النهار

التزييف العميق بواسطة الذكاء الاصطناعي يكلف العالم 10 تريليونات دولار عام 2025
المصدر: النهار العربي
تتوالى احداث الاختراقات الالكترونية في العالم مسببة الكثير من الخسائر الفادحة، المادية منها وايضا المعنوية
التزييف العميق بواسطة الذكاء الاصطناعي يكلف العالم 10 تريليونات دولار عام 2025
المنتدى الدولي للاتصال الحكومي
A+   A-
 
 
تتوالى احداث الاختراقات الالكترونية في العالم مسببة الكثير من الخسائر الفادحة، المادية منها، وايضا المعنوية التي تكشف ضعف الأمن السيبراني لدى الكثير من الدول والمنظمات والاجهزة الامنية ايضا، وتضعف صورتها.
 
أضف الى ذلك سواد استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يتحول مساحة اضافية لتلك الخروقات، بعدما بات بإمكان مستخدميه اعطاء اوامر مزيفة لصرف الاموال واختراق الحسابات من خلال تقليد الاصوات والتواقيع والرسائل والشرائط المصورة عبر تقنية الفيديو.
 
وقد اكد خبراء ومختصون في مجال الأمن السيبراني، أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي كلف العالم 3 تريليونات دولار عام 2015، فيما يُتوقع أن تصل التكلفة إلى 10 تريليونات بحلول عام 2025، موضحين أن "التزييف العميق" ازداد بنسبة 550% من عام 2019 إلى 2023. واذا كانت النسبة بلغت في الولايات المتحدة الاميركية نحو 400 % فانها تجاوزت الـ 3000 % في اماكن اخرى أقل شأنا وخبرة في مجال التصدي لهذه الآفة المستجدة.
 
وتبحث الدول حاليا عن امكان انشاء ما يمكن تسميته "الدروع الواقية من الذكاء/ وبالذكاء الاصطناعي"، اذ يقترح البعض مواجهة المشكلة بالأدوات ذاتها، لانه من غير الجائز استعمال ادوات قديمة لمواجهة افات جديدة. لكن العجز لا يزال قائماً في هذا المجال، وينصح الخبراء اولا، بمزيد من التوعية المجتمعية والعائلية والتربوية، لا لمواجهة التقنيات الحديثة، بل لعدم الوقوع في افخاخها.
 
ويرى خبراء ان قيام مؤسسات واستعمال خوادم متقدمة لكشف التزوير في مجال الذكاء الاصطناعي سيكون عملية مكلفة للغاية ولا يمكن للدول ان تتحمل الانفاق عليها. فتسارع نمو الذكاء الالكتروني يفترض في هذه الحالة تسارعا مقابلا، واستثمارات كبيرة مقابلة.
 
هذا الموضوع الشائك طرح في الدورة الـ13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، وتحدث خلالها هيكتور مونسيجور، مؤسس شركة ناشئة في مجال الأمن السيبراني وباحث أمني إلكتروني، والدكتور نادر الغزال، الأكاديمي والخبير في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وألان سيمثسون، المؤسس المشارك لشركة ـMetaVRse، والدكتور إنهايوك تشا، الأستاذ بمعهد غوانغجو للعلوم والتكنولوجيا، في كوريا الجنوبية.
 
وقال هيكتور مونسيجور: "إن اساليب التزييف العميق والذكاء الاصطناعي ليست جديدة، ولكن الفارق أنها أصبحت الآن وسائل متاحة ومتوفرة، ولذلك يمكن استغلالها وتطويرها والتفاعل معها من الأشخاص العاديين".
 
وأضاف: "يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يحمل معه منافع وأغراض جيدة مثل القيام بالترجمة وفتح مجالات جديدة للتعليم، لكن لا يمكن إغفال الجانب السلبي منه، فهنالك أشخاص يستخدمونه لأهدافهم الخاصة، ولديهم نوايا تخريبية وغير سليمة".
 
وتابع مونسيجور: "خلال السنوات العشر الماضية كان لدينا أدوات للتعلم ونمذجة السلوك، وما سنراه في السنوات المقبلة يمثل تطويراً لهذه الأدوات والنماذج، إلا أن الاستخدام الضار لهذه الوسائل، لن يوقفنا عن تطويرها".
 
مخاطر التزييف العميق
بدوره، أكد الدكتور نادر الغزال، أن التزييف العميق مسألة حساسة تحمل الكثير من المخاوف والمخاطر، موضحاً أن استخدامه في الخداع المالي أو نشر الأكاذيب أو غيرها من الأمور، أصبح يعرض سلامة الأفراد وأسس المجتمعات وقيمها للخطر، فهو يقوض الثقة، ويتلاعب بالمشاعر العامة، كما أن له قدرة كبيرة على إثارة الفوضى والعنف على نطاق واسع نظراً لتأثيره على الرأي العام.
 
وتابع: "في الوقت الذي تظهر فيه مخاطر الذكاء الاصطناعي، نجد أن هناك إيجابيات تغطي على تلك المخاطر؛ فهناك مجالات يمكن تطويع الذكاء الاصطناعي من خلالها لخدمة الحكومات، إلا أنه من الضروري توعية موظفي الحكومات بكيفية تجنب التزييف العميق".
 
 
التأثير الإيجابي لـ"التزييف العميق"
من جانبه، أوضح ألان سيمثسون، أن بعض المبرمجين ينفقون وقتاً على التزييف العميق بالدخول إلى الإنترنت وتنفيذ مقاطع فيديو أو صوت بشكل مجاني. وفي الوقت الذي يبدو فيه التزييف العميق ذو خطورة كبيرة، إلا أن البعض يطوّعه ويستخدمه في جوانب إيجابية.
 
وأكد أهمية عدم استخدام تلك التقنية لأسباب سيئة؛ لاسيما وأن التزييف العميق يمكن من خلاله تحويل مقطع صوتي إلى عدة لغات وبالتالي يفيد في عملية الترجمة وتحويل الخطابات وغيرها إلى عدة لغات مثلما فعل سياسي هندي عام 2020، إلا أنه يمكن إساءة استخدامه أيضاً عبر نشر معلومات غير حقيقية. وبالتالي فالخلاصة أن هذه التكنولوجيا ليست جيدة أو سيئة لكن يجب استخدامها من الحكومات للخير وليس الشر.
 
وتابع: "عندما تعرف المخاطر يمكن أن تتجهز لمواجهتها، وواحدة من هذه المخاطر هو خسارة الثقة بالإعلام ومصادر الأخبار، فذلك يمكن أن يؤثر على نتائج الانتخابات أو يثير فوضى واضطرابات، وربما يتسبب في إغلاق السوق المالي، وغيرها من الأزمات.
 
كيف تراقب الحكومات؟
من جهته، قال الدكتور إنهايوك تشا إن طبيعة البشر تتمثل في قصّ الحكايات ورغبتهم بأن يكونوا مسموعين، وفكرة مثل "التزييف العميق" ساهمت في مضاعفة هذه الرغبة، ولكن السؤال هو: أي نوع من القصص قابل للتصديق؟
 
وأضاف: "أعتقد أن الحكومات يجب أن تفكر بهذا الأمر ولماذا يفعل بعض البشر ذلك، مؤكداً أنه قبل الوصول إلى أي نظام رقابي؛ فإنه على الحكومات التفكير بالنزعات البشرية الأساسية وفهم الطرق البديلة لتوجيه سلوك الناس ليصبح أكثر إيجابية.
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium