عام 2024، سيتوجه أربعة مليارات شخص، حوالي نصف سكان العالم، في 64 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والهند، إلى صناديق الاقتراع.
وقد وعدت شركات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "ميتا" و"يوتيوب" و"تيك توك"، بحماية نزاهة تلك الانتخابات، على الأقل في ما يتعلق بالخطاب والادعاءات التي تُقدّم على منصاتها.
ومع ذلك، أثار غياب تطبيق المراسلة "واتساب" عن هذه التدابير قلق الكثيرين، وهو الذي ينافس الآن منصات التواصل الاجتماعي العامة من حيث النطاق والوصول.
وقال أودانغا مادونغ، من مؤسسة "موزيلا" غير الربحية، لموقع "إن غادجت": "ما يقرب من 90 في المئة من تدخلات السلامة التي تعهدت بها ميتا قبل هذه الانتخابات تركز على فايسبوك وإنستغرام". وتابع "لماذا لم تلتزم شركة ميتا علناً بخريطة طريق عامة حول كيفية حماية الانتخابات داخل واتساب؟".
أكثر من ملياري مستخدم حول العالم
على مدى السنوات العشر الماضية، أصبح تطبيق "واتساب" الذي اشترته شركة "ميتا" مقابل 19 مليار دولار في عام 2014، الطريقة الافتراضية للتواصل بين معظم دول العالم.
في عام 2020، أعلن "واتساب" أن لديه أكثر من ملياري مستخدم حول العالم، وهو نطاق يقزّم أي تطبيق تواصل اجتماعي أو مراسلة آخر باستثناء "فايسبوك".
على الرغم من هذا النطاق، كان تركيز "ميتا" في الغالب على "فايسبوك" فقط عندما يتعلق الأمر بتدابير السلامة المتعلقة بالانتخابات.
ووجد تحليل "موزيلا" أنه على الرغم من أن "فايسبوك" أصدر 95 إعلاناً سياسياً يتعلق بالانتخابات منذ عام 2016، وهو العام الذي خضعت فيه الشبكة الاجتماعية للتدقيق بسبب مساعدتها في نشر الأخبار المزيفة وتعزيز المشاعر السياسية المتطرفة، أصدر "واتساب" 14 إعلاناً فقط.
وكتب مادونغ في التقرير: "ما يمكننا أن نقوله من إعلاناتها العامة، يبدو أن جهود ميتا الانتخابية تعطي الأولوية كثيراً لفايسبوك".
والآن، تدعو "موزيلا" شركة "ميتا" إلى إجراء تغييرات كبيرة على كيفية عمل "واتساب" خلال أيام الاقتراع، وفي الأشهر التي تسبق الانتخابات وبعدها.
وقال متحدث باسم الشركة لموقع "إن غادجت" إن أكثر من 16 ألف شخص وقعوا على مطالبة "موزيلا" لـ"واتساب" بإبطاء انتشار المعلومات السياسية المضللة.
ومن جهتها، أشار متحدث باسم "واتساب" للموقع: "إن واتساب هي واحدة من شركات التكنولوجيا الوحيدة التي تقيد المشاركة عن عمد من خلال تقييد حدود إعادة التوجيه ووضع علامات على الرسائل التي تمت إعادة توجيهها مرات عدة".
وتابع "لقد قمنا ببناء أدوات جديدة لتمكين المستخدمين من البحث عن معلومات دقيقة مع حمايتهم من الاتصال غير المرغوب فيه، والذي نوضحه بالتفصيل على موقعنا".
جاءت مطالب "موزيلا" نتيجة بحث حول المنصات والانتخابات التي أجرتها الشركة في البرازيل والهند وليبيريا. وهي من أكبر أسواق التطبيق الأخضر، فيما يعيش معظم سكان ليبيريا في المناطق الريفية ذات المعدل الانتشار المنخفض للإنترنت، ما يجعل التحقق التقليدي من الحقائق عبر الإنترنت شبه مستحيل. وفي جميع البلدان الثلاثة، وجدت "موزيلا" أن الأحزاب السياسية تستخدم ميزة البث الخاصة بالتطبيق كثيراً لاستهداف الناخبين من خلال الدعاية السياسية، وفي بعض الحالات، خطاب الكراهية.