حصلت شركة "أوراكل" Oracle على التصاريح اللازمة لبناء ثلاثة مفاعلات صغيرة معيارية SMRs لتشغيل مركز بيانات الذكاء الاصطناعي الخاص بها. وخلال مراجعة الأرباح الفصلية، قالت الشركة (عبر The Register) إنها تخطّط لاستخدام هذه المحطات النووية الصغيرة لمركز بيانات الذكاء الاصطناعي المخطط له بسعة لا تقلّ عن جيغاواط واحد.
ما هي المفاعلات المعيارية؟
المفاعلات المعيارية الصغيرة SMRs، مفاعلات نووية متقدّمة ذات حجم صغير، مشابه للمفاعلات المستخدمة في السفن البحرية مثل الغواصات وحاملات الطائرات. لا تحتاج هذه المفاعلات إلى التكيّف مع المساحات الضيّقة للسفن الحربية، ما يجعلها أكثر مرونة في التصميم والاستخدام.
يمكن لشركات مثل "أوراكل" إنتاج هذه المفاعلات بكميات كبيرة وبتكلفة أقل، نظرًا لتصميمها المعياري الذي يسمح بتصنيعها في المصانع ثم نقلها وتركيبها في المواقع المطلوبة. هذا التصميم المعياري يجعل تشغيلها أكثر اقتصادية، حيث لا تتطلّب البنية التحتية الضخمة التي تحتاجها محطات الطاقة النووية التقليدية.
بين الأمل والمخاوف
ومع ذلك، لا يزال هناك سؤال حول ما إذا كانت المنطقة المحيطة حيث تخطّط "أوراكل" لنشر مفاعلاتها الصغيرة المعيارية ستسمح بذلك. بعد كل شيء، تحمل محطات الطاقة النووية هذه الوصمة، وخصوصاً بعد الانهيارات التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق في تشيرنوبيل وفوكوشيما في اليابان. فضلاً عن ذلك، فإن تأمين التصاريح لبناء المفاعلات النووية الصغيرة من المرجح أن يختلف عن الحصول على الضوء الأخضر لتشغيلها. وبصرف النظر عن المخاوف المتعلقة بالسلامة، ستحتاج شركة "أوراكل" أيضًا إلى التعامل مع قضايا الأمن، وخصوصاً أن المواد النووية خطرة، وبالأخص إذا وقعت في الأيدي الخطأ.
من المرجح أن تكون شركة "أوراكل" حريصة على تشغيل هذا المشروع. يقول مؤسس شركة "أوراكل" ورئيسها التنفيذي ومديرها التقني لاري إليسون خلال المكالمة: "تمتلك أوراكل 162 مركز بيانات سحابياً، نشطة وتحت الإنشاء في جميع أنحاء العالم. أكبر مراكز البيانات هذه تبلغ قدرتها 800 ميغاواط، وستحتوي على أفدنة من مجموعات وحدات معالجة الرسوميات من "إنفيديا" القادرة على تدريب أكبر نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في العالم. قريبًا، ستبدأ "أوراكل" في بناء مراكز بيانات تزيد عن جيغاواط".
مع هذا العدد الهائل من مراكز البيانات، من المرجح أن تكون الكهرباء واحدة من أهم نفقات "أوراكل". ومع الاحتباس الحراري العالمي والبصمة الكربونية التي تسيطر على أذهان كثير من الناس، تحتاج الشركة إلى إيجاد مصادر اقتصادية للطاقة الخضراء - وهو ما يمكن أن توفره المفاعلات النووية الصغيرة.
شركة "أوراكل" ليست الأولى التي تستكشف الطاقة النووية، حيث أفادت التقارير أن "مايكروسوفت" بدأت في البحث عن خبير لتطوير استراتيجيتها النووية. اتخذت "أوراكل" خطوة متقدّمة بالحصول على تراخيص بناء لمفاعلات نووية صغيرة.
لا تتوقع رؤية هذه المفاعلات في جميع أنحاء البلاد قريبًا، حيث يستغرق بناء وتشغيل محطة نووية صغيرة سنوات عديدة. حتى التقديرات الأكثر تفاؤلاً تشير إلى أن نشر المفاعلات النووية الصغيرة قد يبدأ في أوائل ثلاثينات القرن الحادي والعشرين، أي بعد حوالى 7 إلى 10 سنوات من الآن. في هذه الأثناء، ستحتاج مراكز البيانات إلى البحث عن مصادر طاقة أخرى لتلبية احتياجاتها من الكهرباء لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها.