النهار

أسنان تنين الكومودو والديناصورات نموذج عن درع الطبيعة القوي
المصدر: النهار العربي
تُعتبر السحلية المعروفة باسم "تنين" كومودو Comodo، الأكبر في نوعها عالمياً. وتمثل أحد الحيوانات الأكثر إثارة للإعجاب في الطبيعة.
أسنان تنين الكومودو والديناصورات نموذج عن درع الطبيعة القوي
تنين الكومودو - المصدر: ناشيونال جيوغرافيك
A+   A-
تُعتبر السحلية المعروفة باسم "تنين" كومودو Comodo، الأكبر في نوعها عالمياً. وتمثل أحد الحيوانات الأكثر إثارة للإعجاب في الطبيعة. يمتاز هذا الحيوان المفترس بقوة فكّه وأسنان حادة مغلّفة بطبقة من الحديد، ما يضفي عليها قوة وصلابة فريدة. هذا التقرير الصحفي يستعرض أهمية هذه الظاهرة، وكيف تساهم في بقاء تنين الكومودو كأحد أكثر الحيوانات المفترسة فعالية في بيئته.
 
أسنان ببنية معقّدة
 
تتكوّن أسنان تنين الكومودو من بنية معقّدة تجمع بين القساوة والمرونة. الطبقة الخارجية للأسنان مغطاة بطبقة رقيقة من الحديد، ما يمنحها اللون الداكن والقوة الاستثنائية. هذه الطبقة تجعل الأسنان أكثر مقاومة للتآكل وتساهم في الحفاظ على حدّة الأسنان لفترة أطول.
 
إن تحليل البنية الدقيقة لأسنان تنين الكومودو يكشف عن تفاصيل مذهلة حول كيفية تكوين هذه الطبقة الحديدية. تشير الدراسات إلى أن الحديد يتراكم في الأسنان عبر عملية بيولوجية فريدة. خلال نمو الأسنان، يجري امتصاص الحديد من الدم وترسيبه في الطبقة الخارجية للأسنان. هذا التكوين ليس شائعًا في معظم الكائنات الحية، ما يجعل تنين الكومودو حالة استثنائية تستحق الدراسة.
 
 
لكن الميزة المكتشفة حديثًا كانت أكثر ما يلفت النظر في تنانين كومودو  التي تحتوي أسنانها على طبقة برتقالية اللون مغطاة بالحديد على مسنناتها وأطرافها، تمنحه صلابة كافية لتمزيق لحم فريسته بسهولة. ويمكن أن يساعد هذا التكيّف في الحفاظ على حدّة أسنان تنين كومودو التي لا تحتوي إلّا على طبقة رقيقة من القشرة الخارجية الصلبة، المسماة مينا، وفي حين أنّ الطلاء الحديدي الرقيق يمكن أن يحافظ على أسنان تنانين الكومودو حادّة، إلّا أنه قد يحميها أيضًا من الأحماض الهضمية.
 
 
طلاء الحديد وأسنان كالسيوف
 
ووفقًا لمجلة "سميثونيان" Smithsonian، صرّح آرون لوبلانك، المؤلف الأول للدراسة وعالم الحفريات في "كلية كينغز كوليدج لندن"، لمراسل CNN، أنه "لو لم يكن لديها هذا الطلاء الحديدي، فأنا متأكّد من أن المينا على حواف القطع سوف تتآكل بسرعة كبيرة وسوف تتلاشى الأسنان. وهذا ليس جيدًا جدًا بالنسبة لحيوان يعتمد على وجود هذه الأسنان الحادة ذات الشفرات الحادة لتقطيع اللحم".
 
وقد أشار لوبلانك في حديث مع مراسلة "ناشيونال جيوغرافيك" إلى أن "الدراسة تفيد بأن الزواحف لا تزال تحمل الكثير من المفاجآت. إنها تقودنا إلى طريق جديد تماماً في مجال البحث".
 
تمتلك تنانين الكومودو ذيلاً طويلاً وأطرافاً قوية وألسنة صفراء متشعبة، وهي إحدى الأنواع القليلة من الزواحف التي تمتلك عضّات سامة. وتزن عادة حوالى 154 رطلاً تقريباً، على الرغم من أن أكبر تنين مسجّلاً امتد طوله لأكثر من 10 أقدام ووزنه 366 رطلاً.
 
تأكل هذه الحيوانات المفترسة الرئيسية أي نوع من أنواع اللحوم، وتستخدم أسنانها المسننة والمنحنية وذات الشكل النصل لتمزيق لحم الحيوانات. وعلى الرغم من أهمية أسنان تنانين الكومودو، وكذلك أسنان الديناصورات، إلّا أنها لم تُطوِّر سوى طبقة رقيقة من المينا. كانت أضخم الديناصورات المفترسة تمتلك ما بين 10 إلى 20% فقط من سُمك مينا الأسنان البشرية.
 
ويشتبه العلماء أيضًا في أن أسنان تنانين الكومودو والديناصورات تمتلك ميزة أخرى تجعلها متخصصة في تمزيق الأنسجة. ففي نهاية المطاف، طورت حيوانات كثيرة أسنانًا من هذا النوع، وكذلك تستطيع أسنان تنين كومودو الصمود حتى مع استخدامها بكثرة أثناء الأكل.
 
تُظهر أسنان تنين الكومودو والديناصورات مدى تنوع الطبيعة وقدراتها في تكييف الكائنات الحية للبقاء على قيد الحياة والتفوق في بيئاتها. ويُعزّز هذا الفهم من تقديرنا للعوامل البيولوجية التي تلعب دورًا حيويًا في تطور الكائنات الحية. وكذلك فإنه يحفز على إجراء مزيد من الأبحاث لاكتشاف المزيد عن هذه الخصائص الفريدة.
 
ومن خلال دراسة هذه الأسنان المدهشة، يمكننا التعلّم من الطبيعة، بهدف تحسين تقنياتنا وموادنا الصناعية، مستلهمين من قوة وصلابة هذه الكائنات العملاقة.

اقرأ في النهار Premium