باتت الإمارات تعد في طليعة دول العالم المرشحة لأن تصبح السيارات ذاتية القيادة فيها جزءاً معتاداً من تفاصيل الحياة اليومية فيه، وذلك بعد سلسلة من الإجراءات والتجارب التي تسرّع من عملية ضم المركبات كهذه إلى منظومة النقل العام في الدولة، بما يعزز من استدامتها، ويضعها في مقدمة المنظومات المواكبة لأنماط التنقل المستقبلية في العالم.
إستراتيجية التنقل الذاتي
وتهدف
استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، والتي أطلقها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد في العام 2016، إلى تحويل 25 في المئة من إجمالي وسائل النقل في دبي لذاتية القيادة بحلول عام 2030، وكذلك إلى الحد من الحوادث المرورية والخسائر الناجمة عنها بنسبة 12%، ورفع إنتاجية الأفراد بنسبة 13% عبر تجنب هدر 396 مليون ساعة على الطرقات سنوياً، كما أنها تسهم في تقليل الحاجة إلى المواقف بنسبة تصل إلى 20%.
وعلى مدى السنوات الماضية، شهد هذا القطاع تجارب عدّة، وإستثمارات مع شركات عالمية، كان أبرزها، الاتفاقية مع شركة "جنرال موتورز-كروز" التي تهدف إلى تشغيل سيارات ذاتية القيادة اعتبارا من عام 2023.
شراكات جديدة مع شركات عالمية
وفي سياق المشهد الآخذ بالتطور والتوسّع، أعلنت شركة Oxa، الشركة البريطانية الرائدة في مجال تطوير البرمجيات للمركبات ذاتية القيادة، عن تعاونها مع شركة بيانات Bayanat، وهي شركة تكنولوجية رائدة مقرها أبوظبي متخصصة في حلول المدن الذكية. وتم الإعلان عن الشراكة في 13 حزيران (يونيو) 2024، خلال زيارة قام بها ممثلون لشركة بيانات ومكتب أبوظبي للاستثمار إلى المقر الرئيسي لشركة "أوكسا" في أكسفورد.
تمثل هذه الشراكة المهمة علامة بارزة في جلب تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة إلى شوارع دولة الإمارات العربية المتحدة. ويركز التعاون على تسريع النشر الآمن والفعال للمركبات ذاتية القيادة في المناطق الحضرية في البلاد. وتقدم "أوكسا" خبرتها في البرامج المتطورة التي تسمح للسيارات بالتنقل على الطرق دون تدخل بشري.
ومن ناحية أخرى، تساهم بيانات بمعرفتها المتعمقة بالبيانات الجغرافية المكانية، والتي تشمل الخرائط الرقمية والمعالم وغيرها من المعلومات الجغرافية. ومن خلال الجمع بين نقاط القوة هذه، يمكن للشراكة تحديد المسارات المثلى للسيارات ذاتية القيادة، مما يضمن الانتقال السلس والآمن إلى طريقة النقل المبتكرة هذه.
وقال حسن الحوسني، المدير العام لشركة بيانات: "يمثل هذا التعاون مع أوكسا علامة بارزة في رحلتنا نحو إحداث ثورة في حلول النقل والمدن الذكية".
وأضاف الحوسني أنه "من خلال الجمع بين خبرتنا في التحليلات الجغرافية المكانية والقدرات التشغيلية في المركبات ذاتية القيادة مع قيادة Oxa في تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة، نحن على استعداد لإنشاء حلول رائدة من شأنها تعزيز التنقل والسلامة والكفاءة في المناطق الحضرية".
كما ألقى مكتب أبوظبي للاستثمار بثقله وراء هذا المشروع، مما يدل على التزام الحكومة بتعزيز تكنولوجيا القيادة الذاتية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.
أما بالنسبة لشركة "أوكسا" ، التي تخطو خطوات واسعة في تطوير السيارات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة، تمثل هذه الشراكة فرصة كبيرة. وتعتقد الشركة أنه من خلال الاستفادة من القدرات التقنية والعلاقات الراسخة لشركة بيانات في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، يمكنها تسريع اعتماد السيارات ذاتية القيادة بشكل كبير عبر حالات الاستخدام المختلفة في دولة الإمارات.
يمثل هذا التعاون نقطة تحول في مشهد النقل في الإمارات. وتعد الخبرة المشتركة لكل من Oxa وBayanat بتمهيد الطريق لمستقبل تصبح فيه السيارات ذاتية القيادة مشهدًا مألوفًا على طرقات الدولة الخليجية. وهذا لا يؤدي إلى تحسين الراحة والكفاءة فحسب، بل يحمل أيضًا القدرة على تعزيز السلامة وتقليل الازدحام المروري .