على خطى الألعاب السابقة مثل Notcoin، تكتسب لعبة Hamster Kombat شعبية واسعة. تعتمد اللعبة على منصة "تلغرام" حيث يتقاتل الهامستر للحصول على المكافآت.
إن آليات اللعب الفريدة ونظام NFT سرعان ما جذبت عشاق العملات المشفرة واللاعبين.
ظهرت اللعبة لأول مرة رسمياً في 25 آذار (مارس)، وفي غضون 72 يوماً فقط جمعت أكثر من 116 مليون مستخدم.
"تلغرام" وألعاب التشفير
أتاحت البنية الآمنة ووظائف الروبوت المتقدمة لمنصة "تلغرام" أن تصبح أرضاً خصبة لتطوير الألعاب القائمة على تقنية "البلوكشين" blockchain، وتستفيد هذه الألعاب من قدرة "تلغرام" على التعامل مع التفاعلات المعقدة بين المستخدمين وقاعدتها الواسعة من المتمرسين في مجال التكنولوجيا. وفي هذا السياق، برزت اللعبة كمنافس جديد وواعد بتجربة فريدة وجذابة.
اللعبة هي معركة تجمع بين عناصر الاستراتيجية، حيث يتحكم اللاعبون في الهامستر الافتراضي في معارك ضد مستخدمين آخرين. يتمتع كل هامستر بخصائص وقدرات فريدة يمكن تحسينها من خلال اللعبة. وباستخدام منصة "تلغرام"، يمكن للاعبين التفاعل مباشرة مع اللعبة عبر أوامر الروبوت، ما يتيح السلاسة والسهولة للاعب.
تعتمد اللعبة على نظام قتال قائم على الأدوار، حيث يمكن للاعبين تحدي بعضهم البعض في معارك PvP (لاعب مقابل لاعب). يتمتع كل هامستر بسمات محددة مثل القوة والسرعة والقدرة على التحمل، إذ تؤثر هذه العوامل على نتائج المعارك. ويمكن للاعبين تعزيز الهامستر الخاص بهم باستخدام عناصر خاصة أو من خلال المشاركة في أحداث اللعبة.
ويعد أحد الجوانب الرئيسية في اللعبة، اقتصادها القائم على العملة المشفرة، حيث يمكن للاعبين كسب الرموز المميزة من خلال المشاركة في المعارك واستكمال المهام وتحقيق الانتصارات. كما يمكن استخدام هذه الرموز لشراء هامسترات جديدة، أو ترقية الهامسترات الموجودة، أو التجارة مع لاعبين آخرين.
الإنزال الجوي للهامستر
يتمثّل أحد العناصر الأكثر إثارة في اللعبة بالإسقاط أو الإنزال الجوي، وهو حدث يتم فيه توزيع عملة مشفرة أو رمز مميز مجاناً على المستخدمين، ويأتي هذا العنصر كجزء من استراتيجية التسويق لزيادة رؤية المشروع واعتماده.
أُعلن عن الإسقاط الجوي في اللعبة كفرصة للمستخدمين الأوائل للحصول على الرموز المميزة مجاناً. وللمشاركة في اللعبة يجب على المستخدمين الاشتراك في قناة "تلغرام" الرسمية للعبة، وإكمال بعض المهام البسيطة مثل متابعة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمشروع ودعوة الأصدقاء للانضمام إلى اللعبة، وبمجرد اكتمال هذه المهام يتلقى المستخدمون كمية محددة مسبقاً من الرموز المميزة مباشرةً في محفظة العملات المشفرة الخاصة بهم.
وثمّة عوامل عدة تساهم في تزايد شعبية اللعبة، إذ يؤدي تكامل العملات المشفرة والرموز المميزة إلى إنشاء اقتصاد ألعاب ديناميكي، حيث يمكن للاعبين كسب قيمة مادية حقيقية وتداولها.
مستقبل لعبة "تلغرام" الجديدة
مع تزايد شعبيتها، تمتلك اللعبة القدرة على أن تصبح معياراً في مشهد ألعاب التشفير. ويعمل المطورون على تحديثات وميزات جديدة للحفاظ على اهتمام المستخدمين وجذب لاعبين جدد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يشمل توسيع النظام الأساسي التعاون مع مشاريع "البلوكشين" الأخرى والتكامل مع الألعاب والخدمات الأخرى.
تمثّل اللعبة مثالاً مثيراً للاهتمام حول كيفية تطور الألعاب القائمة على العملات المشفرة وازدهارها على المنصات الرقمية مثل "تلغرام"، مع مزيج من الابتكار والترفيه والفرص الاقتصادية. واستحوذت هذه اللعبة على خيال الكثيرين وتعد بمواصلة النمو في الأشهر المقبلة، بعدما اجتذبت عشاق العملات المُشفّرة.
مخاطر اللعبة على خصوصية البيانات
العملات المشفرة هي أصول مالية ذات مخاطر وتقلبات عالية، وقد تؤدي اللعبة إلى اختراق الهوية والبيانات، ونظراً لأن هذه اللعبة عبارة عن NFT (رموز غير قابلة للاستبدال)، فإن النظام البيئي والمنصات المحيطة باستخدامها يمكن أن يؤدي مباشرةً إلى تتبع المستخدم وجمع البيانات بطرق مختلفة.
يرمز NFT إلى رمز رقمي للملكية تم شراؤه أو بيعه باستخدام، ويُستخدم هذا النوع من البيانات عادةً للتسويق عبر الإنترنت، ومع ذلك يمكن استخدامه أيضاً في عمليات الاحتيال في الهوية والتصيد وأغراض ضارة أخرى.
اللعبة تثير جدلاً في إيران
اجتاحت اللعبة إيران وجذبت اللاعبين في ظل الضائقة المالية التي تعانيها البلاد، متحدين تحذيرات الحكومة، وذلك بعدما أصدر المتحدث باسم المركز الوطني الإيراني للفضاء السيبراني يوم الجمعة الماضي تحذيراً بشأنها، حيث كتب حسين ديليريان على موقع "إكس": "ننصح لاعبي هذه الألعاب بتوخي المزيد من الحذر في حماية معلوماتهم وحساباتهم"، مشيراً إلى أن ألعاب كسب المال "أصبحت منصة مثالية للقراصنة واللصوص".
ومن جانبها، ذكرت الشرطة الإلكترونية الإيرانية في وقت سابق أنها تقيّم التهديدات والأضرار وستعلن نتائجها قريباً. كما نشر همشهري أونلاين، الموقع الإلكتروني لصحيفة بلدية طهران، آراء كبار رجال الدين، بمن في ذلك آية الله ناصر مكارم شيرازي، الذي يشغل واحداً من أعلى المناصب في التسلسل الهرمي الديني في إيران، ومحمد محمدي كلبايجاني، رئيس ديوان المرشد الأعلى علي خامنئي في ما يتعلق بشراء العملات الرقمية وبيعها، وجميع رجال الدين هؤلاء تقريباً، باستثناء المرشد الأعلى علي خامنئي نفسه، يحظرون صراحةً تداول العملات المشفرة والأنشطة ذات الصلة، مشيرين إلى أن "العملات المشفرة ليس لها مصدر واضح ودقيق، ويمكن أن تعرض اقتصاد البلاد للخطر، بالإضافة إلى التحايل على السيادة وغسل الأموال". ولذلك فهي محرمة أو غير قانونية. علماً أن المرشد علي خامنئي ذكر بأن تداول العملات المشفرة يجب أن يكون "متوافقاً مع القوانين الرسمية للبلاد في هذا الشأن". ولا يزال الوضع القانوني للعملات المشفرة في إيران منطقة رمادية. وبينما كانت هناك مناقشات أولية في البرلمان حول الحظر المحتمل، تم التوضيح لاحقاً أن هذا لن ينطبق إلا على مؤسسات الدولة، ما يترك وضع العملة المشفرة لعامة الناس غير مؤكد.