النهار

"جذب المغتربين" قضيّة تنافس جديدة بين منتخبات غرب آسيا
المصدر: النهار العربي
قبل انطلاق الجولتين الحاسمتين من المرحلة الثانية بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لأمم آسيا وكأس العالم، يسيطر الحديث عن ملف المغتربين على معظم دول غرب آسيا
"جذب المغتربين" قضيّة تنافس جديدة بين منتخبات غرب آسيا
لاعب بايرن ميونيخ العراقي يوسف نصراوي (إكس)
A+   A-
هاني سكر
 
قبل انطلاق الجولتين الحاسمتين من المرحلة الثانية بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لأمم آسيا وكأس العالم، يسيطر الحديث عن ملف المغتربين على معظم دول غرب آسيا. ففي الوقت الذي يتحضر فيه منتخب العراق لمباراتي إندونيسيا وفيتنام، تظهر الأنباء عن نجاح الاتحاد العراقي بإقناع الموهوب الشاب يوسف نصراوي الذي يلعب في بايرن ميونيخ (تحت 17 عاماً) بالانضمام للمنتخبات العراقية، علماً أن اللاعب مولود في ألمانيا ومثل منتخب المانشافت (تحت 17 عاماً) في 6 مباريات دولية، بالتالي تمثل خطوة كهذه، إن تمت، نجاحاً مميزاً بضم موهبة واعدة بالمركز الرقم 10.
 
متابعة ملف نصراوي تأتي ضمن إطار سعي مستمر لمنتخبات غرب آسيا في البحث بملفات مغتربيها وإيجاد لاعبين من مختلف الأعمار يمكن إقناعهم للانضمام لبلاد الآباء والأجداد، والسنوات الأخيرة شهدت نشاطاً واضحاً وظهوراً للمغتربين بمنتخبات العراق ولبنان وسوريا وفلسطين التي ستدخل آخر جولتين من التصفيات مع تعزيزين جديدين للخط الهجومي، الأول هو مهاجم الأهلي المصري وسام أبو علي المولود في الدنمارك، والذي لعب لمنتخبات الفئات العمرية هناك (تحت 17، و18، و19 عاماً) إضافة لعمر فرج المولود في السويد والذي لعب مباراتين وديتين مع المنتخب السويدي الأول العام الماضي، كونه يلعب بأحد أشهر الأندية السويدية، آيك، والذي عاد إليه بعد تجربة قصيرة في ليفانتي الإسباني.
 
انضمام أبو علي وفرج يمثل استمراراً للعمل على ضم اللاعبين المولودين في الخارج، مثل مدافع الزمالك ياسر حامد المولود في إسبانيا والذي أكمل 29 مباراة مع منتخب الفدائيين حتى الآن ويستعد لمواصلة الرحلة حين يواجه منتخبي لبنان وأستراليا، علماً أن منتخب فلسطين سيضمن العبور للدور النهائي بحال تعادله مع منتخب الأرز.
 
مباراة فلسطين ولبنان قد تشهد على المشاركة الدولية الأولى لليوناردو فرح شاهين مع المنتخب اللبناني، فاللاعب المولود بالسويد والذي مثل منتخبها (تحت 18 عاماً) اختار اللعب لمنتخب بلاده الأم بعمر 20 عاماً، وقد يلعب في الهجوم إلى جانب عمر شعبان، مهاجم ويمبلدون الإنكليزي، المولود في ألمانيا والذي لعب 16 مباراة بقميص منتخب لبنان حتى الآن بعد رحلة ضم للعديد من أصحاب الأصول اللبنانية في أوروبا.
 
ومن جانبه، يواصل منتخب سوريا حملته المكثفة للبحث عن المغتربين بكل أصقاع الأرض، وتحديداً في أميركا اللاتينية، فمنذ سبتمبر العام الماضي بدا واضحاً أن إيقاع ضم المغتربين بات أعلى، وهو ما تجلى بوضوح في أمم آسيا، ومع ضم 3 لاعبين جدد بالنافذة الحالية من التصفيات يصل عدد المغتربين ضمن القائمة الحالية للمنتخب إلى 11 لاعباً، رغم غياب أيهم أوسو، لاعب قادش الإسباني، وداليهو إيراندوست، لاعب هيكن السويدي، ونوح شمعون، لاعب رينديرز الدنماركي، وبابلو صباغ المحترف في بيرو للإصابة وعدم التوصل لاتفاق يحل مشكلة محمود داهود، لاعب شتوتغارت الألماني، الذي غادر معسكر المنتخب في شهر آذار (مارس) الماضي قبل ساعات فقط من لقاء ميانمار نتيجة اختلافه مع اتحاد كرة القدم السوري حول بنود عدة، بالتالي كان من الممكن أن نشاهد مثلاً 16 لاعباً مغترباً ضمن صفوف المنتخب لولا الإصابات.
 
منتخب العراق سيدخل آخر جولتين أيضاً مع الوافدَين الجديدين محمد الطائي، المولود في أستراليا، والشاب عمر فرج (20 عاماً) المولود في النروج، لينضما لزيدان إقبال، لاعب أوتريخت الهولندي، ويوسف أمين، لاعب براونشفايغ الألماني، علماً أن منتخب العراق كان قد شهد أيضاً استدعاء الكثير من المغتربين بالفترة الماضية.
 
وكحال العراق فإن سوريا تبحث باستمرار عن مغتربين صغار بالعمر يوافقون على اللعب بمنتخبات الفئات العمرية، فالجناح أنطونيو يعقوب المستدعى حالياً للمنتخب الأول كان قد استُدعي سابقاً لمنتخب (تحت 21 عاماً) حاله حال العديد من الأسماء المميزة، من بينها جان مصطفى الذي كان يلعب بقواعد باير ليفركوزن، والنقطة الأساسية ترتبط بأن العديد من اللاعبين المغتربين ينحدرون من عائلات تتداخل جذورها بين دول عدة من المنطقة، وهو ما يدفع اتحادات دول عدة للتواصل أحياناً مع اللاعبين ذاتهم للتحقق من أصولهم وأوراقهم.
 
من حق أي بلد البحث عن مغتربيه وأن يعرض عليهم فكرة اللعب لمنتخب البلد الأم والاستفادة من خدماتهم، ولنا في أفريقيا مثال واضح حيث تعتمد معظم المنتخبات على لاعبين وُلدوا في فرنسا أو البرتغال أو هولندا أو إسبانيا وتعلموا كرة القدم في مدارس متطورة، وانضمامهم لمنتخباتهم بعد ذلك تسبب بطريقة أو بأخرى برفع سوية الكرة المحلية.
 
ولا يخفى على أحد أن دوريات المنطقة تواجه أزمات متتالية، وإن استثنينا العراق فإن كل الدول المذكورة تعاني مشكلات واضحة بملاعبها، وحتى الدوريات المحلية لم تعد مغرية للمتابعين، لذا يبدو ضم المغتربين بمثابة الهروب من مشكلات وصعوبات الكرة المحلية ولو أنه هروب منطقي للاعبين يحملون جنسية البلد ومؤهلين لتمثيله.
 
ويبقى الاستثناء الوحيد بين منتخبات المنطقة هو المنتخب الأردني الذي يضم بصفوفه 8 لاعبين ينشطون خارج الدوري الأردني، لكنهم جميعاً بدأوا من الأردن، بمن فيهم موسى التعمري الذي بصم بقوة هذا الموسم مع مونبلييه الفرنسي.
إعلان

اقرأ في النهار Premium