النهار

هل ابتعد شبح "يوم قيامة" الموز؟
المصدر: النهار، مواقع علمية
وتكاد "القيامة الآن" تقترب من أن تشكِّل عنواناً لكارثة الموز في العالم، بعد لاح الفناء في مساره تحت وظأة الانتشار السريع لفطر "فوساريوم" Fusarium المُهلِك. ولكن، لعل ذلك الفصل المأساوي تأخر إثر اختراق علمي قد ينقذ موز العالم من ذلك الفطر الذي قد يمحو تلك الفاكهة من وجه الأرض.
هل ابتعد شبح "يوم قيامة" الموز؟
التنوع قد ينقذ الموز من كارثة الفناء بفطر فوساريوم (غيتي)
A+   A-

"القيامة الآن" Apocalypse Now؟ الأرجح أن ذاكرة السينما تحفظ هذا العنوان جيداً عن الفيلم الذي أنجزه المخرج فرانسيس فورد كوبولا في العام 1979 عن حرب فيتنام ومآسيها. وتكاد "القيامة الآن" تقترب من أن تشكِّل عنواناً لكارثة الموز في العالم، بعد أن لاح الفناء في مساره تحت وطأة الانتشار السريع لفطر "فوساريوم" Fusarium المُهلِك. ولكن الفصل المأساوي قد يكون تأخّر إثر اختراق علميّ قد ينقذ موز العالم من ذلك الفطر الذي قد يمحو تلك الفاكهة من فوق وجه الأرض.

ضربة الخمسينيات

بحسب موقع "لايف ساينس"، استطاع فطر "فوساريوم" حتى الآن إفناء أنواع كثيرة من عائلة الموز، وزعزع إمداداتها العالمية منذ خمسينيات القرن العشرين.

وفي دراسة جديدة، وجد بحَّاثة أن السلالة الحالية من ذلك الفطر القاتل لا تنتمي إلى السلالة التي ما فتئت تفتك بالموز منذ القرن الماضي. كذلك هم يعتقدون بأنهم توصلوا إلى طريقة للجم انتشاره.

وفي بحث نُشِر في "نيتشر مايكروبيولوجي" المتخصصة في علوم الجراثيم، أعلن ناطق بلسان "جامعة ماساشوستس آمهرست" أن "القيامة الآن" قد تأخرت بالنسبة إلى الموز، بعد أن اقترب من حافة هاويتها.

ووفق لي- يون ما (بروفيسور كيمياء حيوية وبيولوجية جينيّة في تلك "جامعة ماساشوستس آمهرست")، فإننا لا نأكل الموز نفسه الذي استهلكه أجدادنا الأقربين. ويضيف أن النوع القديم من الموز انتمى إلى عائلة "غروس ميشِل"، لكنه اندثر تحت الضربات المتوالية لفطر "فوساريوم" منذ خمسينيات القرن العشرين. وحاضراً، ينتمي معظم الموز الذي نأكله إلى عائلة "كافنديش" المتحدرة من نوع "موسا آكوميناتا" Musa accuminata. وبالتالي، فإنه يحمل مناعة جزئية حيال "فوساريوم". وفي المقابل، لقد ضُرِب الموز الجديد بنوع جديد من فطر "فوساريوم" منذ تسعينيات القرن العشرين.

النجاة رهن التنوع والتعددية

بحسب البحاثة أنفسهم، يحتوي النوع الجديد من "فوساريوم" تركيبة جينية تُنتِج غاز أكسيد النتريك، وتستخدمه في مهاجمة الموز. وحينما أزال البحاثة تلك الجينات، لم يُحدث ذلك النوع الجديد من الفطر إلا تأثيراً ضئيلاً على الموز.

في ملمح آخر، لاحظ لي- يون أن الاعتماد عالمياً على نوع واحد من الموز، وتكرار زراعته في كل سنة، يؤدي إلى إضعاف مناعة الموز حيال النوع الجديد من فطر "فوساريوم".

وشدد لي- يون على أن النجاة الفعلية للموز تكمن في التنوُّع والتعددية والخروج من إسار سيطرة النوع الواحد على الموز كله.   

اقرأ في النهار Premium