من اكتشافات غيّرت مفهومنا للكون إلى اختراعات سهّلت حياتنا اليومية... كانت إسهامات العلماء القوة الدافعة وراء الكثير من التقدّم الذي نتمتع به اليوم.
في هذا التقرير، نلقي الضوء على بعض الشخصيات العلمية الفذة الذين أثّروا بشكل عميق في مجالاتهم، وتركوا بصمات لا تُمحّى في سجلات التاريخ، ما جعلهم ليسوا فقط علماء في مختبراتهم، بل روادًا حقيقيين قادوا البشرية نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
ماري كوري
وُلدت ماري كوري في وارسو ببولندا في عام 1867، وكانت عالمة رائدة في الفيزياء والكيمياء. اكتشفت العنصرين المشعّين البولونيوم (وهو أحد تنويعات اليورانيوم) والراديوم. وأكسبتها أبحاثها عن النشاط الإشعاعي جائزتي نوبل، واحدة في الفيزياء (1903) وأخرى في الكيمياء (1911).
مهّدت كوري الطريق أمام ابتكار أجهزة الأشعة السينية وعلاج السرطان. على الرغم من التحدّيات الكبيرة التي واجهتها بصفتها امرأة في مجال العلوم، إلّا أن مثابرتها وبحوثها الرائدة تركت إرثًا دائمًا، وألهمت أجيالًا من العلماء.
ستيفن هوكينغ
قدّم ستيفن هوكينغ، المولود في عام 1942 في أكسفورد بإنكلترا، إسهامات كبيرة في الفيزياء النظرية وعلم الكونيات. أثّرت أعماله حول الثقوب السوداء وطبيعة الكون، في فهمنا للمكان والزمان، بشكل عميق.
في عام 1974، أورد هوكينغ إن الثقوب السوداء تنبعث منها إشعاعات، تُعرف الآن باسم "إشعاع هوكينغ"، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تبخّرها.
أما كتابه "تاريخ موجز للزمن" الذي نُشر في عام 1988، فقد نقل المفاهيم العلمية المعقّدة إلى جمهور أوسع. وعلى الرغم من تشخيص إصابته بمرض التصلّب الجانبي الضموري (ALS)، استمر هوكينغ في العمل وإلهام الملايين حتى وفاته في عام 2018.
ألبرت أينشتاين
أحدث ألبرت أينشتاين، المولود في مدينة أولم بألمانيا في عام 1879، ثورة في الفيزياء بنظريته في النسبية. وصفت معادلته الشهيرة (E = mc^2) العلاقة بين الكتلة والطاقة، وقدّمت فهماً علمياً وفلسفياً جديداً عن ذلك الأمر.
في عام 1905، وأثناء عمله في مكتب براءات الاختراع السويسري، نشر أربعة أبحاث رائدة، بما في ذلك عمله على التأثير الكهروضوئي الذي يُستفاد منه في البث التلفزيوني، ما أكسبه جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1921. غيّرت نظريات أينشتاين فهمنا للمكان والزمان والجاذبية، وأرست الأساس للفيزياء والفلك الحديثين. ولا تزال مساهماته تؤثر في البحث العلمي والتقدّم التقني.
تشارلز داروين
اشتهر تشارلز داروين، المولود في عام 1809 في شروزبري بإنكلترا، بنظريته عن التطور بالانتقاء الطبيعي. وقد قدّم عمله الأساسي "عن أصل الأنواع" الذي نُشر في عام 1859 دليلاً على التطور التدريجي للأنواع مع مرور الزمن.
كانت ملاحظات داروين خلال رحلته على متن السفينة HMS Beagle، لا سيما في جزر غالاباغوس، حاسمة في نظريته. تحدَّت أفكاره الآراء السائدة في ذلك الوقت، وأرست الأساس لعلم الأحياء التطوري الحديث. وكان لعمل داروين تأثير عميق في فهمنا للحياة على الأرض.
نيكولا تيسلا
ولد تيسلا في عام 1856 في سميليان بكرواتيا، وكان مخترعاً ومهندساً كهربائياً أحدثت أعماله ثورة في مجال الكهرومغناطيسية. تشمل اختراعاته النظام الكهربائي للتيار المتردّد (AC)، الذي أصبح معياراً لنقل الطاقة. كما طور أيضاً ملف "تيسلا" المستخدم في تقنية الراديو والاتصالات اللاسلكية.
روزاليند فرانكلين
وُلدت روزاليند فرانكلين في عام 1920 في لندن بإنكلترا. وكانت عالمة في الكيمياء. وأدّى عملها دوراً حاسماً في اكتشاف تركيب الحمض النووي الوراثي وأن شكله يشبه "السلم اللولبي المزدوج"، وهو التعبير الذي بات معتمداً ومنتشراً لوصف التركيبة الوراثية. قدّمت صور الأشعة السينية للحمض النووي التي التقطتها في أوائل الخمسينات من القرن الماضي، دليلاً حاسمًا على تلك الصورة لتركيبة الحمض النووي التي اقترحها واتسون وكريك.
وعلى الرغم من عدم حصولها على التقدير الذي تستحقه في حياتها، فقد جرى الاعتراف بمساهماتها بعد وفاتها. وكان لعملها تأثير عميق في مجال علم الوراثة، حيث طورت فهمنا للأساس الجزيئي للحياة، ومهّدت الطريق أمام عدد ضخم من الإنجازات العلمية.