تظهر لقطات على "تيك توك" تجسد لحظات متناقضة، حيث يُرى شخص يرفع طفلين بحنان، وفي مشهد مناقض، يُمارس رياضة الملاكمة باستخدام كيس قديم. الصورة الظاهرة توحي بالبساطة والأمان، لكن الصوت المرافق يكشف عن بُعد آخر. يُسمع خطاب باللغة العربية يتردّد على نغمات نشيد موسيقي.
تعتبر الأناشيد جزءاً من الفنون الثقافية المحببة لدى المسلمين، وهي بطبيعتها خالية من الانتماءات الأيديولوجية. لكن النشيد المستخدم في هذا الفيديو ينطوي على دلالات معينة، إذ أُلف ليعبر عن التأييد لـ"داعش". يُسهل "تيك توك" عملية البحث والوصول إلى المحتوى المماثل، حيث يمكن للأغنية أن تعمل كوسم صوتي يُظهر جميع الفيديوهات التي تستعمل النشيد ذاته.
تم ربط 439 مقطع فيديو على "تيك توك" من خلال الاستخدام المشترك لهذا الصوت. تتضمن العديد من المنشورات صوراً لشخصيات سيئة السمعة من تنظيم"داعش"، بما في ذلك الجلاد محمد إموازي، المعروف في وسائل الإعلام الغربية باسم الجهادي جون.
بعضها يعرض مشاهد من مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وبعضها الآخر يتضمن رسائل تم التقاطها من منفذ الإعلام الرسمي للتنظيم.
في أحدها، يظهر شخص ملثم يوجه مسدساً إلى سجين يرتدي الزي البرتقالي، الذي يرتديه ضحايا التنظيم في مقاطع فيديو الإعدام التي نشرها التنظيم في وقت سابق.
في الواقع، يتمكن مستخدمو "تيك توك" من توجيه المستخدمين إلى محتوى مماثل مع تجنب استخدام الأساليب القائمة على النص مثل التعليقات التوضيحية والوسوم التي يمكن مراقبتها بسهولة أكبر من قبل المشرفين.
كما تُظهر المنصة تداول بعض الأناشيد التي تُعد بمثابة مواد ترويجية لتنظيم "داعش"، والتي تُستخدم كأدوات فعّالة لجذب الأفراد وتبني الأيديولوجيات الداعشية.
تواجه منصات التواصل الاجتماعي تحدياً كبيراً في محاولة فرض الرقابة على المحتوى الذي يروّج للأفكار المتطرفة. وقد وُصف هذا التحدي بأنه "معركة شاقة"، نظراً لقدرة الجماعات المتطرفة على التكيّف بسرعة مع أساليب الرقابة المختلفة. إنهم يستخدمون تقنيات متقدمة ويطورون استراتيجيات جديدة لنشر رسائلهم، ما يجعل من الصعب على الشبكات مثل "تيك توك" التصدي لهذه المحتويات بفعالية.
وفي السياق ونقلاً عن سكاي نيوز البريطانية، قال متحدث باسم "تيك توك": "نحن نقف بحزم ضد التطرف العنيف وحظرنا جميع الحسابات والمحتوى الذي تم الإبلاغ عنه لنا. ندرب فرق السلامة لدينا بانتظام لاكتشاف الاتجاهات المتطرفة المتطورة وإزالة 98% من المحتوى الذي وجد أنه ينتهك القواعد المتعلقة بالترويج للإرهاب قبل الإبلاغ عنه".