تزداد منصّات البثّ شبهاً بالتلفزيون التقليديّ يومًا بعد يوم. وفي المقابل، تتّجه القنوات التلفزيونيّة نحو التحوّل إلى "منصّات" بتقديم برامجها بأسلوب يتماشى مع العصر الرقميّ.
أظهرت "نتفليكس" Netflix بشكل جليّ الاتجاه المذكور. ففي شهر تموز (يوليو)، كان لدى الشركة ما يزيد عن 277 مليون مشترك عبر العالم، وقد بدأت بتقديم برامج تحتوي على إعلانات منذ عام 2022. هذا التغيير، الذي بدا غير متوقّع للكثيرين، أثار شكوك العديد من المراقبين.
فرنسا نموذجاً
لماذا ندفع مقابل مشاهدة البرامج المقطعة بواسطة الإعلانات التجارية؟ ومع ذلك، فإن هذه الصيغة الرخيصة (5.99 يورو شهريًا مقابل 13.49 يورو من دون إعلانات في السوق الفرنسية) تكتسب المزيد من المتابعين كلّ يوم.
توضح المجموعة: "يتم إجراء خمسة وأربعين في المئة من التسجيلات الجديدة في جميع أنحاء العالم من خلال هذه الطريقة، ويختار 55% منهم الخيار الخالي من الإعلانات". وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2022، اجتذب هذا العرض بالفعل 23 مليون مشترك، وبلغ 40 مليونًا في بداية تموز (يوليو)، بمن في ذلك 750 ألف مشترك في فرنسا".
إذا كان النظام الأساسي متاحًا في 200 دولة، فإن الاشتراك مع الإعلانات يتعلّق فقط باثنتي عشرة دولة: ألمانيا وأوستراليا والبرازيل وكندا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والمكسيك والمملكة المتحدة.
انقطاعات تصل إلى دقيقة واحدة
يمكن مقاطعة البرامج عدة مرات لمدة عشر أو خمس عشرة إلى ثلاثين ثانية، وأحيانًا حتى ستين ثانية (دقيقة واحدة). لا شك في أنه من باب الشفقة الخالصة على المشاهدين، الذين يشاهدون المسلسل بشكل مستمرّ، يتمّ إعفاؤهم من الإعلانات خلال الحلقة الرابعة. في المقرّ الرئيسي لشركة "نتفليكس" في باريس، تم النصّ على أنه "يمكن تنفيذ استهداف المعلنين بدقة شديدة، وفقًا لمجموعة كاملة من المعايير: حسب المدينة، حسب النوع (فيلم، مسلسل، دراما، إلخ)، حسب تصنيف الجمهور (في الاختيار، بالنسبة إلى) على سبيل المثال: العشرة الأوائل فقط، حسب الفئة الديموغرافية، حسب الجدول الزمني...". يتمّ أيضًا تقديم حزم رعاية جديدة للمعلنين.
في بعض البلدان، يتم أيضًا تسويق الإعلانات التي تحتوي على رموز QR، وكذلك مواضع المنتجات، حسبما تحدّد وكالة الإعلام Adring. علاوة على ذلك، تشير دراسة حديثة، أجرتها شركة "كانتار" Kantar، إلى أنه -مقارنة بالسوق الفرنسية- "يُظهر المستخدمون في الأسواق الناشئة قدرًا أكبر من التسامح مع الانقطاعات في مقابل انخفاض تكاليف الاشتراك".
ستنتهي الشراكة المبرمة مع "مايكروسوفت" لتسويق الإعلانات في منتصف عام 2025 في فرنسا، بعد أن أنشأت "نتفليكس" فريقها الخاص في باريس، المكون من نحو عشرة موظفين، لتوّلي المسؤولية.
ولا تنوي المنصة التحول بشكل دائم إلى قناة تلفزيونية. وأجريت اختبارات لتقديم برامج البث المباشر، والتي تسمى "مباشر"، على الأراضي الفرنسية، بالتزامن مع العرض الحالي. ولم يحققوا النجاح المتوقع.
توضح "نتفليكس": "يفضّل المشتركون اختيار (برنامجهم) حتى لو كان نصف الأشخاص لا يعرفون ما يريدون مشاهدته عند تشغيل التلفزيون، فإنهم يفضّلون التجوال واستكشاف العرض".