هاني سكر
في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قررت إدارة العين التخلي عن المدرب الهولندي ألفريد شرودر رغم فوزه في 12 مباراة من أصل 14 مع الفريق لتتعاقد حينها مع الأرجنتيني هيرنان كريسبو صاحب الإنجازات الهائلة كلاعب، لكن نسبة انتصارات كريسبو لم تقارب نسبة شرودر أبداً فبعد 24 مباراة يملك الأرجنتيني في سجله 12 انتصاراً فقط مقابل 4 تعادلات و8 هزائم.
نتائج الفريق مع كريسبو أغضبت جماهير العين التي لا تقبل برؤية فريقها متراجعاً لهذا الحد بالبطولات المحلية فالفارق مع الوصل المتصدر هو 15 نقطة حالياً، مع مباراة ناقصة للعين مقارنة بالمتصدر، إضافة للخسارة من اتحاد كلباء بكأس رئيس الدولة قبل أسبوعين فقط من تحقيق نتيجة تاريخية أوقف من خلالها السلسلة القياسية للهلال بعد 34 فوز متتالٍ لمتصدر دوري روشن السعودي.
لكن بعيداً عن الجانب المحلي نجح كريسبو بتحقيق نتائج ملفتة جداً بدوري أبطال آسيا فأقصى النصر ومن بعده الهلال رغم أن التوقعات لم تكن تصب لصالح فريقه أبداً قبل مواجهة نصف النهائي لكن كريسبو كان هادئاً جداً، وحتى قبل دور الثمانية رفض الرد على تصريح رونالدو الذي أكد أن فريقه سيعبر إلى نصف النهائي قبل مواجهة العين.
مفتاح كريسبو الأساسي لمسح كل الخيبات الماضية هو إهداء العين اللقب الثاني بالبطولة، فبعد الفوز باللقب بأول موسم بالمسمى الحالي للبطولة "دوري أبطال آسيا" 2002\2003، خسر العين النهائي مرتين في 2005 و2016 ولو أنه مازال النادي الإماراتي الوحيد المتوج بالبطولة حتى الآن.
مسيرة كريسبو مع الألقاب كمدرب تبدو جيدة حتى الآن خاصة وأنه تُوج بكأس سودأميريكانا "البطولة الثانية من حيث الأهمية بأميركا اللاتينية" مع ديفينسا عام 2020 ونال جائزة أفضل مدرب بالبطولة، قبل أن يقود الدحيل للفوز بالثلاثية المحلية العام الماضي والملفت هو أن كريسبو قد انتقم لذاته من خسارته بسباعية مع الدحيل أمام الهلال وحقق الخطوة التاريخية بالعبور للنهائي بعد فوزه ذهاباً 4-2 وخسارته إياباً 2-1.
سيواجه العين يوكوهاما الياباني في المباراة النهائية، بعد أن تجاوز يوكوهاما أولسان الكوري بركلات الترجيح، وسيقام لقاء الذهاب في الـ11 من أيار (مايو) المقبل أما اللقاء الأخير في البطولة فسيكون في الـ25 من الشهر ذاته. والمفارقة بهذه المباراة هي أن كريسبو الذي كان حاضراً بنهائي دوري أبطال أوروبا 2005 بقميص ميلان سيواجه مدرب يوكوهاما الاسترالي هاري كيويل الذي كان لاعباً في ليفربول بتلك الليلة وكان شاهداً على قلب فريقه للنتيجة من 3-0 إلى 3-3 قبل الفوز بالترجيح لذا يبدو أن كريسبو لديه نفسياً ثأر آخر لإتمامه.
موسم التألق العيناوي في آسيا جاء بفضل تميز العديد من اللاعبين بمقدمتهم سفيان رحيمي متصدر ترتيب هدافي البطولة حتى الآن برصيد 11 هدفاً، إضافة لتميز المهاجم كودجو لابا والحارس خالد عيسى بالوقت الذي يعيش فيه الظهير بندر الأحبابي أياماً مميزة رغم وصوله لسن الـ33 عاماً حيث شارك أساسياً بجميع مباريات فريقه بالبطولة هذا الموسم حتى الآن بانتظار ما إذا كان سيرفع اللقب بعد المباراة النهائية.
بين الإخفاق المحلي والنجاح الآسيوي يبقى مستقبل كريسبو ضبابياً بعد نهاية الموسم خاصة وأن العين لا يقبل بأقل من القمة لكن الفوز بدوري الأبطال، إن حدث، سيقرب الأرجنتيني من قلوب كل العيناويين.