تبرز سنغافورة كوجهة مفضّلة للشركات الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تسعى إلى العالمية. اجتذبت المدينة منذ فترة طويلة الشركات الصينية. ويسعى رواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، تسريع هذا التحول، لأن العقوبات التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين تمنعهم من الوصول إلى أحدث التقنيات.
تُعتبر لوائح الذكاء الاصطناعي في سنغافورة أقل صرامة، كما أن وجود قاعدة في سنغافورة هو أيضًا وسيلة للشركات لإبعاد نفسها عن أصولها الصينية، وهي خطوة تُسمّى غالبًا "غسل سنغافورة"، في محاولة للحدّ من التدقيق من قبل العملاء والمنظمين في البلدان التي تُعتبر معارضة سياسية للصين، مثل الولايات المتحدة.
كما أن إتباع الصين نهجًا صارمًا تجاه المحتوى الناتج من الذكاء الاصطناعي، بهدف ضمان الامتثال لسياسات الحزب الشيوعي الحاكم، يُسهم أيضاً في هجرة الشركات إلى سنغافورة.
غير أن هذه الاستراتيجية لا تنجح دائمًا: نقلت شركة ByteDance Ltd، ومقرها بكين، المقرّ الرئيسي لأعمال "تيك توك" الخاصة بها إلى سنغافورة، لكن خدمة الفيديو الشهيرة لا تزال تتعرّض لقانون أميركي جديد يتطلّب بيع أو حظر عملياتها الأميركية بسبب مخاوف أمنية.
وقد واجهت شركة الأزياء الصينية العملاقة "شين"، والتي نقلت قاعدتها أيضًا إلى سنغافورة، انتقادات شديدة في الولايات المتحدة. وتهدف الآن إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام في لندن بدلاً من نيويورك.
لكن بالنسبة للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن الأمر على المحك أكثر من مجرد الإدراك. تقوم هذه الشركات بجمع كميات كبيرة من البيانات، وتعتمد على أحدث الرقائق لتدريب أنظمتها، وإذا تمّ تقييد الوصول إليها فسوف تتأثر جودة منتجاتها.