النهار

ثورة في عالم البناء والبيئة: خرسانة مبتكرة بدون إسمنت
المصدر: النهار العربي
في مواجهة التحديات البيئية والتغير المناخي، أصبح من الضروري البحث عن مواد بناء مستدامة وصديقة للبيئة. الخرسانة التقليدية، رغم كونها أحد أكثر مواد البناء استخدامًا، تساهم بشكل كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب عملية إنتاج الأسمنت. من هنا، برزت الحاجة إلى تطوير بدائل للخرسانة تقلل من الأثر البيئي وتقدم أداءً متفوقًا.
ثورة في عالم البناء والبيئة: خرسانة مبتكرة بدون إسمنت
الخرسانة الخالية من الأسمنت
A+   A-
في مواجهة التحديات البيئية والتغير المناخي، أصبح من الضروري البحث عن مواد بناء مستدامة وصديقة للبيئة. الخرسانة التقليدية، رغم كونها أحد أكثر مواد البناء استخداماً، تساهم كثيراً في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بسبب عملية إنتاج الإسمنت. من هنا، برزت الحاجة إلى تطوير بدائل للخرسانة تقلل من الأثر البيئي وتقدم أداءً متفوقاً.
 
وفي عالم البناء الذي يعتمد كثيراً على الخرسانة كإحدى أبرز مواد البناء، تظهر الآن مبادرة ثورية تهدف إلى تحويل هذا القطاع نحو مستقبل أكثر استدامة. 
 
يعمل العلماء والمهندسون بلا كلل لإيجاد طرق جديدة لصنع خرسانة لا تعتمد على الإسمنت، في محاولة للتقليل من الأثر البيئي الناجم عن إنتاج الإسمنت التقليدي. وتأتي إحدى هذه المحاولات الواعدة من شركة "تقنيات سي كريت"، التي تقود الآن الطريق نحو خرسانة خالية تماماً من الإسمنت، ما يعد بتحولات جذرية في كيفية بناء المباني وتأثيرها على كوكبنا.
 
لطالما كانت الخرسانة واحدة من أكثر مواد البناء استخداماً في العالم، ويمكنك مشاهدتها في كل مكان تقريباً. ولكن في الآونة الأخيرة، انكب العلماء على البحث عن طرق لصنع خرسانة لا تعتمد على الإسمنت، وأخيراً، توصلوا إلى خيار مذهل حقاً! السبب الرئيسي وراء هذه المحاولة الجريئة هو الرغبة في تقليل الأثر البيئي السلبي الذي يسببه إنتاج الإسمنت التقليدي، إذ يعدّ إنتاج الإسمنت من أكبر المساهمين في انبعاثات الغازات الدفيئة. لذا، فإن إيجاد بديل سيساعد كثيراً في مواجهة تغير المناخ.
 
ظهر العديد من الأفكار المبتكرة لصنع خرسانة خالية من الإسمنت، ويشمل بعضها استخدام مخلفات الفولاذ والنفايات الصناعية لتطوير إضافات منخفضة ثاني أوكسيد الكربون يمكن خلطها مع مواد الحفر الأخرى لإنشاء مادة شبيهة بالخرسانة. 
 
والآن، أحدثت شركة "تقنيات سي كريت" ثورة في هذا المجال، حيث أصبحت واحدة من الأوائل في استخدام الخرسانة بدون إسمنت في مشاريع البناء التجارية. وحتى الآن، يبدو أن مشروعهم يسير بنجاح باهر، فقد تم صب أكثر من 60 طناً من الخرسانة الخالية من الإسمنت في أساسات المباني، حيث أظهرت الخرسانة الجديدة سيولة ممتازة وقوة تحميل تزيد عن 5000 رطل لكل بوصة مربعة، بحسب تقرير نشره موقع BGR.
 
إن دمج هذا النوع من الخرسانة في مشاريع البناء يمكن أن يحدث ثورة في الصناعة بالكامل، بالإضافة إلى المساهمة في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وبما أن هذه الخرسانة الجديدة تلتزم بمعايير الجودة نفسها التي يتطلبها الإسمنت التقليدي، فليس هناك أي خطر على المباني التي تستخدمها. ورغم أن القليل من الشركات الأخرى تمكنت من الوصول إلى مستوى "سي كريت" نفسه في تطوير هذه الخرسانة، إلا أننا نأمل أن نشهد المزيد من التطورات في المستقبل القريب. ولكن في الوقت الحالي، يمكننا الاطمئنان إلى أن هناك من يقود الأمور نحو مستقبل أكثر استدامة وإبداعاً.
 
يمثل إدخال الخرسانة الخالية من الإسمنت في مشاريع البناء خطوة هائلة نحو تحقيق الاستدامة البيئية وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. وبينما تقود "تقنيات سي كريت" الطريق في هذا المجال، يمكننا أن نتطلع إلى مستقبل أكثر خضرة وأماناً للبشرية. هذا الابتكار لا يعِد فقط بتحقيق فوائد بيئية هائلة، بل يفتح أيضاً الأبواب أمام فرص جديدة في صناعة البناء، ما يعزز من قدرة البشرية على مواجهة التحديات المناخية برؤية مبتكرة وتفاؤل لا حدود له.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium