النهار

هل انتهى عصر "بوينغ" في الفضاء؟
المصدر: النهار العربي
قبل عشر سنوات، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، أن شركة "بوينغ" حصلت على 4.2 مليارات دولار لتطوير مركبة الفضاء "ستارلاينر" Starliner لنقل رواد الفضاء بين الأرض ومحطة الفضاء الدولية، فيما حصلت شركة "سبيس إكس" على 2.6 مليار دولار لنفس الغرض.
هل انتهى عصر "بوينغ" في الفضاء؟
تحدّيات "بوينغ" في الفضاء
A+   A-

قبل عشر سنوات، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، أن شركة "بوينغ" حصلت على 4.2 مليارات دولار لتطوير مركبة الفضاء "ستارلاينر"  Starliner  لنقل رواد الفضاء بين الأرض ومحطة الفضاء الدولية، فيما حصلت شركة "سبيس إكس" على 2.6 مليار دولار لنفس الغرض.


الآن، يواجه برنامج "ستارلاينر" تحدّيات كبيرة، بعد أن قرّرت "ناسا" إعادة رواد الفضاء في تلك المحطة إلى الأرض، بالاعتماد على مركبة تصنعها "سبيس إكس"، وليس "ستارلاينر" بسبب مشاكل تقنية في الأخيرة. وستتقاعد تلك المحطة في 2030، ما يوحي بحدوث تقلّص في دور "بوينغ" في مهمّاتها.

فشل محركات "بوينغ"

 أوضحت "بوينغ" أنها تتحمّل تكاليف إصلاح مشاكل المحرّكات وتسرّب الهيليوم في مركبة "ستارلاينر"، إضافة إلى 1.6 مليار دولار ترتبت على التأخيرات والمشاكل في تلك المركبة.  

وفي وقت سابق، تقرّر أن تطلق "بوينغ" أولى رحلاتها التشغيلية في آب (أغسطس) 2025، لكن الموعد قد يتأجّل إلى 2026، بتأثير من قرار "ناسا" الأخير.

 

وتذكيراً، في 6 حزيران (يونيو)، أوصلت "ستارلاينر" رائدي فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، لكن خمسة من محركات التحكّم فشلت بسبب ارتفاع الحرارة. وبالتالي، قرّرت "ناسا" إبقاء الرائدين 8 أشهر، وليس 8 أيام بحسب الخطة الأصلية، في المحطة كي يعودا في مركبة "سبيس إكس".

 

اختلافات في تقييم المخاطر 

 ويُذكر أن "بوينغ" اعتبرت "ستارلاينز" آمنة لإعادة الركاب، لكن "ناسا" لم توافق على ذلك التقييم، مشيرة إلى أن الاختلاف ليس مسألة ثقة بل يتعلق بالخبرة الفنية وتقييم المخاطر.

وفي سياق متصل، يرى البعض أن تاريخ "ناسا" مع حوادث مكوكي الفضاء "كولومبيا" و"تشالنجر" اللذين تحطّما في الفضاء وقضى من فيهما، جعلها أكثر حرصًا على السلامة.

في المقابل، تواجه "ناسا" و"بوينغ" الآن تساؤلات حول كيفية وصول برنامج "ستارلاينر" إلى هذه النقطة. إذ وافقت "ناسا" على مهمّة "ستارلاينز" في إيصال الرواد إلى محطة الفضاء رغم معرفتها بمشكلة تسرّب الهيليوم.

 
وفي اختبار الطيران السابق، عانت "ستارلاينر" من مشاكل في المحركات، وحاول المهندسون إصلاحها بتعديل برمجتها، من دون جدوى. واكتشف المهندسون أن الختم المصنوع من "التفلون" يمكن أن يتشوّه عند ارتفاع الحرارة، ما يعوق تدفق الوقود. وبالتالي، خلصت "ناسا" إلى وجود احتمال لتكرار المشكلة عند عودة "ستارلاينر" إلى الأرض.

 

ووفق مسؤولين في "ناسا"، كان من المستطاع استكشاف هذه المشكلة بشكل أفضل بعد اختبار ثانٍ للطيران، وإجراء تعديلات على  طريقة تشغيل المحركات، لكن صعوبات تقنية حالت دون ذلك.

وفي المقابل، أطلقت "سبيس إكس" 8 مهمّات تشغيلية طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وأكملت جميع أعمالها في العقد الأولي مع "ناسا"، وتعمل الآن بموجب عقد ممتد حتى عام 2030.

 

مستقبل مركبة "ستارلاينر"

 أعلنت "ناسا" أنه من المبكر تحديد مستقبل علاقتها مع مركبة "ستارلاينر"، لكنها لا تتوقع أن تحمل المركبة طاقم رواد آخر إلى الفضاء في العام المقبل.

وستستمر "ناسا" في الاعتماد على "سبيس إكس" لإطلاق الطواقم إلى محطة الفضاء الدولية كل 6 أشهر.

 

ومن غير الواضح إذا كانت وكالة الفضاء ستصنّف الوضع مع "ستارلاينر" كـحادث أو فقدان مهمّة، ما قد يؤدي إلى تحقيق مستقل وتأخيرات أطول.
وكذلك توجد مشكلة أخرى تتعلق بالتحقيق في مشكلة المحركات التي تنفصل في العادة عن المركبة أثناء العودة إلى الأرض، وبالتالي، فإنها تحترق فوق المحيط الهادئ، ويتعذّر تفحصها.

إذا لم تكشف التحقيقات عن مشاكل إضافية وعادت "ستارلاينر" للطيران مع رواد الفضاء في 2026، فلن يكون هناك وقت كافٍ لتنفيذ جميع المهام الست المتعاقد عليها قبل انتهاء عمر محطة الفضاء في 2030.

 

في المقابل، قدّمت "ناسا" إلى "بوينغ" ضوءاً أخضر لتنفيذ ثلاث من المهام التشغيلية الست المحتملة، لكن عبر عقود تتيح لها اللجوء إلى خيار "سبيس إكس" عند الحاجة.
إذا استمرت "سبيس إكس" في الأداء الجيد وأوقفت محطة الفضاء في 2030، فقد تقرّر "ناسا" أنها لا تحتاج لأكثر من ثلاث رحلات تشغيلية لـ"ستارلاينر".

 
وبعد تقاعد "محطة الفضاء الدولية"، ترغب "ناسا" في أن تنشر الشركات التجارية محطات فضائية بشرية في مدار منخفض حول الأرض، مع الحاجة إلى وسائل نقل للطواقم والبضائع، على غرار الحال مع "محطة الفضاء الدولية".

 
وكذلك لم تستبعد "ناسا" وشركاؤها الدوليون تمديد عمر "محطة الفضاء الدولية" بعد 2030. إذا حدث ذلك، فقد تضحّي "ستارلاينر" جزءًا من الرحلات المستقبلية. وإذا حدث العكس، فلربما يُسدَلْ الستار على فصل دخول "بوينغ" في مجال رحلات الفضاء البشرية التجارية.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium