أطلق معهد أبحاث حكومي في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الاثنين نموذجا جديدا مفتوح المصدر للذكاء الاصطناعي التوليدي والذي يمكن أن ينافس نماذج شركات التكنولوجيا الكبرى.
وقال معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي إنه أطلق الإصدار الثاني من نموذجه اللغوي الكبير باسم "فالكون 2" وهي مجموعة جديدة تضم نسختين متطورتين، "فالكون 2 11 بي" للنصوص، و"فالكون 2 11 بي في إل إم" الذي يحول الصور المرئية إلى نصوص مكتوبة.
ومعهد الابتكار التكنولوجي هو مركز أبحاث تابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة.
وتقوم الإمارات، وهي دولة مُصدّرة رئيسية للنفط وقوة مؤثرة في الشرق الأوسط، باستثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي.
يُعد "فالكون" نموذجاً لغوياً ضخماً مثل "تشات جي بي تي" (Chat GPT) من "أوبن إيه آي" (OpenAI)، و"جيميناي" (Gemini) من "غوغل"، وهي أنظمة حوسبة تعمل على تشغيل روبوتات الدردشة ومولدات الصور وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الأخرى.
تمّ إطلاق "فالكون" لأول مرة عام 2023، وهو نموذج مفتوح المصدر، ما يعني أن الكود الخاص به تتم مشاركته على نطاق واسع. وبحسب معهد الابتكار التكنولوجي (TII)، التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، والمطور لـ"فالكون"، فإن الإصدار الجديد (Falcon 2 11B) أقوى من أحدث نموذج مفتوح المصدر قابل للمقارنة من شركة "ميتا بلاتفورمز" (مالكة فيسبوك وواتساب)، وهو على قدم المساواة مع "جيميناي" وفقاً لعدد من المقاييس.
وقال الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة ومستشار رئيس الإمارات للأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة فيصل البناي إن الإمارات تبرهن على أنها تستطيع أن تكون لاعبا رئيسا في مجال الذكاء الاصطناعي.
تأتي سلسلة "فالكون 2" في الوقت الذي تتسابق فيه الشركات والدول لتطوير نماذج لغوية كبيرة خاصة بها بعد إصدار "شات جي.بي.تي" من "أوبن إيه.آي" عام 2022.
ورغم أن بعض الشركات قررت الاحتفاظ بشفرة الذكاء الاصطناعي خاصتها، فإن البعض الآخر مثل "فالكون" في الإمارات و"لاما" من "ميتا" جعل شفراته متاحة للجميع للاستفادة منها.
فيصل البناي أشار إلى أن تطوير نظام الذكاء الاصطناعي سيخضع من الآن لمنظمة جديدة تسمى "مؤسسة فالكون"، على غرار "مؤسسة لينكس" غير الربحية للبرامج. أوضح كذلك أن هذا الأمر سيشمل ميثاقاً يضمن أن "فالكون" "سيبقى مفتوح المصدر إلى الأبد". مضيفاً أنه سيتم إصدار نسخة أخرى من النموذج خلال الشهرين المقبلين.
وأضاف: "ترقبوا قريبا تطوير نماذج جديدة متعددة الوسائط ودخولها إلى السوق بأحجام مختلفة، إذ إننا نهدف إلى تمكين المطورين والمؤسسات من تعزيز خصوصيتها وتعزيز وصولها إلى أحد أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي لإثراء استخدامها لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".
النسخة الجديدة من "فالكون" تمتلك أيضاً "قدرات تحويل الرؤية إلى لغة"، وهي أداة تسمح للكمبيوتر بتحويل الصور بسلاسة إلى نص، بحسب معهد الابتكار التكنولوجي. ووفقاً للبناي، فإن هذه القدرة هي المفتاح لتطبيقات أعمال معينة تتوقعها أبوظبي من "فالكون". ويمكن للنموذج إكمال المهام بلغات تشمل الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والبرتغالية.
تابع: "نحاول التركيز على حالات استخدام مؤسسية واضحة جداً يمكن أن يكون لها تأثير كبير، مثل تحليل صورة الأشعة لصدر شخص ما، أو تحليل وثيقة تعليمية، أو تحليل وثيقة مرتبطة بأعمال البناء".