في منتصف كانون الثاني (يناير)، اكتشفت ميرا كرونينفيلد، رئيسة منظمة الأونروا في الولايات المتحدة، تطورًا مقلقًا أثناء بحثها عن اسم منظمتها غير الربحية عبر "غوغل".
كانت نتائج البحث الأعلى لاسم (UNRWA USA)، وهي منظمة مكرّسة لجمع التبرعات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (UNRWA)، تُظهر إعلانًا غير متوقع. رغم أن الإعلان بدا وكأنه ترويج من وكالة الأونروا، إلّا أن الرابط كان يوجّه المستخدمين إلى موقع حكومي إسرائيلي. اكتشفت كرونينفيلد أن هذا كان بداية لحملة إعلانات طويلة الأمد من إسرائيل، تهدف إلى تشويه سمعة وإيقاف تمويل "الأونروا".
في نفس الوقت، اتهمت إسرائيل 12 من موظفي الوكالة بالمشاركة في هجوم دامٍ شنّته جماعة "حماس" على إسرائيل في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وصفت السلطات الإسرائيلية الأونروا بأنها واجهة لـ"حماس"، ودفعت الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى وقف تمويل الوكالة. اعتقدت كرونينفيلد أن الحملة الإسرائيلية كانت تستهدف أيضًا مكتب الوكالة في الولايات المتحدة، في محاولة لإلحاق الضرر بجهود جمع التبرعات.
بعد بدء النزاع الكامل في غزة، شهدت التبرعات للأونروا في الولايات المتحدة زيادة ملحوظة، مدفوعة جزئيًا بإعلانات البحث على "غوغل" الخاصة بالمنظمة. في عام 2023، جمعت الوكالة أكثر من 32 مليون دولار من حوالى 73,000 متبرع، وهو زيادة كبيرة من 5 ملايين دولار تمّ جمعها من حوالى 5,700 متبرع في العام السابق.
كانت الإعلانات الإسرائيلية، التي تمّ شراؤها من خلال وكالة الإعلانات الحكومية الإسرائيلية، تظهر بشكل متكرّر عند بحث المستخدمين عن مصطلحات تتعلق بالوكالة. كانت هذه الإعلانات توجّه المستخدمين إلى صفحة تحتوي على مزاعم ضدّ الوكالة، بما في ذلك عدم توضيح الوكالة ما إذا كان توظيف أعضاء "حماس" ينتهك حيادها، والادعاء بعدم التحقيق الكافي في إساءة استخدام المرافق من قبل المتطرّفين. بينما تلتزم الأونروا بالحياد، وقد أجرت تفتيشات على المرافق، فإن المراجعة أوصت بزيادة تكرار هذه الفحوصات.
سعت كرونينفيلد وفريقها بسرعة للحصول على مساعدة "غوغل" لمواجهة ما اعتبرته حملة تضليل. وتشير التقارير إلى أن هذه الحملة ضدّ الوكالة هي جزء من نمط أوسع من الإعلانات التي تنظمها إسرائيل، ما أثار القلق داخل وخارج "غوغل" بشأن تعامل الشركة مع المعلومات المضلّلة.
من أيار (مايو) إلى تموز (يوليو)، ظهرت الإعلانات الإسرائيلية 44% من الوقت جنبًا إلى جنب مع عمليات البحث المتعلقة بالأونروا، مقارنة بـ 34% فقط لإعلانات UNRWA USA. على الرغم من ذلك، أفادت كرونينفيلد أن منظمتها جمعت في النصف الأول من عام 2024 ما يعادل المبلغ الذي جمعته في كامل عام 2023، وسجّلت عددًا قياسيًا من المتبرعين.
أعربت كرونينفيلد عن قلقها العميق بشأن التأثير المحتمل لهذه الإعلانات على تصور الجمهور ودعم الولايات المتحدة للوكالة، مشيرة إلى تصوير الإعلانات للوكالة على أنها مرتبطة بـ"حماس". وشدّدت على الحاجة الملحّة للشفافية والوعي، مشيرة إلى الآثار الأوسع على المساعدات الإنسانية في غزة.
وقالت كرونينفيلد: "توجد حملة قوية للغاية لتفكيك الأونروا. أريد أن يعرف الجمهور ما يحدث وطبيعة هذه الحملة الخبيثة، خصوصاً في وقت تتعرّض فيه أرواح المدنيين للهجوم في غزة".