يواجه مساهمو "تسلا" أسوأ أداء للشركة منذ سبعة أعوام، إذ تكافح الشركة مع تباطؤ الطلب وحرب الأسعار الضارية، لكنهم يريدون أيضًا معرفة ما إذا كانت شركة إيلون ماسك في خضم تغيير كبير في توجهها، بعد تقارير تفيد بأنها تبطئ خطط إنتاج سيارة كهربائية أرخص بقيمة 25 ألف دولار - تُعرف بشكل غير رسمي باسم "موديل 2" - لصالح التركيز على "سيارات الأجرة الآلية" ذاتية القيادة، بحسب ما أشارت صحيفة "
فايننشال تايمز".
ونفى ماسك إجراء أي تغيير في خطة "موديل 2"، لكنه قال أيضًا إن التركيز على القيادة الذاتية كان "خطوة واضحة بشكل مذهل" وأعلن الأسبوع الماضي إطلاق سيارة أجرة آلية من "تسلا" في 8 آب (أغسطس).
ويواجه المستثمرون، الذين يعانون بالفعل انخفاضاً مستمراً في سعر السهم وأرقام مبيعات مخيبة للآمال وخطة مثيرة للجدل لنقل مقر الشركة من ديلاوير إلى تكساس، معضلة أخرى هي: هل ستصبح "تسلا" شركة تصنيع واسعة النطاق أم مزوداً أصغر للتكنولوجيا ذاتية القيادة؟.
وقال جيمس أندرسون، الشريك الإداري في شركة "Lingotto Investment Management" التي تمتلك أسهم تسلا: "لقد كان هناك دائماً نقاشٌ حول الهامش مقابل الحجم بالنسبة لهم، وهذه هي النقطة الأخيرة. ما إذا كانت هذه خطوة جيدة يعتمد بشكل حاسم على ما سيجلبه التحول إلى القيادة الذاتية".
وأضاف أن الكشف عن سيارة الأجرة الآلية في آب (أغسطس) "قد يكون وقت ربحٍ أو خسارة" لتكنولوجيا القيادة الذاتية التي وعدت بها "تسلا" لفترة طويلة.
وقال توم سلاتر من "Baillie Gifford"، واحد من أكبر 15 مساهماً في "تسلا"، إن هذا العام سيكون "أكثر هدوءا" بالنسبة لمبيعات "تسلا"، لكنه أضاف أن المستثمرين متحمسون لإمكانات سياراتها ذاتية القيادة. وقال خلال عرض تقديمي حديث: "إذا نظرت إلى جميع المراجعات لأحدث إصدار من برنامج القيادة الذاتية الكاملة، سترى قفزة هائلة إلى الأمام".
وتتيح وظيفة "القيادة الذاتية الكاملة" من تسلا - والتي يمكن للعملاء الوصول إليها مقابل 99 دولاراً شهرياً - للسيارة التوجيه والكبح والتسارع دون تدخل بشري. لكنها ليست مستقلة تماماً لأنها لا تزال تتطلب من السائق الانتباه.
وقال كريستوفر تساي، مستثمر تسلا من "Tsai Capital"، إنه يتوقع اشتداد المنافسة على السيارات الكهربائية وإن "تسلا" ستفقد حصة في السوق، وأضاف: "لكننا نعتقد أيضًا أن الشركة ستزيد الإنتاج والتسليم بشكل كبير في السنوات المقبلة وتعزز ريادتها في القيادة الذاتية".
وقال غاري بلاك، الشريك الإداري في "The Future Fund"، وهو مساهم آخر، إن العديد من المستثمرين يسألونه عما ستفعله الشركة هذا الأسبوع. وأضاف: "يعتمد الكثير على كيفية تحديد إطار زمني للسيارة بقيمة 25 ألف دولار"، مضيفًا أنه لا يزال يتوقع بدء الإنتاج في عام 2026 "على الرغم من إعطاء الأولوية لسيارات الأجرة الآلية".
ومع ذلك، قال دان ليفي، المحلل في باركليز، إن المستثمرين الذين يسعون إلى توضيح بشأن استراتيجية "تسلا" من المحتمل أن يشعروا بخيبة أمل. وتابع ليفي: "من المحتمل أن تحظى خطط موديل 2 باهتمام أكبر ولكن لا تتوقع إجابة مرضية".
ومن المتوقع أيضًا أن تكون النتائج الفصلية للشركة غير مرضية. ويرجح المحللون أن تظهر أدنى هامش ربح منذ أوائل عام 2017، عندما بدأت الشركة للتو في تصنيع سيارتها الأولى من الفئة المتوسطة، وهي "موديل 3".
وكانت "تسلا "قد أبلغت بالفعل عن انخفاض بنسبة 8 بالمئة في مبيعات السيارات في الأشهر الثلاثة الأولى من العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.