الذكاء التوليدي هو حاليًا أحد أكثر المجالات جذبًا للاستثمار، ولكن وفقًا لبحث أجرته مؤسسة RAND، فإن أكثر من 80% من مشاريع الذكاء التوليدي ستفشل، وهو ضعف معدل الفشل للشركات الناشئة غير المرتبطة بالذكاء التوليدي.
تحدثت مؤسسة الفكر السياسي العالمية إلى 65 من علماء البيانات والمهندسين الذين عملوا في هذا القطاع، وحدّدوا أسباباً عدة لهذا الفشل الكبير.
أحد الأسباب الرئيسية، هو عدم توافق الأهداف بين أصحاب المصلحة الرئيسيين. غالبًا ما تكون توقعات القيادة حول ما يمكن للذكاء التوليدي تحقيقه غير واقعية، ما يؤدي إلى نقص في الموارد والوقت اللازمين لتحقيق الأهداف.
من ناحية أخرى، يميل المهندسون إلى الانشغال بأحدث التطورات في مجال الذكاء التوليدي من دون النظر إلى القيمة الفعلية التي ستقدّمها هذه التقنيات. هذا يؤدي إلى تطبيق تقنيات جديدة لمجرد أنها حديثة، من دون التفكير في مدى ملاءمتها لحل المشكلات الحالية.
تشمل الأسباب الأخرى للفشل نقص مجموعات البيانات المعدّة بشكل صحيح، والبنية التحتية غير الكافية، وعدم توافق الذكاء التوليدي مع المشكلة المطروحة. حتى الأوساط الأكاديمية تواجه مشاكل مشابهة، حيث يركّز كثيرون على نشر الأبحاث بدلاً من التطبيقات العملية.
هذا البحث يوضح الأسباب وراء العديد من الإخفاقات في صناعة الذكاء التوليدي. على سبيل المثال، قال الرئيس التنفيذي لشركة "بايدو"، إن الصين لديها الكثير من نماذج اللغة الكبيرة التي تهدر الموارد، لأنها غالبًا ما تكون غير عملية. يمكننا رؤية ذلك في عدد براءات الاختراع في مجال الذكاء التوليدي التي قدّمتها الصين، والتي تجاوزت الولايات المتحدة بنسبة 6 إلى 1، ولكن فقط منظمة صينية واحدة احتلت مرتبة متقدمة في الاستشهادات.
الاندفاع في سباق الذكاء التوليدي يجعل العديد من الشركات تتصرف بتهور في بناء مشاريعها. من الحكمة أن تنظر الشركات بعناية إلى فشل المشاريع الأخرى لتجنّب تكرار الأخطاء، وإلاّ فقد تواجه الصناعة بأكملها خطر الانهيار.