تتطلع شركة "آبل" إلى الحصول على كل المساعدة التي يمكنها الحصول عليها لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في مزايا منصة "آبل انتليجنس" Apple Intelligence التي ستُدمج في نظام التشغيل "آي أو إس 18" iOS 18 الذي يصل إلى هواتف "آيفون" في وقت لاحق من هذا العام. وينطبق الأمر نفسه على الجهاز اللوحي "آيباد أو إس 18" iPadOS 18.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أجرت "آبل" محادثات مع شركة "ميتا" Meta، مالكة منصة "فيسبوك" الشهيرة، حول إمكانية استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لـ"ميتا" في أجهزة "آبل".
فهل تنهي هذه الشراكة الصراع الطويل بين الشركتين والتي احتدمت أخيراً في سوق النظارات الذكية بين "ميتا كويست 3" Metaquest و"أبل فيجن برو" Apple vision pro؟
تنويع الخيارات الذكية أمام الجمهور
في مؤتمرها السنوي لمطوريها العالميين WWDC، خلال وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت "آبل" رسمياً عن شراكتها مع "أوبن إيه آي" Open AI، صانعة نظام "شات جي بي تي" Chat GPT الشهير، بهدف جلب مزايا ذلك النظام إلى أجهزة "آبل" التي تظهر هذا العام.
وخلال هذا الحدث، تحدث كريج فيديريغي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في شركة "آبل"، عن علاقة نموذج الذكاء التوليدي "جيمناي" من "غوغل" وإمكانية إضافته إلى "آبل انتليجنس" في المستقبل. ووفق فيديريغي، "نريد تمكين المستخدمين في نهاية المطاف من اختيار النماذج التي يريدونها".
ووفق التقرير المشار إليه آنفاً، أجرت "آبل" أيضاً مناقشات مماثلة مع شركتي "آنثروبيك" Anthropic و"بربلكسيتي" Perplexity اللتان تعملان في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضاً. لكن، حتى الآن، لم يُبرَم أي اتفاق معهما.
وفي الوقت الحالي، جرى تأكيد الشراكة مع "أوبن إيه آي" وحدها. وسيُدمج نموذج "جي بي تي- 4 او" GPT-4o من الشركة في Apple Intelligence لدعم المساعد الصوتي "سيري" Siri وأدوات أخرى. ومن المتوقع أن تصل بعض الميزات في وقت لاحق من هذا العام.
ماسك في موقف سلبي
عقب الإعلان عن تعاون "آبل" و"أوبن إيه آي"، هدد الملياردير إيلون ماسك أنه سيحظُر أجهزة شركة "آبل" من شركاته، إذا أدمجت نموذج الذكاء التوليدي الذي تصنعه "أوبن إيه آي" في نظام تشغيل هواتف "آبل".
جاءت هذه التصريحات عقب إعلان "آبل" أن المساعد الرقمي "سيري" قد يسلم بعض استفسارات الجمهور إلى نموذج "شات جي بي تي".
وعلى منصة "إكس"،كتب ماسك: "إذا عملت شركة "أبل" على دمج نموذج "أوبن إيه آي" في نظام تشغيل هواتفها، فستُحظر أجهزة "أبل" في شركاتي". وأضاف "هذا انتهاك أمني غير مقبول".
تعريض بيانات الجمهور للخطر
عند دمج الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية، قد تبرز بعض المخاطر المحتملة على بيانات الجمهور. إذ قد يتطلب الذكاء الاصطناعي جمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية لتحسين أدائه. وإذا لم تجري إدارة هذه البيانات إدارة صحيحة أو حمايتها بشكل ملائم، فقد تتعرض للاختراقات أو الاستخدام غير المرغوب فيه.
ويضاف إلى ذلك، أن بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد تستخدم بيانات لتحسين الخدمات، وقد يعرض ذلك خصوصية المستخدمين للاختراق أيضاً.
كذلك، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي هدفاً لهجمات سيبرانية تسعى إلى الوصول إلى البيانات الشخصية.
في سياق متصل، قد تواجه الشركات التي تطبق تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في هواتفها تحديات قانونية تتعلق بحقوق الخصوصية ومعايير الحفاظ على البيانات، ما قد يؤدي إلى تعريضها للمساءلة القانونية إذا لم تُعالج تلك البيانات بشكل صحيح.
وقد تزيد التطبيقات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي حجم البيانات التي تُجمَع من الجمهور، ما يؤدي إلى تزايد خطر تعريض البيانات للاستخدام غير المشروع أو البيع لأطراف ثالثة دون موافقة الأفراد.
وفي هذا الإطار، ولتقليل هذه المخاطر، يجب على المستخدمين والشركات المصنعة للهواتف والمطورين العمل معاً على تعزيز معايير الأمان والخصوصية، وتعزيز الوعي بأهمية حماية البيانات الشخصية والالتزامات القانونية حيالها.