النهار

في الذكرى الـ20 على إطلاقه... كيف غيّرت فكرة زوكربيرغ العالم؟
سُكينة السمرة
المصدر: النهار العربي
من سكن للطلاب منذ 20 عام إنطلقت فكرة ساهمت في تغيير الثقافة الرقمية للعالم وحياة الكثيرين على ناحية لم يتوقعها أحد حتّى مُطلقها مارك زوكربيرغ. بل يمكن القول إن تلك الفكرة لم تتخطَّ الجغرافيا فحسب بل اجتاحت مختلف القطاعات مُحدثةً في أغلبها تغييرات جذرية، من الاقتصاد والتربية والتجارة والتسويق والإعلان إلى النواحي الإنسانية والاجتماعية وخاصةً السياسية.
في الذكرى الـ20 على إطلاقه... كيف غيّرت فكرة زوكربيرغ العالم؟
مارك زوكربيرغ (النهار العربي) / ديما قصاص
A+   A-

من سكن للطلاب منذ 20 عاماً إنطلقت فكرة ساهمت في تغيير الثقافة الرقمية للعالم وحياة الكثيرين على ناحية لم يتوقعها أحد حتّى مُطلقها مارك زوكربيرغ. بل يمكن القول إن تلك الفكرة لم تتخطَّ الجغرافيا فحسب بل اجتاحت مختلف القطاعات مُحدثةً في أغلبها تغييرات جذرية، من الاقتصاد والتربية والتجارة والتسويق ما ذُكر كان أحد الأشكال التي اجتاح فيها التطبيق العالمي قطاع التسويق والإعلانات من خلال بيانات المستخدمين. ففي هذه الأيام، أصبحت "ميتا" شركة إعلانية عملاقة تحصل، جنباً إلى جنب مع أمثالها من الشركات مثل "غوغل" و"إكس" وغيرها، على نصيب الأسد من أموال الإعلانات العالمية.



يوم الخميس الماضي، أعلنت الشركة عن إيرادات تزيد عن 40 مليار دولار (32 مليار جنيه إسترليني)، للربع الأخير من عام 2023، معظمها من تقديم خدمات إعلانية شديدة الاستهداف للمعلنين وتم الإعلان عن ربح قدره 14 مليار دولار.

وعندما دخل التطبيق حياة مختلف الفئات الاجتماعية والأعمار، أدّى دوره بكونه منصّة شرعت أبوابها للجمعيات والمساعدات الاجتماعية والأعمال التجارية.

ويشار إلى أنه في الأزمات والكوارث الطبيعية أوجد التطبيق أيضاً ميزات لتوجيه المستخدمين لطمأنة بعضهم بعضاً في هذه الحالات، خاصةً عند وجودهم في بلدان مختلفة.

ومن جهة أخرى، أحدث تغييرات ثقافية، مسهماً في تبادل العادات بين البلدان وتعزيز التواصل وتعظيم قضايا وإخفاء أخرى، مؤدّياً دوراً بالغ الأهمية في تشكيل الرأي العام وكذلك الحياة السياسية. وأفسح التطبيق مكاناً للحوار العام وتبادل الآراء حول القضايا الاجتماعية والسياسية. وأدّت منصّة التواصل هذه دوراً في الأحداث العامة في مختلف البلدان.

في هذا السياق، وعن طريق الوسوم خصيصاً أتاح تطبيق "ميتا" وسيلة لتلسيط الضوء على قضايا معينة وإثارتها حول العالم.

ولكن نستذكر هنا قضية فلسطين أخيراً، إذ اتهم التطبيق بفرض رقابة مشدَّدة على المنشورات الداعمة لفلسطين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة.

واستجابةً لـ"توبيخات" من الاتحاد الأوروبي، حذفت "ميتا" أكثر من 795 ألف منشور باللغتين العربية والعبرية، وصفتها بأنها "مزعجة أو غير قانونية" في ما يتعلق بالحرب. وطالت تلك التوبيخات كذلك كلاً من منصّة "تيك توك" الصينية وشركة "ألفابيت" المالكة لمنصّتي "غوغل" و"يوتيوب".

سياسياً، ومن خلال تقديم إعلانات مستهدفة، أصبح "فايسبوك" منصّة رئيسية للحملات الانتخابية في جميع أنحاء العالم.

على الصعيد الأميركي مثلاً، أنفق فريق دونالد ترامب ملايين الدولارات على إعلانات "فايسبوك" من أجل الانتخابات. فعلى سبيل المثال، في الأشهر الخمسة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020، أنفق فريق ترامب أكثر من 40 مليون دولار على إعلانات "فايسبوك"، وفقاً لأبحاث "Statista".

لقد كان لـ"فايسبوك" يد في الحركات السياسة الشعبية من خلال تمكين مجموعات متباينة من المستخدمين من التجمّع وتنظيم الحملات والتخطيط للعمل على نطاق عالمي.

ولطالما قيل إن "فايسبوك" و"تويتر"، "إكس" حالياً، كان لهما دور حاسم خلال الربيع العربي أيضاً في المساعدة على تنسيق الاحتجاجات ونشر الأخبار حول ما كان يحدث على الأرض.

A post shared by Mark Zuckerberg (@zuck)

يُعدّ صعود تطبيق زوكربيرغ وهيمنته المستمرة بمثابة شهادة على قدرة مارك على إبقاء الموقع ملائماً ومتماشياً مع التطور. وفي الذكرى العشرين لتأسيسه، نتساءل هل سيبقى "فايسبوك" من بين المنصات الأكثر انتشاراً رغم كل المنصات الحديثة والصاعدة؟ هذا سيشكل تحدياً كبيراً لزوكربيرغ، خاصةً مع اهتمام "ميتا" بأعمالها في العالم الرقمي البديل "الميتافيرس"، وبالذكاء الاصطناعي أيضاً الذي يُشكل حالياً أولوية لشركة "ميتا".

اقرأ في النهار Premium