بعدما لعبت دوراً أساسياً في بناء أسرتها وتربية الأبناء، ونتيجة تقدّم المجتمعات وتطوّرها، لم تعد المرأة عموماً والعربية خصوصاً تلتزم بواجباتها المنزلية فقط، بل أصبحت قوّة في قيادة العديد من المجالات، سواء السياسية والاجتماعية والترفيهية، أو حتى في مجال الرياضة.
بعدما لعبت دوراً أساسياً في بناء أسرتها وتربية الأبناء، ونتيجة تقدّم المجتمعات وتطوّرها، لم تعد المرأة عموماً والعربية خصوصاً تلتزم بواجباتها المنزلية فقط، بل أصبحت قوّة في قيادة العديد من المجالات، سواء السياسية والاجتماعية والترفيهية، أو حتى في مجال الرياضة.
وتلتزم الإمارات التزاماً كاملاً بتعزيز حقوق المرأة، وتعتبر أن المساواة بين الجنسين أمر مهم، إذ تهدف إلى حماية المرأة من كل أشكال التمييز في العمل والمجتمع وتمكينها في كل المجالات.
وعلى سبيل المثال، تقدمت 200 امرأة للترشّح من بين 555 مرشحاً سجلوا في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي أجريت في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، فكانت نسبة ترشح النساء تساوي 36 في المئة من المجموع.
صوت هزّ الملاعب
من السياسة والمجتمع إلى الرياضة، وفي ظل المسار الذي أطلقته الإمارات منذ تأسيسها، وأثمر تباعاً، تحوّل مشروع النجاح المحلي إلى أصداء عالمية بنبرة صوت تغذيها بالـ"عسل" والمشروبات الساخنة، غيّرت بها نظرة العالم إلى مهنة كان من المعروف أنها حكر على الرجال.
فاطمة طه، شابة إماراتية كتبت المجد بأحرف من ذهب، لكن بطريقة استثنائية، وصرخة هزّت مدرجات الملاعب الإماراتية والعربية والعالمية.
هل سمعتم يوماً عن مذيعة داخلية للملعب؟ فاطمة طه، من مواليد عام 1995 في مدينة العين، من أب فلسطيني – لبناني وأم إماراتية، ودرست الإعلام والتلفزيون وتخرّجت عام 2017، حتى أصبحت امرأة يضرب بها المثال محلياً وإقليمياً، بعدما أصبح صوتها يصدح في كل أرجاء الملاعب.
المألوف أنها وظيفة للرجال، تحتاج إلى قوة ونفس قوي، وإلى مهارة وطريقة محنكة، والهدف بث الحماس بين الجماهير، لكن فاطمة كسرت العادات والقواعد المعهودة بصوتها المميز وحضورها اللطيف، فجمعت في المرأة الإماراتية نجاحاً فنياً، رياضياً، إعلامياً وجماهيرياً.
ما هي مهنة المذيع الداخلي للملعب؟
أصبح المذيع الداخلي أحد أبرز العناصر التي تحضر داخل الملعب، وانتقلت مهمّته من النداء بأسماء تشكيلة اللاعبين لينالوا الترحيب من الجماهير، إلى التفاعل مع الأهداف والفرص والأحداث التي ترافق المباراة والتواصل المباشر مع المشجعين.
وتقول طه لـ"النهار العربي" إن وظيفة المذيع لا تقتصر فقط على قراءة الأسماء، وإنما أيضاً مواكبة الأهداف والتبديلات ونقل كل ما يحصل في أرضية الملعب إلى الجمهور الحاضر.
وأهم صفة للمذيع أن يكون حيادياً، و"أنا حيادية إلى أبعد حدود، لأن هذا عملي، وأتفاعل مع كل الأهداف، وأصوّرها، فهذه اللحظات تبقى عالقة في الأذهان، ولا أنكر أنني أتمنى دائماً وصول أي فريق إماراتي إلى دور متقدّم".
"لا جهد"... بل العكس!
يعتقد البعض أن المذيع الداخلي للملعب لا يبذل أي جهد وأنه يمكن لأي شخص أن ينجح في ممارسة المهمة، لكن هذا الأمر غير صحيح، ولا يمكن الاستهانة بهذه الوظيفة، التي تحتاج إلى سرعة بديهة وابتكارات متنوّعة لخلق الإثارة والتشويق في الاستاد.
تتابع: "في الحقيقة، نأتي إلى المباراة قبل 3 أو 4 ساعات أحياناً، نجهّز التشكيلات والأسماء، والنص الذي نريد قراءته، ويجب أن نعرف كل اللاعبين، لذلك لا أعتقد أنها مهمة سهلة".
وخطفت فاطمة الأنظار والقلوب، فاختارها الاتحاد الدولي لكرة القدم
للعمل معه بشكل رسمي، حيث كان حضورها الأول في مونديال الأندية بالإمارات، وخاضت بعدها تجربة أخرى كانت في البطولة عينها، والتي أقيمت في المغرب عام 2022.
رسالة إلى المرأة الإماراتية
رسالة فاطمة إلى المرأة الإماراتية: "كوني في المكان الذي تريدين أن تكوني فيه، حتى لو كان في الفضاء، لا يوجد أي شيء لا يمكن للمرأة ان تقوم به. المرأة قادرة على دخول أي مجال والابداع فيه. لا تقولي إن هذا العمل للذكور، بالعكس، لا تفقدي الأمل".