النهار

أولمبياد افتراضي مأساوي للحيوانات يمهّد لنهاية حضارة البشر
ارتد خوذة للواقع الافتراضي الثلاثي الأبعاد. تأهب ذهنياً للتباري مع الحيوانات، بالأحرى كي تشاهد عرضاً افتراضياً عن أولمبياد التباري بين البشر والحيوانات "المتألقة" في الرياضة! حتى الآن، تمكن البشر من التسييد على الحيوانات بفضل ذكاءه وعقله، وإذا قلدتها الآلات، ثم تفوقت عليها؟ تفيد تجربة البشر أن النوع الأذكى يتسييد الأرض ويتحكم بالأنواع الاخرى، وإذا فعلها الذكاء الاصطناعي الشامل، فالأرجح أن يرسم نهاية حضارة الإنسان المتسيد للكرة الأرضية وأشكال الحياة عليها.
أولمبياد افتراضي مأساوي للحيوانات يمهّد لنهاية حضارة البشر
الاستلاب الافتراضي للبشر تقربهم من حافة النهاية (صورة بالذكاء التوليدي/ أحمد مغربي)
A+   A-

ارتد خوذة للواقع الافتراضي الثلاثي الأبعاد. تأهب ذهنياً للتباري مع الحيوانات، بالأحرى كي تشاهد عرضاً افتراضياً عن أولمبياد التباري بين البشر والحيوانات "المتألقة" في الرياضة!

بإمكانك أن تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تحول النصوص إلى أشرطة بصرية، كي تصنع ذلك العرض. تستطيع أن تستخرج من نموذج لغوي معين نصوصاً عن مسابقات في ذلك "الأولمبياد الشامل للحيوانات" Pan Animal Olympics. ولنقل أنك مثلاً استخرجت من "شات جي بي تي" نصوصاً تقارن الأرقام القياسية والأداء الجسدي للبشر والحيوانات في رفع الأثقال أو السباحة أو مسابقة المئة متر أو الماراثون. بإمكانك أن تستخدم "ستابيل دفيوجن" Stable Diffusion أو "كانفا"Canva  أو "دال- ي"Dall- E لتحويل تلك النصوص إلى أشرطة يمكنك مشاهدتها في عروض افتراضية تصل إلى عينك بالأبعاد الثلاثية.

إذاً، اجلس واستمتع بمشهديات الأولمبياد الشامل للحيوانات لحيوانات الأرض، وتباري الإنسان معها.

 

النوع الأذكى يتسيَّد الأرض؟ ماذا عن الروبوت؟

 

قبل عرض النتائج الأولمبية، إذا فعَّلت ذلك العرض الافتراضي فالأرجح أن لساناً ساخراً قد يصفك بأنك نموذج مأساوي - كوميدي عن نهاية حضارتنا. السبب؟ إن كل ما استخدمته من أدوات لتلك الفرجة يعبّر عن التسارع الرهيب في تطور الذكاء الاصطناعي الذي ستمتلكه الروبوتات، خصوصاً حينما يصل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي الشامل Artificial General Intelligence، ويجعلها بلمح البصر تقريباً، تتفوق على البشر بما لا يقاس. حتى الآن، تمكن البشر من التسيد على الحيوانات بفضل ذكائها وعقولها. ماذا إذا قلدتها الآلات، ثم تفوقت عليها؟ تفيد تجربة البشر بأن النوع الأذكى يتسيّد الأرض ويتحكم بالأنواع الأخرى، وإذا فعلها الذكاء الاصطناعي الشامل، فالأرجح أن يرسم نهاية حضارة الإنسان المتسيد للكرة الأرضية وأشكال الحياة عليها.

وحين تشاهد عيناك العروض الافتراضية للمسابقات بين النوع الأذكى والأنواع الأقل ذكاءً التي تتفوق عليه في عضلاتها، تذكّر أنها "تخضع" أمام عقله وذكائه. إذاً، ماذا تنفع القدرات الجسدية للإنسان التي يجسدها الشعار الأولمبي "الأقوى والأسرع والأعلى"، إذا تفوق ذكاء الآلات عليه؟

شاهد العروض الافتراضية للأولمبياد الشامل للحيوانات، وتذكَّر أن أدواتك الذكية "تقول" لك إن الدور سينقلب عليك، أو على الأرجح ذلك.

 

تفوُّق أبطال الحيوانات وتألق رياضي لإنسان اليد والذكاء

 

لربما تُلخَّص نتائج مسابقات الأولمبياد الشامل للحيوانات على النحو الآتي:

  • الفهد الأبيض ("شيتا"): ميدالية ذهبية للركض السريع من مئة متر إلى ألف وخمسمئة متر. بسرعة 135 كليومتراً في الساعة، يحقق أرقاماً قياسية بأقل من أربع ثوان للمئة متر ودقيقة للألف وخمسمئة متر.
  • الكنغارو: ميدالية ذهبية للماراثون، وأول ميداليات الجنس البشري عبر فضية أقصى جري للمسافات الطويلة التي يكمن سر الفوز فيها بالقدرة على الركض بأقل طاقة، والحفاظ على عدم تفاقم حرارة الجسم مع حرق السعرات الحرارية. يبترد جسد الإنسان بالعرق، لكن تفوق الكنغارو يكمن في أنه يثب على قائمتية الخلفيتين وتتمتع قدماه بعضلات مرنة وقوية وغير ثقيلة. إنه يركض بالقفز الخفيف فلا ينفق إلا الأقل من السعرات الحرارية.
  • سمكة "باركودا": تحصد الميداليات الذهبية للسباحة الأولمبية كلها بفضل سرعة مائية بـ45 كيلومتراً في الساعة.
  • البرغوث: الميدالية الذهبية للقفز العالي، إذ يثب ثلاثمئة ضعف طوله. إذا أراد الإنسان مجاراته، فعليه أن يثب إلى أعلى من برج إيفل.
  • النملة: إنها هرقل الأولمبياد الشامل للحيوانات. إنها البطلة التي لا تقهر في رفع الأثقال لأنها تحمل ما يتراوح بين 5 و7 أضعاف وزنها. أبطال البشر في الأوزان الخفيفة والمتوسطة لا يرفعون أكثر من ثلاثة أضعاف أوزانهم، فيما ربّاعو الأوزان الثقيلة لا يرفعون إلا أكثر قليلاً من ضعفي أجسادهم الضخمة.
  • الفيل: ميدالية ذهبية لرفع الأثقال من دون حساب وزن الربّاع.
  • قرد الغابون: ميدالية ذهبية لمسابقة العارضتين المتوازيتين بفضل قدرته على إنجاز دورات كاملة بسرعة كبيرة ومن دون إفلات العارضة.
  • الإنسان: المفاجأة ربما أنه ينال ميدالية الملاكمة بفضل وقوفه على قدمين واستخدام بارع لا تملكه الحيوانات كلها ليديه! وينال البشر ميدالية ذهبية في القفز بالزانة، لأنها تعتمد على يديه وعقله، وليس من حيوان لديه ذلك الأداء؛ وللسبب نفسه، يحصد البشر ميداليات رمي القرص والرمح والقوس والمطرقة والتنس وتنس الطاولة وغيرها، وكذلك الحال بالنسبة إلى التجذيف بأنواعه كافة. ولا يباريه أحد في الجمباز، سوى الأداء على العارضتين المتوازيتين. تستلزم تلك الألعاب تآزر اليد والعين والذكاء المتفوق، فينالها البشر.
  • الإنسان الاجتماعي: يحصد البشر ميداليات المسابقات التي تؤديها الفرق في الألعاب كلها، ككرة القدم، لأنها تستلزم العمل الاجتماعي المشترك بين كائنات ينسق ذكاؤها حركات جسدها ويوفر عقلها تآزرها الجماعي.

 

اقرأ في النهار Premium