النهار

تقنيات الواقع الافتراضي والمعزّز تكشف عن تهديدات جديدة للخصوصيّة
المصدر: النهار العربي
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من عدة جامعات وشركات خاصة عن إمكانية أن تشكل أجهزة الواقع الافتراضي VR والواقع المعزّز AR والواقع المختلط MR تهديدًا كبيرًا للخصوصية.
تقنيات الواقع الافتراضي والمعزّز تكشف عن تهديدات جديدة للخصوصيّة
صورة تعبيرية
A+   A-
تسعى شركة "أبل" إلى جانب العديد من الشركات التقنية الكبرى الأخرى، إلى الترويج لوعود وإمكانات ما يُعرف بـ"الحوسبة المكانية" Spatial Computing  في تصور هذه الشركات لمستقبلنا، سنقوم جميعاً بارتداء نظارات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز VR أو AR، لندخل إلى عالم مدعوم بالتكنولوجيا والتمثيلات الرقمية التي تحاكي ما نراه عادة في الحياة الواقعية.

تقوم هذه الشركات بتطوير أجهزة جديدة لتعزيز هذه الرؤية وتقديمها باعتبارها تحقيقاً للإمكانات التي كان يُفترض أن يحققها مفهوم "الميتافيرس" Metaverse  ولكنه لم يتمكن من الوصول إليها بالفعل. ومع ذلك، تكمن مشكلة جوهرية في هذه الرؤية المستقبلية وهي التهديدات الأمنية التي قد ترافقها.

 

مخاوف تتعلق بالخصوصية في الواقع الافتراضي والمعزز
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعات وشركات خاصة عدة عن إمكانية أن تشكل أجهزة الواقع الافتراضي VR والواقع المعزّز AR والواقع المختلط  MR تهديداً كبيراً للخصوصية. أظهرت الدراسة أن طرق الكتابة المبتكرة التي تعتمد على تتبع حركة العينين، مثل تلك المستخدمة في الأجهزة المتقدمة مثل  Apple Vision Pro، قد حسنت من تجربة المستخدم وساهمت في تقليل الهجمات التي كانت تعتمد على تحليل حركات اليد أو الرأس أو القنوات الصوتية.

ولكن كما يعالج هذا التطور مشكلة واحدة، فإنه يفتح الباب أمام مشكلة جديدة؛ فإزالة لوحة المفاتيح التقليدية من الأجهزة قد يمنع تتبع حركات الأصابع أو سماع الضربات على لوحة المفاتيح، إلا أن الأماكن التي ينظر إليها المستخدم داخل تلك الأجهزة قد تفتح باباً جديداً لمخاطر أمنية.

 

الهجوم الإلكتروني عبر تتبع النظرات  GAZEploit
أثبت الباحثون صحة مخاوفهم عبر اختبار مفهوم  GAZEploit، حيث أجروا مكالمات عبر برنامج Zoom مع 30 مشاركاً لمحاكاة سلوك المستخدمين العاديين الذين قد يقعون ضحية لهذا النوع من الهجمات. تتلخص المشكلة في أن الأجهزة التي تعتمد على الواقع الافتراضي أو المعزز تقوم بمحاكاة حركات وجه وعيني المستخدم، ما يتيح تحليل هذه الحركات لاستنتاج محتويات مثل كلمات المرور أو الرسائل أو البريد الإلكتروني.
وأظهرت التجربة أن الهجوم المعروف باسم GAZEploit كان قادراً على استنتاج ضغطات المفاتيح بدقة وصلت إلى 80% عبر المشاركين الثلاثين. وأوضح الباحثون أن أكثر من 15 تطبيقاً شائعاً في متجر التطبيقات App Store عرضة لهذا النوع من الهجمات، ما يجعل المستخدمين عرضة للاختراق عند استخدام تلك التطبيقات.

مخاطر تهدد كلمات المرور ومحتوى الرسائل
حقق الهجوم دقة عالية في استنتاج الرسائل، حيث وصلت نسبة الدقة إلى 92.1%، بينما كانت دقة استنتاج كلمات المرور 77%، ورموز الدخول 73%. هذا يشير إلى وجود مخاطر كبيرة تهدد خصوصية المستخدمين لأجهزة الواقع الافتراضي والمعزز التي تعتمد على الكتابة عبر تتبع النظرات. وعندما يتعلق الأمر بأكثر من خمسة إدخالات محتملة، تصل دقة GAZEploit إلى مستويات تتجاوز 80% بل تصل في بعض الأحيان إلى 90%.

يعتمد GAZEploit على تقنية تقدير النظرة المعتمدة على الصورة، حيث يتم استنتاج حركات العين من خلال صور أو مقاطع فيديو لوجه المستخدم. ويشير الباحثون إلى أن هذه الطريقة خفية للغاية لأنها لا تتطلب الوصول إلى البيانات الخام، ما يجعلها وسيلة سهلة للهجوم. تُستخدم نماذج التعلم العميق، وخاصة الشبكات العصبية الالتفافية  CNNs، لتقدير اتجاهات النظرة بناءً على صور الأفاتار الافتراضي.

 

مستقبل الحوسبة المكانية والتحديات الأمنية

السؤال الكبير الذي يواجه الشركات التي تسعى إلى الترويج لاستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط، وكذلك الملايين من المستخدمين الذين قد يتبنون هذه التقنيات في السنوات المقبلة، هو ما إذا كانت تلك الأجهزة آمنة الآن بعد الكشف عن هذه الثغرات. وعلى الرغم من أن شركات مثل "آبل" قد بنت أطراً قوية لحماية الخصوصية، إلا أن اكتشاف هجوم GAZEploit يوضح أن بيانات النظرات، حتى عندما تكون مجردة أو مجهولة الهوية، يمكن استغلالها في سياقات معينة.

 

ولهذا السبب، يوصي الباحثون بأن تتخذ الشركات خطوات فعالة للحد من ظهور هذه المشكلات وحماية المستخدمين من تكرار مثل هذه الهجمات الأمنية.
 

اقرأ في النهار Premium