أعلنت شركة "إنتل" المختصة في صناعة الرقائق الإلكترونية النقاب عن تقنياتها الجديدة، في خطوة تحمل لهجة تحدٍّ في ظل المنافسة القوية من شركات أبرزها "إنفيديا" و"إيه إم دي". وكانت قد سيطرت "إنتل" لعقود على سوق الرقائق، لكن في السنوات الأخيرة، حقق منافسوها، وخصوصاً شركة "نفيديا"، تقدّماً في معالجات الذكاء الاصطناعي المتخصصة.
خلال معرض "كومبيوتكس"، قدّم الرئيس التنفيذي بات غيلسنغر أحدث معالجات "زيون 6" للخوادم من "إنتل"، وتحدث عن شرائح "لونر ليك" من الجيل التالي لأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أحد أكثر عصور الابتكار أهميةً التي شهدها القطاع.
واعتبر أنّ "سحر سيليكون يعمل مرة جديدة على تمكين التطورات الهائلة في مجال الحوسبة التي ستدفع حدود الإمكانات البشرية وتزوّد الاقتصاد العالمي بالطاقة للسنوات المقبلة"، مؤكداً أنّ "أحدث منتجات إنتل توفر أفضل مزيج متاح من الأداء وفعالية الطاقة والتكاليف المقبولة".
وعن التكلفة، استكمل غيلسنغر أن أنظمة "غاودي" من "إنتل"، المستخدمة في الذكاء الاصطناعي المتقدم مثل نماذج التدريب، هي بثلث تكلفة ما تقدّمه الشركات المنافسة.
وأشارت "إنتل" إلى توقعات بأن تشكل أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي 80 في المئة من سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية بحلول عام 2028.
"ثورة الذكاء الاصطناعي" بيد من؟
جاء عرض غيلسنغر بعد خطابات ألقاها كل من رئيس "نفيديا" جنسن هوانغ، والرئيسة التنفيذية لـ"إيه أم دي" ليزا سو، والتي كانت مليئة بالإعلانات بشأن منتجات للذكاء الاصطناعي. ففي المعرض قدمّ كل من سو وأمون عروضاً تفصيلية عن رقائق شركتيهما لأجهزة الكمبيوتر المعززة بالذكاء الاصطناعي.
من جهة "إنفيديا"، وفي السياق التنافس العالميّ بين عمالقة صناعة الرقائق، أعلنت الشركة عن شريحة "بلاكويل الترا" لعام 2025 ومنصّة الجيل التالي قيد التطوير "روبين" لعام 2026. كما قدّمت أدوات ونماذج برمجيات جديدة عشية الحدث، معلنةً عن إطلاق "إنفيديا إيس"، وهو منتج ذكاء اصطناعي توليدي يمكنه إنشاء صور رمزية "أفاتار" شبيهة بالبشر يمكن الاستعانة بها في مجالات، من بينها خدمات دعم العملاء.
أما "إيه أم دي" فقد كشفت النقاب عن أحدث معالجاتها للذكاء الاصطناعيّ، وقدّمت الشركة شريحة "MI325X"، والذي من المقرّر أن تكون متاحة في الربع الأخير من 2024. وأعلنت أيضاً عن سلسلة قادمة من الرقائق بعنوان "MI350"، والتي من المتوقّع أن تكون متاحة في عام 2025، وستعتمد على بنية الرقائق الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، كشفت عن سلسلة "MI400"، والتي ستصل في عام 2026.
وفي الحدث نفسه، قالت "إيه أم دي" أيضاً إنّ أحدث جيل من المعالجات المركزية (CPUs) سيكون متاحاً على الأرجح في النصف الثاني من عام 2024.
"جزيرة الذكاء الاصطناعي"
يشكل "كومبيوتكس" أكبر معرض سنوي للتكنولوجيا في تايوان. ومع مراهنة الشركات الكبرى في العالم على الذكاء الاصطناعي، برز التايوانيون كلاعبين رئيسيين في هذا المجال. وتنتج الجزيرة الكمية الأكبر من أشباه الموصلات الأكثر تقدّماً، بما فيها تلك المستخدمة في أقوى تطبيقات وأبحاث الذكاء الاصطناعي.
وتعتبر الرقائق المصدر النادر الأكثر حيوية الذي تعتمد عليه التكنولوجيا الحديثة، والسوق التي تشهد صراعاً محتدماً حالياً بين طرفين أساسيين هما الولايات المتحدة والصين، وتلعب تايوان دوراً محورياً في هذا الصراع، بل تكاد تكون هي أساسه. فعلى الرغم من إبداء حكومة تايوان رغبةً في استخدام هذه القدرات لتسريع الاستخدام الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي، إلا أنّه من الضروري الإشارة إلى أن الموقع المركزي لتايوان في سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات يشكل مصدر قلق في العواصم ومجالس إدارات الشركات، في ظل مطالبة الصين بالسيادة على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي والتي تعتبرها إحدى مقاطعاتها.