أعلن مسؤولون أن محاولة ثانية لإطلاق كبسولة "ستارلاينر" الفضائية الجديدة التابعة لشركة "بوينغ" في رحلتها التجريبية المأهولة الأولى توقّفت تلقائياً قبل دقائق من الإطلاق بواسطة نظام إلغاء إلكتروني.
ويضيف هذا الإلغاء تأخيراً غير محدّد المدّة للرحلة المرتقبة التي واجهت سلسلة من المشكلات الفنية في اللحظة الأخيرة تعاملت معها الفرق الأرضية وتغلّبت عليها في وقت سابق قبل بدء العد التنازلي.
وتلوح الفرصة التالية للمهمة اليوم الأحد عند الظهر تقريباً بالتوقيت المحلي، لكن إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) لفتت في بيان أمس السبت إلى أن مسؤولي المهمّة سيتخلّون عن تلك الفرصة، بدون تحديد موعد جديد. وستكون الفرص المتاحة التالية للانطلاق في الخامس أو السادس من حزيران (يونيو).
وقال مدير برنامج الطاقم التجاري التابع لـ"ناسا" ستيف ستيتش "لقد اقتربنا حقّاً اليوم".
وأضاف "أعلم أن الأمر مخيّب للآمال بعض الشيء، وكنّا جميعاً متحمّسين. هذه هي الطريقة التي تكوّن بها رحلات الفضاء".
وذكر المسؤولون أن التأجيل أمس السبت كان بسبب أجهزة الكمبيوتر الموجودة على منصّة إطلاق الصاروخ (أطلس 5) والتي تنسّق اللحظات الأخيرة قبل الإقلاع. وأضافوا أن كبسولة "ستارلاينر" تبدو سليمة.
ولا تزال الرحلة الأولى المرتقبة للمركبة "سي أس تي-200 ستارلاينر"، التي ستحمل رائدي فضاء إلى محطّة الفضاء الدولية، علامة فارقة لشركة "بوينغ" في سعيها للحصول على حصة أكبر من الأنشطة المربحة "ناسا" التي تهيمن عليها الآن شركة "سبيس أكس" التابعة للملياردير إيلون ماسك.
وكانت الكبسولة جاهزة للإطلاق من مركز كنيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا على متن الصاروخ (أطلس 5) الذي قدّمته شركة "يونايتد لونش ألاينس"، وهي مشروع مشترك بين "بوينغ" و"لوكهيد مارتن".
لكن مع بقاء ثلاث دقائق و50 ثانية على ساعة العد التنازلي بعد أن أعطى مدير الرحلة إشارة "الانطلاق" الأخيرة، أصدر جهاز كمبيوتر النظام الأرضي أمر إلغاء تلقائي أدّى إلى إيقاف تسلسل الإطلاق، بحسب ما أوضح مسؤولو المهمّة.
وكانت المحاولة الأولى لشركة "بوينغ" لإرسال مركبة "ستارلاينر" غير مأهولة إلى محطّة الفضاء في عام 2019 قد باءت بالفشل بسبب خلل برمجي وهندسي. ونجحت المحاولة الثانية في عام 2022 ما مهّد الطريق لمحاولة إطلاق أول مهمة تجريبية مأهولة إلى الفضاء.
وتم إيقاف العد التنازلي في السادس من أيار (مايو) قبل ساعتين فقط من موعد الإطلاق بسبب خلل في صمام الضغط في المرحلة العليا من (أطلس 5) تلاه أسابيع من التأخير الإضافي الناجم عن مشاكل هندسية أخرى، تم حلّها منذ ذلك الحين، على "ستارلاينر" نفسها.
وكان الطاقم المؤلّف من رائدي الفضاء باري ويلمور (61 عاماً) وسونيتا وليامز (58 عاماً) مقيّدين في مقعديهما على متن المركبة الفضائية لبضع ساعات قبل تعليق الإطلاق أمسالسبت.
وساعد فنّيون رائدي الفضاء على الخروج من الكبسولة بأمان وإعادتهما إلى الحجر الصحي في انتظار محاولة الإطلاق التالية.
وعند إطلاقها، من المتوقّع أن تصل "ستارلاينر" إلى محطّة الفضاء بعد حوالي 24 ساعة والالتحام بالمحطّة على ارتفاع 400 كيلومتر تقريباً من الأرض.