في ظلّ الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة، يشهد وادي السيليكون انقسامًا حادًا. الرؤى والمواقف تتباين بين القادة والمستثمرين، بعضهم يتجه نحو الحزب الجمهوري، بينما يتجه البعض الآخر نحو الحزب الديموقراطي. وفي هذا السياق، يبرز اسم مايكل موريتز، الشخصية البارزة في "سيكويا كابيتال" Sequoia Capita ، الذي يعتبر أن الدعم لترامب في وادي السيليكون هو "خطأ جسيم".
في حين أن بعض المستثمرين والقادة في وادي السيليكون يتجهون نحو الحزب الجمهوري، على أمل أن يكون البيت الأبيض أكثر ترحيباً بالتكنولوجيا، يرى موريتز أن هذا الاتجاه لا يُمثّل الغالبية في وادي السيليكون.
في مقال له في "فاينانشال تايمز"، الذي تمّ نشره أيضاً على "لينكد إن"، كتب موريتز: "لحسن الحظ، ترامب لن يكون الفائز في وادي السيليكون. على الرغم من التغريدات والبودكاستات المثيرة للجدل من قبل عدد قليل من الأثرياء، والضجة التي أثاروها، فإن القليل فقط قد انضمّ إلى صفوفهم".
موريتز، الذي اشتهر برهاناته الكبيرة على شركات مثل "غوغل" و"باي بال"، لم يدعم صراحة المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس. ومع ذلك، تعارض تصريحاته مع تصريحات البعض الآخر في "سيكويا كابيتال"، الذين أعلنوا دعمهم للمرشح الجمهوري دونالد ترامب. ويشمل ذلك شريكه السابق في الشركة، دوج ليون، وشريك آخر، شون ماجواير.
ومن بين مؤيدي ترامب الآخرين في عالم رأس المال الاستثماري المؤسسون البارزون لشركة a16z مارك أندريسن وبن هورويتز، وبيتر ثيل من Founders Fund، ومُضيفو بودكاست All-In وغيرهم من رجال الأعمال.
مثلما تشهد الولايات المتحدة الأميركية انقسامات، هناك انقسام واضح في وادي السيليكون حول الدعم في الانتخابات الرئاسية المقبلة. في مقاله، انتقد موريتز بشدة أولئك الذين يدعمون ترامب في وادي السيليكون. وصفهم بأنهم "يقعون في نفس الفخ الذي يقع فيه الأشخاص الأقوياء الذين يدعمون الطغاة". "أظن أنهم مغرمون بالفكرة أنهم بفضل ثرواتهم، سيتمكنون من التحكّم في ترامب".
ولكنه حذّر من أن ترامب ليس جديرًا بالثقة ، فأنصار ترامب "يخدعون أنفسهم بأنه لن يفعل ما يقوله أو يعد به. لم يكن هذا هو أسلوب عمل المستبدين على مرّ القرون".
كما أيّد قادة الشركات الناشئة البارزون تذكرة ترامب-فانس. في الأسبوع الماضي، استضاف الرئيس التنفيذي لشركة BitGo حدثًا لجمع التبرعات. وذكرت بلومبرغ أن بالمر لاكي، الذي أسّس Oculus VR وAnduril، استضاف حملة لجمع التبرعات لصالح ترامب. كما تعّهد إيلون ماسك بتمويل لجنة عمل سياسي مؤيّدة لترامب، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
ردًا على ذلك، اتّحدت شركات رأس المال الاستثماري ذات الميول الزرقاء لمواجهة قادة التكنولوجيا اليمينيين الصريحين. VCsForKamala، وهو تحالف يضمّ أكثر من 100 مستثمر في وادي السيليكون، تعهّد بدعم هاريس. وقد جمعت هاريس 310 ملايين دولار في تموز (يوليو) وحده، وهو أكثر من ضعف المبلغ الذي جمعه ترامب في الشهر نفسه، والذي بلغ 137 مليون دولار.
موريتز أشار في تعليقاته إلى أن الرئيس السابق ترامب، على مرّ الزمن، لم يكن لديه أداء قوي بين الناخبين المتواجدين في وادي السيليكون. بما أن تأييد ترامب في هذه المنطقة التكنولوجية الرئيسية كان ضعيفًا تاريخيًا.