في إطار فعاليات الدورة الخامسة عشرة من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024"، عُقدت جلسة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعلّم الشخصي، للبحث في أبرز السبل، وإلقاء الضوء على هذه الثورة التكنولوجية في عالم التعليم.
في هذا السياق، أكّدت المهندسة والباحثة في علوم الذكاء الاصطناعي والمدربة المعتمدة في هذا المجال ياسمين الراوي، أنّ الذكاء الاصطناعي هو التغيير الحتمي الذي سيحدث في حياة البشر، من حيث تقليل هامش التكلفة والجهد والوقت، وتخفيف العبء على العنصر البشري.
وفي ما يتعلّق بالتعلّم الشخصي، وخلال حديث لـ"النهار العربي"، نصحت الراوي الطلاب باستخدام منصة Magic school ليتدرّبوا عبرها على الامتحانات المدرسية، بحيث تقدّم هذه المنصة المحتوى والأسئلة، وهم يجيبون عنها، والمنصة تصحح لهم إجاباتهم، في حال كان المنهج الذي يدرسونه متوافراً في المنصة. أيضاً، يمكن استخدام "شات جي بي تي" لتطوير مهاراتهم الحسابية أو اللغوية، فهذه المنصة توفر خطة متكاملة للتطوير. كما نصحت الراوي الجميع من طلاب أو موظفين، في جميع الاختصاصات، ومن جميع الأعمار بمن فيهم الطلاب، بالدخول إلى منصة Futurepedia.io التي توفّر جميع أدوات الذكاء الاصطناعي القديمة والحالية، وتتيح الفرصة لاختيار الأداة التي تناسبك، إذ تعرض أدوات حديثة بشكل متواصل.
استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي
وأكّدت الراوي أنّ "دولة الإمارات بيئة نموذجية لتطوير التقنيات المتعلقة بهذا المجال، بحيث تحتضن العديد من الشركات الناشئة التي تطوّر برامج نوعية، وتعمل بموازاتها مراكز بحث جامعية متخصصة في الشارقة ودبي وأبو ظبي، لتقديم نماذج تستفيد من هذه التقنيات، ويجرون تجارب حثيثة على تعلّم الآلة، تساعدهم في ذلك ترسانة من النظم والقوانين القوية في الدولة تتعلق بهذه التقنيات والعلوم المستقبلية وبالأمن السيبراني". كذلك، أنشأت دولة الإمارات استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تسعى إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل.
ولفتت الراوي إلى "أنّنا نعيش في عصر المعلومة، وتمكين المدارس من هذه المهارات المستقبلية أصبح ضرورة، حيث بإمكان الآلة فهم واستيعاب كافة مراحل العملية التعليمية، ومن مختلف المستويات، فضلاً عن سرعتها وفق تجارب استخدمت هذه النظم في فهم التفاوت المعرفي بين الأطفال وقدرة كل منهم اللحظية على الاستيعاب أو ما يمر به من ضغوطات، إضافة إلى كونها تخفف العبء على المعلمين والطواقم التدريسية في وضع المناهج وتقديم الاختبارات بل وتصحيحها".
وقد برمج مهندسو هذه التقنيات العديد من المنصات التعليمية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي والخاصة بالتعلم وفي مختلف المجالات، للمساهمة في التعليم والمدارس، ما يعد بمستقبل استثنائي في هذا المجال.
لكن الراوي تشدّد على أنهم "كعاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، نضع القيم في المرتبة الأولى، وكل المجتمعات تواجه تحديات في هذا الشأن، مثل القرصنة والاحتيال الإلكتروني، لكن الإنسان عليه أن يتحلى بالأمل ويستمر في الاختراع والابتكار خدمة للبشرية".
ورشة عمل للأطفال
وفي إطار فعاليات المهرجان أيضاً، تُقام ورشة عمل عن الذكاء الاصطناعي لدى الأطفال، لإدخال هذا المفهوم لديهم، وإنشاء جيل مثقّف تقنياً.
وفي حديثه لـ"النهار العربي"، يوضح مدير شركة Unique world robotics في فرعها في دولة الإمارات العربية المتحدة ألين دكوث، وهو أحد مديري ورشة الذكاء الاصطناعي في المهرجان، أنّه "من الضروري إدخال مفاهيم الروبوتيكس والذكاء الاصطناعي لدى الأطفال والطلاب من أعمار صغيرة جداً، ونحن نبدأ من أعمار الخمس سنوات، وأحياناً يأتينا تلامذة بعمر الرابعة، نحاول أن نمهّد لهم هذه التقنيات، فجميعهم في هذا العمر يتحمّسون للألوان والروبوتات وألعاب تركيب القطع. لذا، كخطوة أولى في إدخال هذه المفاهيم الحديثة، نستخدم الروبوتات المصنوعة من هذه الألعاب بالتوازي مع الألعاب الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتكون هذه الروبوتات مصمَّمة خصيصاً للشريحة العمرية الصغيرة".
ويضيف: "أمّا مفهوم الذكاء الاصطناعي، وبعد التمهيد له بالروبوتات، فنبدأ بإدخاله من عمر 8 سنوات. وتكون الحصة التعليمية عبر تخصيص سيناريو افتراضي للأولاد، وجعلهم يدخلون الحلول التي يبتكرونها إلى هذه الألعاب الإلكترونية والروبوتات لتخطي المسار الذي ابتكروه. وفي المرحلة الثانية، ندخل هذا السيناريو مع مفهوم الـ coding لكي يبرمجوا الروبوت بأنفسهم".