في شباط (فبراير) الماضي، كتب منتخب الإمارات لكرة القدم الشاطئية التاريخ، بعدما حقّق ثلاثة انتصارات متتالية في الدور الأول لكأس العالم 2024، التي استضافتها الدولة الخليجية، فتأهل إلى ربع النهائي عن المركز الثاني، بفارق الأهداف عن إيطاليا التي احتلت صدارة المجموعة.
وقتها، نال قائد المنتخب وليد المحمدي ورفاقه إشادة عالمية، إذ أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم أن النسخة الأخيرة من المونديال، التي استضافتها دبي خلال الفترة بين 15 شباط (فبراير) الماضي و25 منه، حظيت بإشادة على نطاق واسع باعتبارها أفضل نهائيات على الإطلاق.
وكان مونديال الإمارات مهرجاناً مزيناً بأهداف حراس المرمى وتقلبات مجنونة في النتائج ومهارات ساحرة، وأهداف في الأنفاس الأخيرة، بانتظار البطولة المقبلة المقرر إقامتها في سيشيل عام 2025.
طموحات وأحلام
ويقول المحمدي، الذي بدأ ممارسة اللعبة في نهاية عام 2010، في مقابلة مع "النهار العربي" إنه ورفاقه حققوا إنجازات عدة سُجلت باسم الإمارات والوطن العربي بشكل عام سواء على صعيد المنتخب أو الشخصي.
يضيف: "أهم شيء في كرة القدم الشاطئية أن الجميع يدعمونها من الدولة إلى الجماهير واللاعبين والمسؤولين، على أمل أن نحقق المزيد من الإنجازات ورفع اسم الإمارات والعرب عالياً، وأولويتنا ستكون التأهل إلى كأس العالم 2025".
ويعتبر المحمدي، المولود في دبي "التي تطوّرت كثيراً خلال الفترة السابقة"، أن "هذه الإمارة كانت منطقة صحراوية، وفي كل بقعة ومنطقة كان ثمة ملاعب رملية. ودبي دائماً كانت تستضيف الألعاب الشاطئية".
وأكد قائد منتخب الإمارات أن طموحه كان ممارسة كرة القدم، لأن كرة القدم الشاطئية لم تكن موجودة سابقاً، قبل أن تتطوّر اللعبة وتعتمد القوانين وتصبح أكثر انتشاراً، وصولاً إلى استضافة دبي العديد من الأحداث الرياضية مثل كأس القارات وكأس العالم وغيرهما.
دعم إماراتي
ويلفت المحمدي إلى أهمية دور العائلة الصغيرة التي ولد فيها، وصولاً إلى العائلة الكبيرة (الإمارات)، حيث نال دعماً كبيراً من دولته حتى وصل إلى مكان بات يُعرف فيه اسمه محلياً وعربياً وخليجياً وحتى عالمياً.
يضيف: "طفولتي كانت صعبة، وعائلتي بسيطة وصغيرة، فكان والدي يكافح وحيداً من أجل تأمين المصاريف. هذا الأمر زرع بنفسي المسؤولية من صغري. تعلّمت منه الكثير. الأهم أن يكون الشخص جدّياً في عمله، لأن الحياة تحتاج إلى مثابرة وتضحية والتزام وتنازلات، ويجب استغلال الوقت بأمور مفيدة".
ويشدّد المحمدي على أهمية الرياضة في حياة الأولاد، خصوصاً "أن في دولنا العربية نحقق إنجازات في مختلف الألعاب ونملك الكثير من المواهب، لكن بشرط الاستمرار في التعليم، لأنه سلاح لا يمكن الاستغناء عنه".
وتأهل منتخب الإمارات في النسخة الأخيرة من المونديال إلى الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، بعدما فاز في كل مبارياته بالدور الأول، ليكون أول منتخب عربي يتأهل لهذا الدور قبل نهاية الدور الأول بجولة واحدة منذ نسخة عام 2007، قبل أن يودّع بعد خسارته أمام إيران.
لحظة لا تُنسى
وعاش قائد منتخب الإمارات الكثير من اللحظات المؤثرة في حياته، الأولى آسيوية حين رفع كأس آسيا، أما الثانية، فعالمية، حين خاض مع زملائه مباريات كأس العالم الأخيرة، بحضور جماهيري كبير، وصعد المنتخب إلى الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، بعد 7 سنوات من بلوغ إلى النهائيات والإخفاق في التأهل.
يضيف: "حين ترى كلّاً من الدولة والاتحاد والجماهير يقف بجانبك في هذه اللحظة ويشجعك طوال الوقت، تشعر بلحظة رائعة، خصوصاً أن البطولة تقام على أرضك. هدفنا المقبل قيادة المنتخب إلى الدور نصف النهائي وحتى النهائي".
وكانت وفاة والده لحظة صعبة بالنسبة إليه ونقطة تحوّل في حياته: "من الصعب أن أنسى، لكن ذلك جعلني أقوى حتى أكون مع العائلة. من دون العائلة الحياة لا قيمة لها".
"أمثّل دولة بأكملها"
ويشعر المحمدي بفخر حين يحمل مسؤولية قيادة المنتخب، "لأنني أمثل دولة بأكملها، وارتداء شارة القائد هي حلم لكل لاعب، وأنا سعيد بالمكان الذي وصلت إليه".
ويحتل منتخب الإمارات المركز السابع عالمياً في التصنيف الأخير، والأول عربياً، "وهو أمر مميز بالنسبة إلينا، كما لا يمكن تجاهل تطوّر المنتخبات الخليجية الأخرى، مثل عمان والسعودية وحتى الكويت والبحرين، وأيضاً هناك عربياً لبنان وفلسطين ومصر والمغرب".
ويشجّع المحمدي مانشستر سيتي في إنكلترا، أما في إسبانيا "فلا برشلونة ولا ريال مدريد، أشجّع فالنسيا".