النهار

"واشنطن تايمز": القيادة الفاعلة حولت الإمارات إلى إحدى أهم دول العالم
المصدر: النهار العربي
عتبر الإمارات العربية المتحدة كواحة للتقدم والتسامح والازدهار والاستقرار في منطقة غالبا ما يشوبها الصراع وعدم الاستقرار والتطرف الديني
"واشنطن تايمز": القيادة الفاعلة حولت الإمارات إلى إحدى أهم دول العالم
الشيخ محمد بن زايد.
A+   A-
 
*روب صبهاني
 
"على من يشغلون مناصب قيادية أن يتعاملوا مع رعاياهم برحمة وتعاطف، لأن هذا هو الواجب الذي فرضه الله عليهم". تلخّص هذه المقولة لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد آل نهيان السبب الأساسي وراء التحول الملحوظ لاتحاد من سيع إمارات، من مجموعة مجتمعات صحراوية تعتمد على صيد اللؤلؤ، إلى قوة عالمية معروفة باقتصادها الديناميكي والمتنوع، وسياساتها ذات الرؤية الاستشرافية والتعددية الثقافية والإشراف المسؤول على أمن الطاقة العالمي.
 
وبالفعل، تعتبر الإمارات العربية المتحدة واحة للتقدم والتسامح والازدهار والاستقرار في منطقة غالباً ما يشوبها الصراع وعدم الاستقرار والتطرف الديني. وقد أدت براعة قيادتها الحكيمة في إدارة شؤون الدولة، إلى جانب التخطيط الاستراتيجي المفصل والسعي الدؤوب للابتكار، إلى تحويل هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة إلى إحدى أهم الدول الفاعلة على الساحة العالمية.
 
واليوم، يحمل إرث الحكم الرشيد الذي أرسى قواعده الشيخ زايد منذ استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 نجله صاحب الرؤية والحكمة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد. ومن الأمور المحورية في الأسلوب الاستشرافي للشيخ محمد في إدارة الدولة هو التزامه الثابت بالتنويع والابتكار. وإدراكاً منه للطبيعة المحدودة لاحتياطيات بلاده من النفط، شرع الشيخ محمد في رحلة جريئة لتنويع اقتصاد الإمارات العربية المتحدة وتقليل اعتماده على صادرات النفط. واليوم، تؤدي قطاعات مثل السياحة والتمويل والطيران والطاقة المتجددة والتكنولوجيا دوراً مهماً في دفع عجلة النمو الاقتصادي وخلق فرص مجدية لمواطنيها.
 
وفي الواقع، تساهم السياحة حالياً تحت قيادة الشيخ محمد، بـ7% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مع أكثر من 12 مليون سائح سنوياً. وفي مجال التمويل، يعد صندوق الثروة السيادية للدولة أحد أكبر الصناديق في العالم، حيث تبلغ أصوله ما يقرب من تريليون دولار. كما أن شركتي طيرانها الرائدتين، "طيران الإمارات" و"الاتحاد"، موضع حسد العالم. ويعتبر الاستخدام الشفاف للطاقة النووية في البلاد والمزارع الشمسية لتوليد الكهرباء هو شهادة على الالتزام الراسخ للشيخ محمد بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.
 
وكانت الإمارات قد استضافت العام الماضي مؤتمر الأطراف للمناح cop28  وتعهدت 30 مليار دولار للمساعدة في تخفيف التأثير السلبي لتغير المناخ. وبينما يقود الذكاء الاصطناعي العالم نحو ثورته الصناعية الرابعة، خصصت الإمارات الرائدة في مجال التكنولوجيا مبلغ 100 مليار دولار للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمصلحة البشرية.
 
وفيما الإنجازات المهمة المشار إليها تفسر مهارة الشيخ محمد في إدارة شؤون الدولة، فإن رؤيته للاستقرار العالمي جديرة بالانتباه والثناء أيضاً. فقد برزت دولة الإمارات العربية المتحدة مثلاً كبطل للدبلوماسية العالمية، بالتزامها الثابت تعزيز السلام والاستقرار على المسرح العالمي. فقد نسق لشيخ محمد مع الرئيس الإماراتي السابق الاتفاقات الإبراهيمية التاريخية في عام 2020. وقد مهد هذا العرض الضخم للرؤية الاستراتيجية للرئيس الإماراتي الطريق لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، والتي أعقبتها بسرعة اتفاقيات رائدة مماثلة مع البحرين والسودان والمغرب. وتوضح هذه الخطوة الجريئة والشجاعة والحكيمة للشيخ محمد ما يمكن تحقيقه عندما يتنافس رجال الدولة من أجل السلام والوئام الإقليمي. 
 
وإلى المبادرات الدبلوماسية الرائدة، ساهم تركيز الشيخ محمد على الأمن العالمي في جعل دولة الإمارات العربية المتحدة حليفاً ثابتاً في الحرب العالمية ضد الإرهاب. ومن خلال التعاون جنباً إلى جنب مع المنظمات الدولية والولايات المتحدة، لعبت الإمارات دوراً محورياً في مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخبارية المهمة، ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة. وعلى طريقة سياسة رونالد ريغان المتمثلة في "السلام من خلال القوة"، فإن الإمارات العربية المتحدة هي المستورد التاسع للمعدات العسكرية في العالم، وبالتالي، ليس من المستغرب، أنها تستضيف مناورات عسكرية دولية وتقدم الدعم اللوجستي لحلفائها في جميع أنحاء العالم، وبالتالي تعزز جهود الأمن العالمي.  
 
وأبعد من الدبلوماسية البناءة والمساهمة في الأمن العالمي، فقد جعل الشيخ محمد دولة الإمارات العربية المتحدة معقلاً للتعاطف والإنسانية. وفي أوقات الأزمات، قدمت الإمارات مساعدات وإغاثة كبيرة للدول التي تعاني الصراعات والكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الإنسانية. على سبيل المثال، بين عامي 2021 و2022 فقط، تبرعت دولة الإمارات بمبلغ 3.5 مليارات دولار لدول في جميع أنحاء العالم. ولامس هذا السخاء الذي أبدته قيادة الإمارات، بمن في ذلك سفيرها لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، منطقتنا أيضاً. فقد تلقى مستشفى الأطفال  Chidren’s Hospital  أكثر من 200 مليون دولار من التبرعات من دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أدت الشراكة بين الإمارات العربية المتحدة والشراكة الطبية بين جونز هوبكنز أو الإمارات إلى تحسين نتائج الرعاية الصحية للآلاف في الولايات المتحدة.
 
يستلهم الشيخ محمد رؤية والده الراحل للوحدة بين الأديان، وهو من أشد المؤيدين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة كجسر بين الحضارات. وقد تبنى بحماسة استضافة المؤتمرات الدولية التي تعزز الحوار بين الأديان والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة. لذلك ليس من المستغرب أن يجد رجل الدين المسلم الليبرالي الشيخ بن بيه والحاخام ديفيد روزين، صانع السلام الشهير بين الأديان، موطناً لهما في الإمارات العربية المتحدة، وينشطان كركيزة لمنتدى أبو ظبي للسلام.
وبينما يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لاختيار رئيسهم المقبل، عليهم أن يدرسوا فن الحكم لدى قادة الإمارات العربية المتحدة بحثاً عن أدلة حول كيفية جعل أميركا عظيمة مرة أخرى.
 
*أستاذ مساعد في جامعة جورجتاون
 
عن صحيفة "واشنطن تايمز"
    
 

اقرأ في النهار Premium