تشهد سنغافورة تدفقاً متزايداً للعلامات التجارية الصينية للسيارات الكهربائية، وذلك بفضل الدعم الحكومي القوي لتبنّي هذه السيارات من خلال حوافز ومحطات شحن جديدة.
أطلقت العلامة الفاخرة للسيارات الكهربائية "زيكر"، المملوكة لشركة "جيلي"، الأسبوع الماضي سيارتها الرياضية الكهربائية "زيكر إكس" في الدولة، بسعر يبدأ من 199,999 دولاراً سنغافورياً (150,604 دولارات).
وقبل ذلك الأسبوع مباشرة، أعلنت شركة "إكس بينغ موتورز" دخولها سوق سنغافورة من خلال معرض موقت، حيث أتاحت للزوار فرصة تجربة قيادة السيارة الرياضية الكهربائية "إكس بينغ جي 6" التي يبدأ سعرها من 209,999 دولاراً سنغافورياً للنسخة القياسية و224,999 دولاراً للنسخة ذات المدى الأطول.
وقال مارس تشين، نائب رئيس شركة "زيكر"، بعد إطلاق العلامة التجارية في سنغافورة الأسبوع الماضي: "مع استمرار تقدّم سنغافورة في انتقالها نحو السيارات الكهربائية، نعتقد أن هناك رغبة في سيارات كهربائية تتجاوز كونها مجرد وسيلة نقل، بل تقدّم تجربة قيادة فاخرة مع وسائل راحة ترفع مستوى الحياة الحضرية".
وأضاف تشين: "نحن متفائلون بأن إطلاقنا سيساهم في توسيع حضورنا في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا وخارجها".
خيارٌ رائج
السيارات الكهربائية الصينية ليست جديدة على سنغافورة، حيث يتواجد أكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم، شركة "بي واي دي"، التي تفوقت على "تسلا"، في الدولة منذ عام 2014.
وأسطول "بي واي دي" المكون من 30 سيارة أجرة كهربائية بدأ العمل في شوارع سنغافورة في كانون الاول (ديسمبر) 2014، وأطلقت الشركة لاحقاً مجموعة من السيارات الكهربائية من الشاحنات والحافلات إلى سيارات الركاب مثل "e6" و"سيل"، كما قدّمت شركات صينية أخرى مثل "GAC Aion" و"Chery" طرازات سيارات كهربائية في سنغافورة.
وقال جاريك سيت، المحلل لدى "ماي بانك سيكيوريتيز"، لـ"سي إن بي سي": "أعتقد أنهم يحاولون التوسع عالمياً، وسنغافورة واحدة من الدول التي يتطلّعون إليها. كما أن سنغافورة متطورة للغاية، حيث إن المشهد الحضري يجعلها مثالية للسيارات الكهربائية".
وأضاف سيت: "بالإضافة إلى الدفع الحكومي نحو السيارات الكهربائية، فإن التوسع في سنغافورة مثالي للاعبين في مجال السيارات الكهربائية على الرغم من صغر حجم السوق".
تسعى سنغافورة إلى التخلّص التدريجي من السيارات والتاكسيات التي تعمل بالديزل بدءاً من عام 2025، والسيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2030، كجزء من دفع الحكومة لجعل جميع المركبات تعمل بالطاقة النظيفة بحلول عام 2040.
وخلال النصف الأول من هذا العام، كانت سيارة كهربائية واحدة من كل ثلاث سيارات جديدة مباعة في سنغافورة - أي ما يقرب من ضعف رقم عام 2023 البالغ حوالى 18%، وفقاً لوزارة النقل.
وزاد اعتماد السيارات الكهربائية بشكل كبير، حيث ساعدت الحوافز ومخطط الانبعاثات في خفض التكاليف الأولية لامتلاك سيارة كهربائية بنسبة تصل إلى 40,000 دولار سنغافوري في عام 2024، وفقاً لما ذكره وزير النقل تشي هونغ تات في تموز.
لطالما كان توافر البنية التحتية للشحن تحدّياً، لكن تشي قال إن التركيب "على المسار الصحيح" لدعم عدد أكبر من السيارات الكهربائية، مع هدف الوصول إلى 60,000 نقطة شحن بحلول عام 2030. تمّ تركيب أكثر من 7100 نقطة شحن للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء البلاد حتى الآن.
سياسات سنغافورة
للحفاظ على زخم اعتماد السيارات الكهربائية، مدّدت سنغافورة في أيلول (سبتمبر) نظام حوافز اعتماد السيارات الكهربائية المبكر لمدة عامين حتى عام 2025.
وبموجب البرنامج، ستحصل السيارات والتاكسيات الكهربائية المسجّلة حديثاً على خصم بنسبة 45% من رسوم التسجيل الإضافية - وهي ضريبة تُفرض عند تسجيل السيارة - بحدّ أقصى 15,000 دولار سنغافوري.
بالإضافة إلى ذلك، سيتأهّل الأشخاص الذين يسجّلون سيارة أو تاكسي بانبعاثات نظيفة للحصول على خصم انبعاثات سيتمّ استخدامه لتعويض رسوم التسجيل الإضافية للسيارة أو التاكسي.
وقالت "بي إم آي"، وهي شركة تابعة لـ"فيتش سوليوشنز"، إن الدعم الممدد للسيارات الكهربائية والتجميع المحلي لسيارات "هيونداي أيونيك" الكهربائية سيعزز قطاع سيارات الركاب الكهربائية في سنغافورة خلال عام 2024.
وقال محللو "بي إم آي" في تقرير صادر في حزيران: "نلاحظ أن البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في الدولة المدينة ستحتاج إلى التوسع بسرعة على المدى المتوسط لدعم استمرار اعتماد السيارات الكهربائية".
وأضاف المحللون: "مع ذلك، نلاحظ أن وسائل النقل العام والحلول الدقيقة، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة ملكية السيارة في سنغافورة، ستعمل جميعها على الحدّ من الحجم المحتمل للسوق".
وتتوقع "بي إم آي" زيادة مبيعات سيارات الركاب الكهربائية في سنغافورة بنسبة 73.7% على أساس سنوي في عام 2024، مع زيادة مبيعات السيارات الكهربائية الهجينة الشاحنة بنسبة 53.4% ومبيعات السيارات الكهربائية.