثل الرؤية الحاسوبية للتعرف إلى العملاء عند دخولهم وتقديم عروض ترويجية مخصصة بناءً على تاريخ الشراء وتفضيلات التسوق.
 
إضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، إذ إن الشركات الناشئة يمكنها استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل السوق وتحديد الفرص الجديدة، ما يمّكنها من التكيّف بسرعة مع التغييرات والابتكار بطرق لم تكن ممكنة من قبل، حتى أن الشركات الكبيرة يمكنها أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين البحث والتطوير، واختبار المنتجات الجديدة بسرعة وكفاءة.
 
من خلال هذه التطبيقات المبتكرة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم بشكل كبير في تطوير الاقتصاد العالمي، ما يؤدي إلى زيادة الكفاءة، تقليل التكاليف، وتحسين جودة المنتجات والخدمات، وهذا بدوره يمكن أن يحسن من مستوى المعيشة ويخلق فرص عمل جديدة في مجالات مبتكرة.
 
ت‌- برنامج الذكاء الاصطناعي من أجل الأرض
يعدّ التصنيع أحد أخطر المشاكل البيئية التي تواجه عالمنا اليوم، فعلى سبيل المثال تعتبر التغيّرات المناخية التي يشهدها العالم، وتلوث الأتربة والأنهار، والاستهلاك الكبير لموارد الغابات، وغيرها من الأخطار البيئية، إحدى الآثار التي يلعب التصنيع دورا أساسياً فيها.
 
لحسن الحظ، وصلنا إلى نقطة فريدة وغير مسبوقة في تاريخ البشرية، فنحن أمام حقبة جديدة تُعرف باسم الثورة الصناعية الرابعة، هذه الثورة خلقت لنا فرصة كبيرة لإعادة تشكيل الطريقة التي ندير بها بيئتنا اليوم، حيث يتمّ تسخير القدرات الرقمية والتحولات المجتمعية من أجل حل المشاكل البيئية وخلق ثورة في مجال الاستدامة .
 
وإدراكاً لهذه الفرصة الفريدة، أعلنت كلّ من "مايكروسوفت" و"ناشيونال جيوغرافيك" عن شراكة جديدة للمضي قدماً في الأبحاث التي تدور حول التحدّيات البيئية الكبيرة من خلال استخدام قوة الذكاء الاصطناعي. وساعد برنامج منح الابتكار في الذكاء الاصطناعي من أجل الأرض (AI for Earth Innovation Grant)، الذي تمّ إطلاقه حديثاً والبالغة تكلفته 1,2 مليون دولار، بتقديم منح لـ 11 شخصاً من صانعي التغيير، تتراوح ما بين 45,000 و 200,000 دولار، بهدف دعم مشاريعهم المبتكرة في مجالات الزراعة والمياه والتنوع البيولوجي وتغيّر المناخ.
 
ث‌- تحسين جودة التعليم 
في السنوات الأخيرة، ظهر توجّه متزايد في التعليم العالي لدمج التقنيات والممارسات الحديثة من أجل تحسين التجربة التعليمية الشاملة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم بطرق مختلفة.
 
وأدّى دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم مفهوماً جديداً للتعلّم في هذا القطاع، حيث أحدثت تطويرات برمجيات التعليم بالذكاء الاصطناعي ثورة في طرق التعلّم التقليدية، من الدورات الرقمية المتنقلة إلى المراجع الإلكترونية عبر الإنترنت والفصول الافتراضية.
 
كما سارعت دول الخليج، خلال السنوات الأخيرة، إلى اعتماد مزيد من الشركات التكنولوجية في مجال التعليم على تقنية الذكاء الاصطناعي، وكانت جائحة كورونا البداية الحقيقية للتحولات في هذا الجانب، ولتسريع دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، أصدر وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الكويتي د.عادل العدواني (13 آذار (مارس) 2024)، قراراً يقضي بتشكيل لجنة لدمج تقنية الذكاء الاصطناعي ضمن منهج الحاسوب.
 
كما بدأ تحول التعليم في المملكة للألواح الإلكترونية في أغلب المدارس، إذ اعتمدت على الأجهزة الذكية في تعليم الطلبة والطالبات وفي الجامعات، وزودت أغلب المدارس بمعامل مجهزة، بعدما أطلقت وزارة التعليم في السعودية مبادرة "ساعة الذكاء الاصطناعي"، مستهدفة أكثر من 1300 مدرسة حكومية وأهلية في مختلف مناطق المملكة، كثاني مبادرات الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي "أذكى".
 
2- التوازن بين الفرص و المخاطر
مع كل تقدّم تكنولوجي كبير، تولد تحدّيات جديدة تستوجب الانتباه والمعالجة. فالذكاء الاصطناعي، الذي يعدّ واحداً من أكثر الابتكارات التكنولوجية إثارة في عصرنا، لا يخرج عن هذه القاعدة. وعلى الرغم من الإمكانيات الهائلة التي يقدّمها في تحسين حياتنا اليومية وتعزيز الإنتاجية، يواجه الذكاء الاصطناعي عدداً من التحدّيات التي تتطلّب توازناً دقيقاً بين استغلال الفرص وإدارة المخاطر.
 
أ‌- فقدان الوظائف والتحول الاقتصادي
أحد أبرز التحدّيات التي يواجهها المجتمع مع انتشار الذكاء الاصطناعي هو احتمال فقدان العديد من الوظائف التقليدية بسبب الأتمتة (Automotion). فالروبوتات والأنظمة الذكية يمكنها القيام بمهام عديدة بسرعة ودقة تفوق البشر، ما يؤدي إلى تقليص الحاجة إلى اليد العاملة البشرية في بعض القطاعات. هذا يتطلّب من المجتمع إعادة التفكير في كيفية تأهيل العمال وتوفير فرص عمل جديدة تتناسب مع التحول التكنولوجي.
 
ب‌- القضايا الأخلاقية والمسؤولية
يثير استخدام الذكاء الاصطناعي العديد من التساؤلات الأخلاقية، كيف يمكن ضمان أن تكون الخوارزميات عادلة وغير منحازة؟ وكيف يمكن حماية الخصوصية في ظل جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات الشخصية؟ هناك أيضاً مخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأنظمة العسكرية وزيادة احتمالات الاستخدام السيئ للتكنولوجيا، إذ إن وضع معايير أخلاقية صارمة وإطار قانوني لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي أصبحا ضرورة ملحّة لضمان استخدامه بطرق مسؤولة وآمنة.
 
ت‌- الأمن السيبراني والخصوصية
مع تطور الذكاء الاصطناعي، تتزايد التهديدات السيبرانية. يمكن للذكاء الاصطناعي استخدامه لأغراض خبيثة مثل اختراق الأنظمة الأمنية وسرقة البيانات الحساسة، ما يتطلّب تطوير تقنيات جديدة لحماية المعلومات وضمان أمنها. إضافة إلى ذلك، تثير تقنيات التعلم العميق والشبكات العصبية تساؤلات حول كيفية تأمين الأنظمة من الهجمات المحتملة وضمان أنها تعمل بشكل آمن وموثوق.
 
ث‌- الشفافية والمساءلة
التحدّي الآخر يكمن في الشفافية والمساءلة في عمل الأنظمة الذكية، فالأنظمة المعقّدة التي تعتمد على التعلّم العميق قد تتخذ قرارات بناءً على عمليات داخلية غير مفهومة بالكامل حتى لمطوريها. هذا يثير تساؤلات حول كيفية تفسير تلك القرارات وضمان أنها تخدم الأهداف المقصودة بشكل عادل وشفاف، لذا أصبح أمراً ضرورياً تطوير أدوات تتيح فهم عمل هذه الأنظمة والتأكّد من صحتها.
 
ج‌- التفاوت في الوصول إلى التكنولوجيا
قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تعميق الفجوة بين الدول والمجتمعات التي تستطيع الوصول إلى التكنولوجيا وتلك التي لا تستطيع، فالوصول إلى التقنيات المتقدمة والتعليم اللازم لاستخدامها يمكن أن يكون محدوداً في بعض المناطق، ما يخلق تفاوتاً اقتصادياً واجتماعياً. لذلك، يجب أن تكون هناك جهود متضافرة لضمان أن فوائد الذكاء الاصطناعي تصل إلى الجميع من دون استثناء.
 
من خلال التعامل الحكيم مع هذه التحدّيات، يمكن للمجتمع أن يضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق تعود بالنفع على الجميع وتقلّل من المخاطر المحتملة. بالتوازن بين الفرص والمخاطر، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قوية لتحسين حياتنا وبناء مستقبل أفضل للبشرية.
 
خاتمة: مستقبل الذكاء الاصطناعي بين الأمل والحذر
بينما نخطو بثبات نحو مستقبل يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي، نجد أنفسنا أمام مفترق طرق يحمل في طياته فرصاً هائلة وتحدّيات معقّدة. لقد استعرضنا الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يقدّمها الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية، تعزيز الاقتصاد، وتطوير التعليم، ما يبشر بعصر جديد من الابتكار والتقدّم. ومع ذلك، تظل التحدّيات المرتبطة بفقدان الوظائف، القضايا الأخلاقية، الأمن السيبراني، الشفافية، والتفاوت في الوصول إلى التكنولوجيا، عقبات لا يمكن تجاهلها.
 
لضمان أن يكون هذا التحول التقني مصدراً للخير العام، يجب علينا أن نتبنى نهجاً متوازناً يجمع بين الاستفادة القصوى من إمكانيات الذكاء الاصطناعي وإدارة مخاطره بفعالية، وذلك من خلال وضع إطار قانوني وأخلاقي متين، تعزيز التعليم والتدريب المستمر، وتطوير تقنيات أمان متقدمة، يمكننا خلق بيئة تتيح للذكاء الاصطناعي الازدهار بشكل آمن ومسؤول.
 
إن مستقبل الذكاء الاصطناعي مشرق، ولكنه يتطلّب منا الحذر والحكمة في التعامل معه، بتحقيق التوازن الصحيح، يمكننا بناء عالم يتمتع فيه الجميع بفوائد هذه التقنية الثورية، مع تقليل المخاطر إلى أدنى حدّ ممكن، ليصبح الذكاء الاصطناعي بالفعل نافذة على مستقبل مشرق ومستدام للبشرية.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium