النهار

الذكاء التوليدي يمكن أن يغيّر الاعتقاد بنظريات المؤامرة !
المصدر: النهار العربي
تتحدّى الأبحاث الجديدة الحكمة التقليدية التي تقول إن الأدلة والحجج نادرًا ما تساعد في تغيير عقول المؤمنين بنظريات المؤامرة.
الذكاء التوليدي يمكن أن يغيّر الاعتقاد بنظريات المؤامرة !
صورة تعبيرية مصممة بالذكاء التوليدي
A+   A-
تتحدّى الأبحاث الجديدة الحكمة التقليدية التي تقول إن الأدلة والحجج نادرًا ما تساعد في تغيير عقول المؤمنين بنظريات المؤامرة. سواء كانت الفكرة الخاطئة بأن الهبوط على القمر لم يحدث أبدًا أو الادعاء الكاذب بأن لقاحات كوفيد تحتوي على رقائق دقيقة، فإن نظريات المؤامرة تنتشر أحيانًا بعواقب خطيرة.
 
وجد الباحثون الآن، أن هذه المعتقدات يمكن تغييرها من خلال محادثة مع الذكاء الاصطناعي التوليدي. يقول الدكتور توماس كوستيلو، المؤلف المشارك في الدراسة من الجامعة الأميركية: "الحكمة التقليدية ستخبرك أن الأشخاص الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة نادرًا ما يغيّرون رأيهم، خصوصاً وفقًا للأدلة". ويضيف، أن ذلك يُعزى إلى تبنّي الناس لمثل هذه المعتقدات لتلبية احتياجات مختلفة، مثل الرغبة في السيطرة. ومع ذلك، تقدّم الدراسة الجديدة وجهة نظر مختلفة.
 
كتب الفريق: "تتحدّى نتائجنا بشكل أساس الرأي القائل بأن الأدلة والحجج قليلة الفائدة بمجرد أن يذهب شخص ما إلى جحر الأرنب ويؤمن بنظرية المؤامرة. وأوضح الباحثون أن النهج يعتمد على نظام ذكاء توليدي يمكنه الاستفادة من مجموعة واسعة من المعلومات لإنتاج محادثات تشجع التفكير النقدي وتقدّم حججًا مضادة مبنية على الحقائق".
 
أجرى كوستيلو وزملاؤه سلسلة من التجارب شملت 2,190 مشاركًا يؤمنون بنظريات المؤامرة. طُلب من جميع المشاركين وصف نظرية مؤامرة معينة يؤمنون بها والأدلة التي يعتقدون أنها تدعمها. ثم تمّ إدخال هذه المعلومات في نظام ذكاء توليدي يُسمّى "ديبنك بوت" DebunkBot. طُلب من المشاركين أيضًا تقييم مدى صحة نظرية المؤامرة على مقياس من 100 نقطة.
كشفت النتائج أن أولئك الذين ناقشوا موضوعات غير مؤامرة خفضوا تصنيف "الحقيقة" لديهم بشكل طفيف بعد ذلك. ومع ذلك، أظهر الذين ناقشوا نظريتهم مع الذكاء التوليدي انخفاضًا بنسبة 20% في اعتقادهم بأنها صحيحة في المتوسط. وقال الفريق إن التأثيرات بدت أنها تستمر لمدة شهرين على الأقل، بينما عمل النهج مع جميع أنواع نظريات المؤامرة تقريبًا، باستثناء تلك التي كانت صحيحة.
 
أضاف الباحثون، أن حجم التأثير يعتمد على عوامل مثل مدى أهمية الاعتقاد للمشارك وثقته في الذكاء التوليدي. وقال كوستيلو: "حوالى واحد من كل أربعة أشخاص بدأوا التجربة مؤمنين بنظرية مؤامرة، خرجوا في النهاية من دون هذا الاعتقاد". وأضاف: "في معظم الحالات، يمكن للذكاء التوليدي فقط أن يُقلّل من الشكوك واليقين، لكن قلة مختارة تخلّت عن مؤامرتهم تمامًا".
 
كما أشار الباحثون إلى أن تقليل الاعتقاد في نظرية مؤامرة واحدة يبدو أنه يقلّل من اعتقاد المشاركين في أفكار مماثلة أخرى، على الأقل إلى حدّ صغير، بينما يمكن أن يكون لهذا النهج تطبيقات في العالم الحقيقي - على سبيل المثال، يمكن للذكاء التوليدي الردّ على المنشورات المتعلّقة بنظريات المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي السياق، قال البروفيسور ساندر فان دير ليندن من جامعة كامبريدج، الذي لم يشارك في العمل، إنه يشكّك في ما إذا كان الناس سيتفاعلون مع مثل هذا الذكاء التوليدي طواعية في العالم الحقيقي. وأضاف، أنه من غير الواضح ما إذا كانت النتائج المماثلة ستظهر إذا كان المشاركون قد تحدثوا مع إنسان مجهول، وهناك أيضًا تساؤلات حول كيفية إقناع الذكاء التوليدي للمؤمنين بنظريات المؤامرة، نظرًا لأن النظام يستخدم أيضًا استراتيجيات مثل التعاطف والتأكيد. لكنه أضاف: "بشكل عام، إنها نتيجة جديدة ومهمّة بشكل محتمل، وتوضيح جيد لكيفية استخدام الذكاء التوليدي لمحاربة المعلومات المضلّلة".
 

اقرأ في النهار Premium