النهار

الميثان يخنق الأرض بالحرارة ولا ينخفض مع تغيير نظام غذاء الأبقار
المصدر: النهار العربي - وكالات
ينبعث غاز الميثان بكثافة من المواشي ويسهم بقوة في ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن الكميات التي تتجؤشها الأبقار من ذلك الغاز لا تنخفض إذا تغيّرت مكونات غذائها.
الميثان يخنق الأرض بالحرارة ولا ينخفض مع تغيير نظام غذاء الأبقار
لماذا التغاضي عن ميثان الأبقار والتشديد على ثاني أوكسيد الكربون؟ (بيكساباي)
A+   A-

ينبعث غاز الميثان بكثافة من المواشي، ويسهم بقوة في ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن الكميّات التي تتجشّؤها الأبقار من ذلك الغاز لا تنخفض إذا تغيرت مكوّنات غذائها. 

وقد توصلت مجموعة من الخبراء إلى تلك الخلاصة التي ركّزت على عدم جدوى إضافة الطحالب الحمراء كمكمّل غذائيّ إلى أعلاف الأبقار، باعتبارها وسيلة لخفض ما تُخرجِه من الميثان. كذلك لاحظوا أن الوقائع على الأرض لا تتطابق مع النتائج التي تخرج من بحوث المختبرات المتعلقة بجدوى إضافة مكملات غذائية إلى أعلاف الأبقار لتقليل ما تبعثه من الميثان، وفق مذكرة تحدثت عن وكالة "فرانس برس".

أبقار وميثان ومكملات غذائية

استكمالاً، حددت لجنة علمية مكونة من خمسة أكاديميين وباحثين في وثيقة نُشرت في 18 أيار/مايو مزايا وعيوب تلك المكملات الغذائية التي تجتذب اهتمام المزارعين والحكومات في سياق جهودهم لخفض انبعاثات غاز الميثان. وقد استندت اللجنة إلى دراسات علمية كثيرة في التوصل إلى تلك الاستنتاجات.
وبصورة عامة، تشكل الانبعاثات الغازية المرتبط المرتبطة بالحيوانات حوالي 12% من إجمالي انبعاثات الغازات المرتبطة بالنشاطات البشرية المؤدية إلى الاحتباس الحراري، وتسمّى أيضاً "الغازات الدفيئة". ويحتل الميثان المرتبة الثانية في قائمة الغازات الدفيئة، بعد ثاني أكسيد الكربون. وتتفاقم انبعاثات الميثان بالترافق مع زيادة الاستيلاد المكثف للمواشي في الحظائر، حيث تفرض الضرورة تغذيتها الجماعية بأعلاف متنوعة، ليست كلها طبيعية بالضرورة.

وفي سياق مستقلّ، تؤدي عملية الهضم لدى الحيوانات المجترّة إلى إطلاق غاز الميثان من طريق التجشّؤ.
وفي مواجهة ذلك، يحاول البعض تغيير النظام الغذائي للأبقار. مثلاً، يُدخِل البعض إلى النظام الغذائي للمواشي نوعاً من الطحالب الحمراء، ويَفترض أنّ من شأنه خفض انبعاثات غاز الميثان لديها بأكثر من 80%، بحسب دراسة أميركية أجريت في العام 2021.
في المقابل، لفتت المجموعة العلمية المشار إليها آنفاً إلى أن ذلك الانخفاض بات موضع تشكيك من الخبراء، إذ خفّضت الطحالب الحمراء انبعاثات غاز الميثان بما يصل إلى 99% في النتائج المخبرية. لكن الدراسات الميدانية الأكثر شمولاً كشفت فقط عن انخفاض لم يتعدَّ الـ28% لدى المواشي اليابانية، فيما أظهرت النتائج فقداناً للوزن لدى هذه الحيوانات في نهاية التجارب.
كذلك، أشار العلماء إلى أن العنصر النّشط في الطحالب الحمراء يتمثل بمادة "بروموفورم"، التي يُعرف عنها أنها مادة مسرطنة للحيوانات وربما البشر.

ماذا عن nitrooxypropanol ؟


في المقابل، جرى التوصل إلى نتائج أفضل نسبياً حينما استُخدم في تحقيق الهدف نفسه مادة تدعى "نترو أوكسي بروبانول- 3" 3 nitrooxypropanol، وتشتهر بمصطلح مختصر هو "نوب 3" 3NOP، وتستعملها الشركة الفرنسية العملاقة "بيل" المصنّعة لأجبان "بابيبيل" Babybel و"بورسان" Boursin و"كيري" Kiri.
وتُصنّع هذه المادة، التي تعتبر مكملاً غذائياً بالنسبة إلى المواشي، من طريق تسخين النيترات والكحول النباتي. وقد تقلل انبعاثات غاز الميثان من الحيوانات المجترة بمعدل 30%، مع نتائج أفضل لدى الأبقار الحلوب.
وفي المقابل، أظهرت بعض التجارب الطويلة المدى أن فاعلية مادة "نترو أوكسي بروبانول- 3" تنخفض مع مرور الوقت.
وأشار الخبراء أيضاً إلى عدم وجود أي طريقة فاعلة حالياً لتوفير المكملات الغذائية بانتظام لحيوانات الرعي.
وتتألف اللجنة من نغونيدزاشي شيريندا من "جامعة محمد السادس للاختصاصات التكنولوجية المتعددة" في المغرب، ومارك هودين من "الجامعة الوطنية الأوسترالية"، وأندي رايزنغر من "لجنة تغير المناخ" النيوزيلندية. وفي وقت سابق، انخرط العلماء الثلاثة في عمل "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ". وشارك في هذه البحوث أيضاً ماريو هيريرو من "جامعة كورنيل" في الولايات المتحدة، وكلوديا أرندت من "المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية" في كينيا.

اقرأ في النهار Premium