النهار

إلى أين تأخذنا طفرة الذّكاء الاصطناعيّ؟
المصدر: "النهار العربي"
قمّة لمجلس المديرين التنفيذيين في صحيفة "وول ستريت جورنال"
إلى أين تأخذنا طفرة الذّكاء الاصطناعيّ؟
روبوتات تعمل في مصنع للصابون (تعبيرية/أنسبلاش)
A+   A-

هل سيحقّق انتشار الذكاء الاصطناعيّ زيادة في الإنتاجيّة؟ ماذا لو حقّق هذا الهدف فعلاً، لكن عن طريق التخلّص جزئيّاً من القوّة البشريّة العاملة؟ وهل يمكن للضوابط الناظمة أن تساعد شركات الذكاء الاصطناعيّ على الازدهار؟

 

هذه الأسئلة وغيرها كانت مدار بحث خلال قمّة لمجلس المديرين التنفيذيّين لصحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الخميس الماضي، ويبدو أنّ الأجوبة تبعث على تفاؤل حذر.

 

لقد غذّى الذكاء الاصطناعيّ طفرة سوق الأوراق المالية وعزز الآمال في زيادة الإنتاجية. لكنّ هذه التكنولوجيا أثارت أيضاً شكوكاً على ما تذكره الصحيفة نفسها.

 

من الشّامبو إلى مساعدة الأطبّاء

قال الرئيس التنفيذيّ لشركة "كوهير" التي تبيع برامج الذكاء الاصطناعيّ لبناء تطبيقات المحادثة أيدان غوميز إنّ الذكاء الاصطناعيّ سيفعل كل شيء، بدءاً باختيار الشامبو الخاص بكم إلى تقليل الساعات التي يقضيها الأطبّاء في تدوين الملاحظات، إلى النصف.

 
 

وقال إنّ التكنولوجيا ستعزّز في النهاية مستويات المعيشة. لكنّه حذّر من إمكانيّة استخدام الذكاء الاصطناعيّ لأغراض شريرة مثل التأثير في الانتخابات. وقال إنّ "القدرة على التأثير بشكل واسع على هذا الخطاب وحقن الأفكار، وجعل الروبوتات تشارك وتعرض وجهات نظر معيّنة – أشعر بالتوتر حيال ذلك".

 

وأضاف أنّ المنتديات عبر الإنترنت يجب أن تتكيّف من خلال التحقّق من أنّ المستخدمين هم أشخاص وليسوا روبوتات: "نحن بحاجة إلى الإصرار على أن تقوم المنصّات بتنفيذ هذه المزايا".

 

عن القواعد الناظمة

حذّر آخرون من الإفراط في التنظيم. وقال الشريك العام في "كيندريد كابيتال" جون كاسيدي إنّ الاتحاد الأوروبي ربما يذهب بعيداً في تنظيم الذكاء الاصطناعيّ. وأشار إلى أنّ النهج القائم على المبادئ سيحفّز الشركات على مكافحة المخاطر التي تشكّلها أدوات الذكاء الاصطناعيّ، مثل قضايا حقوق النشر.

 

لكنّ المبالغة في التفاصيل قد تؤدّي إلى خنق الابتكار في مهد التكنولوجيا. وأضاف أنّ الوضع الحاليّ للذكاء الاصطناعيّ يشبه الأيام الأولى لسباق الفضاء.

 

وقال كاسيدي: "إنّنا نحاول التنظيم قبل أن نبني الصواريخ الأولى".

 

في الوقت نفسه، أثار أحد كبار مستثمري السندات الشكوك حيال ما إذا كان الذكاء الاصطناعيّ سيعمل في نهاية المطاف على تحسين إنتاجيّة العمّال، وهو عامل حاسم في رفع مستويات المعيشة.

 

الإنتاجيّة ارتفعت

ارتفعت الإنتاجيّة الأميركيّة بقوة خلال العام الماضي، بالتزامن مع تدفّق الدولارات الاستثماريّة إلى الصناعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعيّ. رجّح كبير مسؤولي الاستثمار العالميّ للدخل الثابت في شركة "پيمكو" أندرو بولز أن تكون المكاسب بسبب عوامل قصيرة الأجل لا بسبب التغييرات التي ينتجها الذكاء الاصطناعيّ.

 

وقال إنه يبني قراراته الاستثماريّة على عودة النموّ والإنتاجية إلى التباطؤ.

 

وقد عزّز الذكاء الاصطناعيّ الآمال في أن تتمكّن الشركات من اعتماد أسابيع عمل أقصر للموظّفين بدون الحاجة إلى خفض الأجور.

 

تقصير أيام العمل؟

قال الرئيس التنفيذيّ لشركة "داي ويك غلوبال 4" ديل ويليهان إنّ الشركات التي اختبرت أسبوع عمل مُقلَّص، أفادت أنّ موظفيها أكثر صحّة وسعادة، فضلاً عن مكاسب في الإنتاجية والإيرادات.

 

في حين يتعيّن على الشركات أحياناً التعاقد مع المزيد من الموظفين لمنح الموظفين إجازة، يبقى أنّها قادرة على تقليل الاعتماد على العاملين وخفض تكاليف التوظيف والاحتفاظ بالموظفين بشكل أفضل.

 

وقال ويليهان الذي تساعد شركته الشركات على تقصير أسابيع عملها: "إذا أردنا أن نكون قادرين على المنافسة في المستقبل باستخدام الذكاء الاصطناعيّ... فنحن بحاجة إلى قوة عاملة ملتزمة، وليس إلى قوة عمل منهكة".

 

اقرأ في النهار Premium