في خطوة جديدة تُضاف إلى سلسلة الاكتشافات الفلكية المثيرة، أعلن فريق من العلماء الفلكيين اكتشاف كوكب جديد خارج المجموعة الشمسية قد يحتوي على المياه. هذا الكوكب الذي يبعد عنا حوالي 48 سنة ضوئية وقد يكون له غلاف جوي مشابه للأرض، يفتح آفاقاً جديدة لفهمنا للعوالم خارج نظامنا الشمسي، ويثير العديد من التساؤلات حول إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض.
في إنجاز علمي مذهل، كشف علماء الفلك عن اكتشاف كوكب جديد يطلق عليه LHS 1140 bعلى بُعد حوالي 48 سنة ضوئية من الأرض. يعد هذا الكوكب من بين أكثر الكواكب الخارجية إثارة للاهتمام حتى الآن، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبحث عن الحياة خارج كوكبنا.
تبلغ الكتلة الخارجية لهذا الكوكب حوالي ستة أضعاف كتلة الأرض ويدور حول نجم قزم أحمر صغير بحجم خُمس حجم شمسنا تقريباً على مسافة باردة بما يكفي لاحتمال تشكل الماء.
ورغم أن الكوكب خارج المجموعة الشمسية، فيمكن أن يصبح في المستقبل في "المنطقة الذهبية"، أي المنطقة التي يمكن العيش فيها، وهذا يجعله أقرب كوكب مجاور لنا داخل "منطقة جولديلوكس" الخاصة بنجمه - وهي المنطقة التي يمكن أن يكون فيها الماء كسائل. اكتُشف هذا الكوكب أول مرة في عام 2017، ولا يزال على رأس قائمة دراسات وبحوث العلماء.
وبحسب تقرير ديلي ميل، وجدت دراسة جديدة أن LHS 1140 b هو عالم صخري مثل الأرض، وأن بين 10 و20% من كتلته قد تتكون من الماء، ما يعني أن الكوكب قد يكون عالماً جليدياً مع محيط سائل تحت الجليد، مثل قمر المشتري يوروبا ويحتوي أيضاً على غلاف جوي غني بالنيتروجين تماماً مثل الأرض.
وفي السياق نفسه، قال طالب الدكتوراه شارلز كاديو في بحثه في جامعة مونتريال: "من بين جميع الكواكب الخارجية المعتدلة المعروفة حالياً، يمكن أن يكون LHS 1140 b أفضل رهان لنا لنؤكد يوماً ما تأكيداً غير مباشر وجود الماء السائل على سطح عالم خارجي خارج نظامنا الشمسي، وأنه سيكون هذا إنجازاً كبيراً في البحث عن الكواكب الخارجية التي يمكن أن تكون صالحة للحياة".
يقترح التحليل الأخير أن الكوكب الخارجي كان أقل كتلة بكثير مما ينبغي أن يكون عليه جسم بحجمه، الأمر الذي ترك للباحثين خيارين: إما أن يكون LHS 1140 b "كوكب نبتون مصغر" مكوّن في الغالب من غاز دوّار أو أنه "أرض ضخمة" مغطاة بالماء السائل أو المتجمد تماماً مثل الأرض.
يفتح اكتشاف كوكب مثل LHS 1140 b فصلاً جديداً في رحلة البشرية لاستكشاف الكون ويعزز الأمل في العثور على كواكب أخرى مشابهة يمكن أن تكون موطناً للحياة ونقترب خطوة أخرى من فهم أعمق للكون ومكاننا فيه. وكوكب LHS 1140 b ليس مجرد كوكب صخري يدور حول نجم بعيد، بل هو نافذة تفتح أمامنا فرصاً جديدة للاستكشاف والبحث.