مع اقتراب الانتخابات الأميركية، تواجه منصّة "إكس" المملوكة للملياردير إيلون ماسك موجة من الانتقادات بسبب طريقة إدارتها لبعض الحسابات النشطة على منصتها.
سُلّط الضوء على سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الشركة، والتي بدت وكأنها تستهدف حسابات تدعم نائبة الرئيس كامالا هاريس، ما أثار الشكوك حول الحيادية السياسية للمنصة.
في الأسابيع الأخيرة، تمّ تصنيف عدد من الحسابات الداعمة لهاريس، والتي تضمنت حساب "الرجال البيض من أجل هاريس"، كمحتوى غير مرغوب فيه أو تمّ تقييدها. هذه الأحداث المُتكرّرة أدّت إلى زيادة القلق بين أعضاء الحزب الديموقراطي، الذين يخشون من أن تكون المنصة تفضّل الرئيس السابق دونالد ترامب، المدعوم من قبل إيلون ماسك.
التساؤلات تتزايد حول ما إذا كانت هذه الإجراءات نتيجة لسياسة رقابة مُتعمّدة من قِبل إدارة ماسك، أو أن الشركة، التي شهدت تقليصًا كبيرًا في عدد الموظفين بعد استحواذه عليها في عام 2022، أصبحت غير قادرة على التعامل مع الزيادة الحادة في الخطاب السياسي، خصوصًا في ظلّ تحضيرات الانتخابات المقرّرة في 5 تشرين الثاني (نوفمبر).
"إنه أمر غريب"، هكذا عبّر روس موراليس روكيتو، أحد منظّمي مجموعة White Dudes for Harris، وهي مجموعة مؤيّدة لهاريس، والتي تأثر حسابها مرّتين خلال أسبوع. "من الواضح أننا سياسيون، لذا فإن الأمر لا يزال يبدو وكأنه تكرار آخر لـ"تويتر" ماسك الذي يؤثر على الخطاب السياسي للناس عندما لا يتماشى معه".
خلال الشهر الجاري، شهد نجاح حملة White Dudes for Harris في جذب أكثر من 200,000 مشارك في فعالية تبرّعات على الإنترنت، حيث تمّ جمع مبلغ يزيد عن 4 ملايين دولار. لكن سرعان ما تمّ إيقاف حساب "إكس" التابع للمجموعة بعد الحملة، وأُعيد تفعيله بعد ساعات. وقد تلقّت المجموعة إخطارًا من "إكس" يوم الثلاثاء يفيد بأنه قد يتمّ تقييد وصولهم للمنصة بسبب احتمالية احتواء صفحتهم على محتوى مزعج أو محاولات للتلاعب بالمنصة، وذلك وفقًا لصورة من الشاشة نشرها المنظمون.
وفي تطور آخر، تمّ تعليق حساب Progressives for Harris بشكل موقت، وتمّ وصفه بأنه "سبام"، وذلك بعد إعلان المجموعة عن تنظيمها لتجّمع إلكتروني قادم سيشهد مشاركة شخصيات سياسية معروفة مثل السيناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت.
في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2022، قام إيلون ماسك بالإستحواذ على "تويتر"، ومن ثم شرع في إجراء تغييرات شاملة وعميقة على الشركة. لقد تمّ فصل عدد كبير من الموظفين، وتمّ تعديل السياسات الداخلية. كما أنه أزال العديد من أعضاء فريق الأمان والثقة، وخفّض مستوى القيود المتعلقة بخطاب الكراهية، وقام بإعادة تفعيل حسابات تمّ تعليقها في السابق، بالإضافة إلى إلغاء الحظر المفروض على إعلانات الحملات السياسية.
في بعض الأحيان، انخرط الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، وغيره من الرؤساء التنفيذيين ومؤسسي وسائل التواصل الاجتماعي، في قضايا سياسية، من خلال التبرعات أو التصريحات العرضية. وباستثناء موقع التواصل الاجتماعي Truth Social التابع لترامب، لم يكن أي منهم صريحًا أو حزبيًا مثل ماسك، الذي استقطب بشكل متزايد جمهورًا من اليمين على منصته.
قبل استحواذ ماسك على "تويتر"، كان الجمهوريون يتهمون الشركة غالبًا بفرض الرقابة على وجهات النظر المحافظة، بهدف مساعدة المرشحين الديموقراطيين. لكن تأييد مالكها الجديد لترامب شخصيًا ــ إلى جانب القيود الأخيرة التي واجهتها الحسابات المؤيّدة لهاريس ــ قلب هذا النمط رأسًا على عقب.
في الشهر الماضي، دعا النائب جيري نادلر (ديموقراطي من نيويورك) رئيس لجنة القضاء في مجلس النواب جيم جوردان (جمهوري من أوهايو) للتحقيق في التقارير التي تفيد بأن بعض المستخدمين قد تمّ حظرهم موقتًا من متابعة حساب حملة هاريس في 21 تموز (يوليو). في بيان إعلامي حول الرسالة إلى NBC News، كتب نادلر أنه على عكس "نظريات المؤامرة التي لا تُعدّ ولا تُحصى للرقابة السياسية التي طاردها الجمهوريون على مدار العام الماضي"، فإن هذه الحلقة "تبدو وكأنها مثال حقيقي للرقابة على الإنترنت". لم يردّ المتحدثون باسم جوردان على طلب التعليق.
كما واجه حساب Progressives for Harris على منصة "إكس"، تعليقًا موقتًا بعد فترة وجيزة من إعلانه عن حدث قادم سيشهد مشاركة السيناتور بيرني ساندرز، بالإضافة إلى السيناتور إليزابيث وارن من ماساتشوستس، والنائب رو خانا من كاليفورنيا، والنائب جيمي راسكين من ماريلاند. بعد نحو ساعتين من التعليق، تمّ استعادة الحساب، الذي شهد ارتفاعًا حادًا في عدد المتابعين نتيجة للإعلان عن التعليق. وفقًا لرسالة بريد إلكتروني من "إكس" تلقتها المجموعة وشاركتها مع صحيفة The Post، فإن التعليق كان نتيجة خطأ غير مقصود.